عقدة الداخلية تنسف إعلان الحكومة بعد تذليل عقدة الطاقة وإسناد الخارجية لباسيل

حجم الخط
2

بيروت ـ ‘القدس العربي’ لم تصدق التوقعات الإعلامية ولم تطوَ الصفحة الأخيرة في الأزمة الحكومية الأطول في تاريخ الأزمات الحكومية في لبنان التي دخلت شهرها الحادي عشر، وبالتالي لم تصدر مراسيم تشكيل الحكومة ‘السلامية’ وقبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تمّ تحديد موعد جديد لها ظهر الجمعة لتبدأ مرحلة انفراج سياسي طال انتظاره ولاسيما أن الإتصالات تركّز على تأليف حكومة جامعة تنال ثقة مجلس النواب باستثناء عدد من نواب 14 آذار الذين سيحجبون الثقة ومن بينهم النائب مروان حمادة والقوات اللبنانية التي رفضت المشاركة في حكومة واحدة مع حزب الله طالما لم ينسحب من القتال في سوريا ولم يلتزم مسبقاً بإعلان بعبدا.
وبرزت في ربع الساعة الأخير عقدة من سيتولى حقيبة الداخلية من تيار المستقبل حيث أفيد أنه طرح إسم اللواء أشرف ريفي لتولي هذه الحقيبة بعدما تردّد اسم النائب جمال الجراح من البقاع الأوسط واسم النائب سمير الجسر من طرابلس. وقد اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس المكلف تمام سلام قبل توجهه إلى قصر بعبدا للإجتماع برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وأبلغه رفض فريق 8 آذار لترشيح ريفي لأنه يعتبره استفزازياً علماً أن فريق 8 آذار لم يكن أبلغ موافقته على إسمي الجراح والجسر.
ورداً على 8 آذار سألت أوساط في قوى 14 آذار عبر ‘القدس العربي’: هل يحق لفريق 8 آذار أن يضع فيتو على من يكون وزيراً في الداخلية علماً أن التشكيل هو من صلاحية رئيسي الجمهورية والحكومة؟ وإذا كان حزب الله يعتبر إسم ريفي استفزازياً فهل الوزير حسين الحاج حسن ليس استفزازياً؟.
وعبرت هذه الأوساط عن استغرابها لـ’إفراط البعض في موجة التفاؤل بصدور التشكيلة الحكومية، معتبرة أن حزب الله ينتظر الموافقة على الحكومة من إيران للسير بها، وهذه الموافقة لم تأت بعد’.
وكان الجميع يعوّلون على رمزية تأليف الحكومة في الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري حيث أقيم مهرجان حاشد في البيال أطلّ فيه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ليؤكد على زمن العدالة مع انطلاق أعمال المحكمة الدولية في لاهاي.
وما ساهم في توقع استعجال تأليف حكومة تمام سلام هو سفر الرئيس بري اعتباراً من السبت في جولة تستمر نحو أسبوع يبدأها من الكويت ويستكملها في إيران وألبانيا، علماً أن سفره قبل تشكيل الحكومة يجعل تشكيلها متعذراً الى حين عودته بسبب وجود عرف يقضي بإطلاع رئيس مجلس النواب على التشكيلة الحكومية قبل إعلانها وعلى حضوره في الصورة التذكارية التي تُلتقَط لرئيسي الجمهورية والحكومة مع الوزراء الجدد.
وكان جرى تذليل العقدة العونية التي اعترضت طويلاً إتمام الإتفاق على التشكيلة الحكومية، وذلك بعد اتصالات بعيدة عن الأضواء تمت بين تيار ‘المستقبل’ و’التيار الوطني الحر’ والتي أثمرت موافقة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على إسناد حقيبة الطاقة الى حليفه في التكتل حزب الطاشناق، على أن يتولى الوزير جبران باسيل حقيبة الخارجية كما تسند الى ‘التيار الوطني الحر’ حقيبة خدماتية هي الأشغال أو التربية. لكن الأشغال شكلت باباً للمنازعة بين حصة الرئيس بري وحصة عون كما أثار إسناد الخارجية الى ماروني إشكالاً لجهة وزارة الدفاع التي كان الرئيس ميشال سليمان ينوي إسنادها الى الوزير السابق خليل الهراوي.
أما الحكومة وعدد أعضائها 24 فهي ستتم وفق صيغة 8+8+8 لكل من قوى 8 و14 آذار وفريق الوسط وتردّد أنها ستوزّع على الشكل الآتي:
وزراء 14 آذار:جمال الجراح، أشرف ريفي أو سمير الجسر وخالد قباني (سنّة)، بطرس حرب وسجعان قزي، (موارنة)، ميشال فرعون وآلان حكيم (كاثوليك)، عاطف مجدلاني (أرثوذكس).
وزراء 8 آذار: علي حسن خليل، غازي زعيتر ومحمد فنيش وحسين الحاج حسن (شيعة)، روني عريجي (ماروني)، غابي ليّون (اورثوذكس)، آرتور نظاريان (أرمن ارثوذكس).
وزراء الوسط: تمام سلام ، محمد المشنوق ( سنّة ) خليل الهراوي (ماروني)، عبد المطلب الحناوي (شيعي)، وائل ابو فاعور وأكرم شهيّب (دروز ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خناطلة ابراهيم - الجزائر:

    لا يسعني إلا أن أقوم إجلالا للعبة الديمقراطية في لبنان.فأنا من المتابعين والمعجبين بهذه اللعبة ( لعبة محاولة التعايش مع عديد الأفرقاء) حتي تسمية الأفرقاء تعجبني فهي اختراع لبناني مبهر.

  2. يقول Nasser:

    حكومي ستفشل زي سابقاتها ﻻنو ما في سيادة لبنانية على ارضو..ولﻻسف طول عمرها هيك .

إشترك في قائمتنا البريدية