تواصل معركة ‘عض الأصابع’ في سباق الرئاسة الجزائرية والحسم مؤجل

حجم الخط
6

الجزائر ـ ‘القدس العربي’: ما تزال معركة عض الأصابع مستمرة داخل المشهد السياسي في الجزائر، حتى وإن كانت جولة الولاية الرابعة حسمت بشكل كبير، في اتجاه عدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مجددا، وهو ما سبق أن نشرناه في ‘القدس العربي’ منذ أكثر من شهرين، وأكدنا عليه قبل أيام في موضوع إبلاغ الرئيس مقربيه بعدم رغبته وقدرته على الاستمرار في الحكم، لكن الإشكال الذي لا يزال قائما يتعلق بالخليفة، والذي يبدو أن أمره لم يحسم على مستوى قمة هرم السلطة.
ويعتبر أحد مؤشرات استمرار معركة ‘عض الأصابع’ هو عدم الفصل في معركة حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) فقد رفضت ولاية الجزائر العاصمة منح ترخيص لجماعة منسق المكتب الوطني عبد الرحمن بلعياط، رغم حصولهم على أكثر من ثلثي أعضاء اللجنة المركزية، من أجل الإطاحة بسعداني وانتخاب أمين عام جديد، ومبرر الرفض كان عدم امتلاكهم الا هؤلاء لن يحصلوا على الترخيص بسبب عدم امتلاكهم الصفة، رغم أن الولاية نفسها منحت لجماعة سعداني الصيف الماضي ترخيصا بعقد لجنة مركزية، دون أن تكون لهم صفة أخرى غير عضوية اللجنة المركزية، تماما مثلما هو الشأن بالنسبة لجماعة بلعياط، لكن هذا الرفض يوحي بأن المعركة لم تحسم في الأدوار الفوقية، وأن هناك من يريد إطالة عمر سعداني على رأس الحزب.
ورغم البيان الذي صدر عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء بعد سقوط الطائرة العسكرية، والذي ندد فيه بالتكالب على المؤسسة العسكرية، ومحاولات بث الشقاق داخل صفوفها، وهو الكلام الذي اعتبر بطاقة حمراء من الرئيس لزعيم جبهة التحرير الوطني، لكن هذا الأخير نفى ذلك مؤكدا أن كلامه موجه للجميع، وأن الرئيس لم يقصده، وعدم وجود إجراءات تبعت كلام الرئيس، أعاد جو الشك حول خلفية هذه التصريحات، وكذا الهدف من صدورها.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الولاية الرابعة سقطت في الماء، بسبب تدهور الأوضاع الصحية للرئيس بوتفليقة، وأن الطاقم الطبي الفرنسي والصيني الذي كان يشرف على علاجه رحل عن الجزائر، وأن الرئيس نفسه أصبح يرفض الاستمرار في عملية إعادة التأهيل الوظيفي بسبب عدم تحسن أوضاعه الصحية، وهو الكلام نفسه الذي نشرناه قبل أيام.
وأكدت على أن الصراع الدائر حاليا هو بخصوص خليفة الرئيس بوتفليقة، وكيفية إحداث إجماع حول اسم معين، خاصة وأن مرض الرئيس ورفض جهاز المخابرات استمراره في الحكم، أخلط الكثير من الأوراق، وأن النقاش أو التفاوض بشأن الاسم الذي سيكون مرشحا للفوز بكرسي الرئاسة ما زال مستمرا.
ورغم أن علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق لديه حظوظ أوفر في الفوز بكرسي الرئاسة، بالنظر إلى العمل الذي قام به تحضيرا لهذا الموعد، وكذا القبول الذي يلقاه بنسبة كبيرة، حتى داخل المعارضة، إلا أن هناك من يؤكد أن ‘فيتو’ جماعة الرئيس الذي يشهره هؤلاء في وجه بن فليس الذي يمثل العدو اللدود، سيحول دون وصوله إلى قصر الرئاسة، لكن المقربين من بن فليس يرفضون توصيف الأمر بهذا الشكل، ويؤكدون أن جماعة الرئيس ليست لها كلمة بخصوص الانتخابات الرئاسية القادمة.
من جهة أخرى هناك من يقدم فرضية أحمد أويحيى رئيس الوزراء السابق، ويرى أصحاب هذا الطرح أن أويحيى قد يكون طوق النجاة، لتفادي انفجار الأوضاع، والذهاب بالبلاد إلى أزمة أعمق من تلك التي تعيشها حاليا، حتى وإن كان أويحيى غير محبوب شعبيا، واسمه ارتبط دائما بقرارات يذكرها المواطن الجزائري بمرارة، مثل تسريح العمال، وغلق المؤسسات، وحبس كوادر الشركات التابعة للقطاع العام، وكذا مختلف ‘الحيل’ التي لجأ إليها لإضعاف جيب المواطن، مثل قرار اقتطاع الأجور، والضريبة السنوية على السيارات، والضريبة على السيارات الجديدة، ولكن هناك من يؤمن أن أويحيى وبعملية تجميلية بسيطة تحشد لها الإمكانيات من دعاية وإعلام سيتحول إلى الرئيس المنقذ والمخلص من الأزمة، حتى وإن كان ذلك ليس صحيحا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هشــــــــــــــــــــــــام صادق:

    هناك اسم واحد اليوم يترددعلى ألسنة الجــــزائريين ..هذا الاسم هو علي بن فـــليس، فالرجــــل يحظى باحترام واسع لدى شرائح واسعة في المجتمع الجزائري.
    أما فكرة أحمد أويحي فيهي فكرة مرعبة لأن الرجل يسمى في الجزائر بصاحب المهمات القذرة باعترافه هو …ونعتقد ان شخصا بهذه الصفة لا يمكن ان يحل مشكلات البلاد بل يزيدها تعقيدا وقد يكون سببا في حدوث انفجار لا يبقي ولا يذر..

  2. يقول ALI BELLALA:

    موضوع الانتخابات في الجزائر اصبح موضوع شائك، و كل الشيخضيات المترشحة لا وزن شعبي لها ، و ما يحدث على مستوى وزارة الداخلية و سحب الاستمارات ما هي الا عملية الها و تحويل الراء العام الوطني و الدولي عن القضاياء الجوهرية مثل محاكمة الخليفة و حجاز و خليل ، المساندين من طرف جماعة السعيد و على راسها سعيداني ، لان امر عدم ترشح بوتفليقة كان معلوم مند اكثر من سنة، هدا ما اربك الجماعة فحاولوا تعديل الدستور و ادخال بند جديد يعين به رئس الجمهورية نائبا له، ولما لم يفلحوا في مهمتهم هده، اخرجوا اشاعة بان المخابرات و على راسها اللواء مدين هي التي رفضة ترشح بوتفليقة و دفعوا بسعيداني الى مجابهته مباشرتا و تسميته بالاسم لتعفين الوضع و تعيين مجلس عسكري مثل الدي تراسه بوضياف في التسعسنيات ، و اعلان حضر الطواري ومحاكمة بعض الرموز العسكرية الرافضة لهدا السينارية ، اللغاء اجراء انتخابات في وقتها المحدد، و هدا السيناريو غير مستبعد ،

  3. يقول المـسـتـشــــــــــار:

    رحيل الطاقمين الطبيين الفرنسي والصيني يمكننا اعتباره إشارة على تحسن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأنه قاب قوسين أو أدنى من أعلانه الترشج لولاية رابعة.

  4. يقول الغيث امبيريك:

    المهم ان المرشح الاوفر حظا سيكون جزائريا بامتياز ، وسيعمل على وحدة البلاد وترسيخ الديمقراطية ، لا يهم منه ، المهم ان الشعب الجزائري سيختاره بحرية ، ولا تستطيع اية قوة في العالم الاملاء على الجزائر وشعبها العظيم.
    اللهم احفظ الجزائر وشعبها،وانصرهم على اعدائهم ومتعهم بالازدهار والرفاهية،يا ارحم الراحمين ،الشعب الجزائري شعب اصيل كريم مضياف ،وقف مع كل المستضعفين في العالم،وساند قوى التحرر وحارب الظلم والاستبداد في العالم، يدين له الشعب الفلسطيني والصحراوي بالكثير ، بلد الاحرار والشهداء

  5. يقول محمد الجزاءر:

    رئيس الجزائر القادم موجودة في ثلاجة فرنسا.وما سوى ذلك فهو مجرد هراء

  6. يقول فاطمة:

    موضوع المرشح اصبح يزعج الجزائريين نظرا الي فقدان طبقة سياسية و فقدان كفاءات لما تتقدم يقتنع بها الشعب و يمنحها ثقته في اعادة بناء البلاد و اعادة خاصة تركيبة المجتمع التي انعدمت بسبب الارهاب و انعكساته السلبية علي هذا المجتمع الذي اصبح الفقر و الجهل متفشي فيه و لا ننسي بان فترة بوتفليقة تميزت بالنهب و بالاختلاسات و بالفضائح التي لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال الي يومنا هذا
    الجزائر اليوم تبحث عن مرشح واعي وطني مسير ملتزم سياسيا كلها صفات انعدمت عند بوتفليقة و مجموعته التي تميزت باسم” شلة الحرامية”
    تعتبر الجزائر في غياب سياسي منذ وصول بوتفليقة 1999 الي يوم مغادرته

إشترك في قائمتنا البريدية