شظايا كلام

حجم الخط
0

( الى منيرة وسعد )
ليكنْ عتابك كشعاع الشمس ،
يخترق الزجاج الشفاف دون ان يكسره.

*

هوتْ من السماء ريشتان تتأرجحان كقارب ثمل.
تعلقتُ باحداهما فرفعتني عالياً …
وأنزلتني في حضن عش مشيّد من احجار وعيدان وطين.
هناك اسكن الآن ؛ الهو مع السناجب والبلابل والهداهد.

*

اكتبُ على الرمل أنني عطشان.
لا من يقرأ.
اكتبُ على الهواء انني اختنق.
لا من يقرأ.

*

كنْ اخضر في اليابس
كن شجرة في طريق المسافر
كن آثار خطى للضالين
كن نبضات ضوء في قلب الظلام
كن دفقات حنان في صميم القسوة

*

استقصاء :
بمحض إرادتي انتقلت من السويد الى عاصمة بريطانيا العظمى.
أرقدُ الآن في احسن مستشفيات لندن .
كل شئ جيد … لكن :
لا ماء ساخناً في الحمام.
البالوعة لا تشفط المياه القذرة.
قاع مقعد التواليت الابيض يطفح بالبراز.
ارجع للحجرة مشمئزا . قبالتي مريض اخرس يتألم ، يقلص عضلات محياه ، ويصيح :
– واي واي واي…
بعبارة واحدة فقط يطلب او يرفض اي شئ : يا كاما كام .
إذا اراد شرب قهوة او فتح نافذة او غلقها : يا كاما كام.
إستيقظَ فجراً وردد العبارة ذاتها :
– يا كاما كام .
فوجئتُ بالممرض يفهم ويرد :
– صباحاً. ستنال يا كاما كام صباحاً. ليس الآن.

*

دخل الدكتور فرانز كافكا يتفقد مرضاه ليلاً.
راحتْ قوائم الرجاء ترتعش وتسيخ في الكوابيس.
وقف جنب سريري ؛ بصق في منديلٍ دماً ودوَّن عباراتٍ تركَ إحداها تحت المِخدة :
– مازال الليل ليلا اكثر من اللازم.

*

كل من يرى حلبة يتقابل فيها الموت والحياة ، يعرف من هو المغلوب في آخر الشوط.

*

كانت ممدة على السرير.
تَقدَّمَ ملاك الموت بقلنسوة سوداء ومنجل.
تصديتُ متوسلاً :
– ارجوك دع حبيبتي.
قال :
– انا لم آتِ اليها ، بل اليك.
* اديب عراقي مقيم في لندن
* فرانس كافكا ، كاتب تشيكي تعلم الحقوق والادب والكيمياء في الجامعة الألمانية في براغ ‘(1901) .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية