سوريات مشردات رمتهن الأقدار للتسكع في شوارع نواكشوط يجرجرن الصبية ويرفضن عروض الزواج ويتسولن بمهارة

حجم الخط
21

نواكشوط ـ القدس العربي ـ في نواكشوط أقصى الغرب بعيدا من سوريا بالشرق، وفي جو مغبر بأتربة مناخ صحراوي جاف، مغاير لطقس الشام ونسائمه العليلة، رمت الأقدار للشهر العاشر، أسرا سورية بنسائها وفتياتها البيضاوات وحتى برضعها.

مشاهد تصدم كل من يتعظ، لاحظ مندوب القدس العربي أمس الجمعة استمرارها إلى اليوم رغم جهود الترحيل الملاطفة التي بذلتها السلطات الموريتانية، ورغم مواساة متعاطفين كثيرين أفرادا وهيئات مع جموع النازحين السوريين إلى موريتانيا.

ترفض السوريات المتسولات تعريف أنفسهن بل إنهن يهربن من الصحافة وبدلا من الرد على أسئلة فضوليي الإعلام، يفضلن من يقدم قطعة خبز أو كبشة سكر أودريهمات معدودة.

قل عدد المتسولين والمتسولات من أشقائنا في سوريا كما يقول محمد ولد سيدي بائع فواكه في توضيحات للقدس العربي ظهر أمس، وهو يذب الحشرات عن معروضاته عند تقاطع مدريد في قلب العاصمة نواكشوط.

“لقد غادر أكثرهم إلى الصحراء الغربية وإلى المغرب وبعضهم للسنغال”، يتدخل شرطي ينظم المرور غير بعيد منا.

طاردنا سيدة نصفا تجرجر صبيتها الثلاثة وأصغرهم في شهره السابع وهي تلاحق ركاب سيارات خصوصية عند ملتقى طرق موريتل حيث يفضل المتسولون السوريون الوقوف لرفاه ذلك الحي وساكنيه..

امتنعت عن إعطاء اسمها كاملا واكتفت بالقول “اسمي “ب.ت” وهذا الذي ترونه يلاحق سيارة تويوتا هو أبو أولادي وهو مهندس وقد شردتنا حرب الاسلاميين مع الأسد ومررنا بخمس دول قبل أن نستقر هنا”.

قرب الملعب الالومبي وسط الفيلاهات الميسورة ترابط منذ أشهر ثلاث سوريات أعمارهن دون الثلاثين.

“ساعدونا بشيء نتقوت به بدلا من سين جيم”، كذا واجهتنا الفتاة الغجرية التي بدا الشحوب على وجهها وكساها ذل الترحال والتشرد لونا آخر أقرب للحمرة الداكنة.

أما المجموعة المتسولة الأضعف فهي ترابط أمام بقالة “باني ابلاه”، وأمام متجر تاتا الكبير حيث يتسوق الميسورون.

“ا.ع.ع” هي الحروف الاولى من اسم قائدة الفريق كما أخبرتنا وهي تدف عربة تحمل عليها رضيعين مغبري الوجنات.

واضافت ” عرض علينا البعض الزواج هنا في موريتانيا بل وعرض علينا بعضهم أشياء يأباها شرفنا لكننا نرفض خيانة أزواجنا الموجودين إما في مقابر الشهداء وإما في صفوف المجاهدين”.

 

هؤلاء المشردون السوريون ومعظمهم نساء وفتيات وأطفال رفضوا الإقامة  

 في معكسر من خمسين خيمة ضربتها لهم الحكومة الموريتانية في معرض نواكشوط.

وخصصت الحكومة الموريتانية أواخر السنة الماضية عند بدء تدفق النازحين السوريين إلى موريتانيا، مليون دولار لاقامة هذا المخيم.

وأكد مصدر ديبلوماسي سوري في نواكشوط في تصريحات صحفية أخيرة أنه “لا يوجد نازحون سوريون في موريتانيا”، مضيفا أن “هناك جالية سورية تعمل بشكل عادي”.

وشدد المصدر على “أن من يوصفون باللاجئين السوريين في نواكشوط هم مجموعة من المهاجرين  الغجر الذين استقروا في سوريا لفترة قصيرة وغادروها مع بداية أعمال العنف”.

وتؤكد مصادر مكتب وكالة غوث اللاجئين في نواكشوط ” أن اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى موريتانيا حتى الآن، لا يتجاوز عددهم 200 فرد وقد فضل الكثيرون منهم العيش في المدن الداخلية الموريتانية التي يجدون فيها تعاطفا كبيرا بدل العاصمة”.

هذا ويشكو المقيمون السوريون في موريتانيا “من انتماء هؤلاء المتسولين إلى سوريا لما في ذلك من إضرار بسمعة بلادهم” ، مؤكدين “أنه لا يوجد سوري واحد متسول بالعالم، وأن هؤلاء استغلوا كرم الموريتانيين وتعاطفهم مع القضية السورية”.

مهما كانت الأحوال فالوضع المتدهور في سوريا شرد أبناء هذا الشعب الأبي ورماهم آلاف الأميال عن وطن نشؤوا فيه واضطرهم للتنازل عن قيم النخوة وألجأهم للتسكع ولمد الأيدي للميسورين كما للبخلاء..فمتى، يا تر، ستنتهي هذه معاناة هذا الشعب التي تتقاذفها الجنيفات من جنيف 1 إلى جنيف ما لا نهاية ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد السوري:

    السلام عليكم
    اخوتي واخواتي الموريتانين نحن نعهدك ونعرفكم جيدا اهل للكرامه والطيب والاخلاق العاليه ومسلمين افاضل ولكن قصة اللاجءين السورين ليست كما تعرفون هذه الناس متأصله بهذه المهنة منذ زمن وهي مهنتهم المفضله وهم نور ولو عرضت عليه اي عمل مسوف يرفضه اي نوري ولا يتزوجون ولا يوزوجون هم فقط يتزوجوا من بعضهم البعض والقصص التي تكلموا عنها لا اساس ولا صحه لها كل كلامهم هراء ونفاق الاخوة المورتانين الذين عاشو او درسوفي دمشق يعرفون الفرق باللهجه والكلام السوري الاصلي والنوري ولكن عامة الشعب لايعرف وهنا ختلط الحابل بالنابل اقسم بالله لايوجد سوري اصلي يمد يده ويشحذ او يستعطي في اي دوله بالعالم لماذا جاءو الى موريتانيا والمغرب لان الشعب المغربي والموريتاني لا يعرف الفرق بين السوري والنوري والاخوة المغاربه عرضو عليهم العمل ولكن رفضوا الحجه كانت غير مبرره واخيرا النوري يبقى اندبوري ولو اعطيته مليون دولار فسوف يذهب الى عمله لكي يشحذ يوميا لعنهم الله بهدلو الشعب السوري والسوريين واخيرا شكرا للشعب والحكومه الموريتانيه والمغربيه على تعاطفهم مع الشعب السوري الاصل وليس النور والقرباط امثال الموجودين عندهم وكل من دخل المغرب من الحدود الجزاءيره كان نوري الاصل او ارمني نوري والسلام عليكم

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية