القيادة الفلسطينية: خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام منظمة ‘إيباك’ إعلان نهاية محادثات السلام

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: رأت القيادة الفلسطينية في خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام منظمة ‘ايباك’ في واشنطن، الليلة قبل الماضية، أنه إعلان إسرائيلي لإنهاء المفاوضات من طرف واحد.
وعبرت القيادة الفلسطينية أمس الأربعاء عن رفضها لما جاء في خطاب نتنياهو الذي طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإستمرار بالمفاوضات للوصول الى اتفاق سلام على أساس اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين وبقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على منطقة الأغوار الفلسطينية، وذلك كشروط إسرائيلية للوصول للسلام.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة أن خطاب نتنياهو أمام ‘الايباك’ مساء الثلاثاء ‘لم يحمل جديدا’ ، وذلك في إشارة الى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبدو أنه فشل في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لتغيـير مواقفه بشأن تحقيق السلام بالمنطقة.
وأضاف في بيان رسمي ‘أن استمرار نتنياهو بالمطالبة بالدولة اليهودية هدفه إضاعة الوقت والتهرب من اتفاق سلام شامل وعادل’، مشددا على أن ذلك المطلب مرفوض فلسطينيا وعربيا، وما كرره نتنياهو هدفه فقط إفشال الجهود الأمريكية وتعطيل المفاوضات.
وأكد أبو ردينة على أن الموقف الفلسطيني واضح، ويتمثل بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المفاوض الفلسطيني هدفه الحفاظ على المصالح الوطنية والضرورية للشعب الفلسطيني.
ومن جهته إعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث أن خطاب نتنياهو أمام منظمة ‘إيباك’ فى الولايات المتحدة ‘إعلان إسرائيلى رسمى من طرف واحد لإنهاء المفاوضات’، ومضيفا ‘أعلن نتنياهو بوضوح رفضه لكل قواعد السلام ولكل قواعد المفاوضات النهائية التى اتفقنا عليها مع الإدارة الأمريكية وهي حل قضايا الحدود واللاجئين والاستيطان وكل قضايا الوضع النهائي’. واشار الى أن ‘نتنياهو أعلن انه لا يريد قوات دولية، أي يريد قوات إسرائيلية ولا يريد حلا لقضية اللاجئين ويريد الإعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية وهذا مرفوض تماما’.
وأوضح شعث أن ‘كلام نتنياهو يشكل تحديا للإدارة الأمريكية ويقطع الطريق على أي حل قائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين ويرفض حقوق الشعب الفلسطيني’، وأضاف ‘إذا قبلت الإدارة الأمريكية هذا الأمر، ولا أعتقد أنها، ستقبل فنحن سنرفض’.
وكان نتنياهو قال في خطاب له أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي القوي ‘ايباك’ السنوي في واشنطن مساء الثلاثاء: ‘أيها الرئيس عباس: اعترف بالدولة اليهودية… وقل للفلسطينيين أن يتخلوا عن وهم إغراق إسرائيل باللاجئين’، مضيفا ‘بالإعتراف بالدولة اليهودية فإنك ستجعل من الواضح أنك مستعد تماما لإنهاء الصراع’ ، مشددا على عدم تخلي إسرائيل عن الإحتفاظ بالسيطرة الأمنية على منطقة الأغوار المتاخمة للحدود مع الأردن والتي تبلغ مساحتها حوالى 25 ‘ من مساحة الضفة الغربية، تلك الشروط الإسرائيلية المرفوضة فلسطينيا.
وعلى وقع إعادة نتنياهو طرح شروط إسرائيل للوصول للسلام من قلب عاصمة صنع القرار الأمريكي واشنطن، ساد شبه إجماع في الحلبة السياسية الإسرائيلية الليلة قبل الماضية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية بتجنب الضغوط الأمريكية التي كانت متوقعة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليه للوصول لاتفاق سلام يلبي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأجمع المحللون في قنوات تلفزيون إسرائيل الليلة قبل الماضية، ومن بينهم كبار الصحافيين الذين رافقوا نتنياهو الى واشنطن أن أوباما منشغل بملف أوكرانيا، وأن الطواقم التي تعمل في البيت الأبيض نجحت فعلا في إقناع الرئيس الأمريكي أن نتنياهو رجل سلام وأوفى بوعوده للوسيط الأمريكي جون كيري ما منع أوباما من الضغط عليه أو حتى تأنيبه.
وأشارت الأوساط السياسية الإسرائيلية الى أن نتنياهو نجح في الحصول على تعهد من أوباما بممارسة الضغوط على عباس في زيارته المرتقبة إلى واشنطن من أجل تقديم التنازلات للوصول للسلام في المنطقة وفق المقاس الإسرائيلي.
وحسب مسؤول أمريكي فإن أوباما تعهد لنتنياهو بممارسة الضغوط على عباس ليقدم تنازلات موازية للتنازلات الإسرائيلية في إطار المفاوضات حول اتفاق المبادئ الذي يسعى الجانب الأمريكي الى بلورته من أجل استمرار المفاوضات على أساسه، والتي اشترط عباس موافقته على استمرارها بوقف شامل للإستيطان، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الإحتلال ، الأمر الذي رفضته حكومة نتنياهو.
وقال وزير الشؤون الإستراتيحية الإسرائيلي، يوفال شطانتس الذي يرافق نتنياهو في زيارته للولايات المتحدة إن:’ تجميد الإستيطان وتحرير أسرى فلسطينيين أمران غير واردين وليسا في الحسبان’، ولم يوضح إذا كان يعني تنصل إسرائيل من الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو، والتي يحل استحقاقها نهاية الشهر الجاري.
وجاء ذلك الموقف الإسرائيلي بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استحالة تمديد فترة المفاوضات التي تنتهي في نيسان /أبريل المقبل من دون وقف شامل للإستيطان الإسرائيلي وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الإحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية