توصية إسرائيلية بتطبيق قانون التجنيد الإلزاميّ على العرب المسيحيين في الداخل

حجم الخط
0

الناصرة-‘القدس العربي’ – من زهير أندراوس: قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إننّا نرفض التجنيد في الجيش الإسرائيليّ جملةً وتفصيلاً وذلك لاعتبارات إيمانية وأخلاقية ولاعتبارات وطنية أيضًا، وأضاف سيادته أننا لا نريد لأبنائنا أنْ يحملوا السلاح فإيماننا يدعونا إلى نبذ العنف بكافة إشكاله وألوانه وبدل من أنْ يحمل شبابنا السلاح نريدهم أنْ يحملوا غصن الزيتون، لكي يكونوا دعاة سلام ومحبة وإخاء. وتابع: إن مسألة تجنيد أبنائنا في الجيش الإسرائيلي لا يمكن أنْ يقبلها أي إنسان عاقل، فنحن نريد لأبنائنا أنْ يفكروا في مستقبلهم وأنْ يتعلموا وأنْ يتثقفوا من أجل بناء مجتمعاتهم ومن أجل الرقي الإنساني والحضاري. وأضاف: إننّي أدعو دعاة التجنيد بأنْ يراجعوا حساباتهم وأنْ يتوبوا وأنْ يعودوا إلى رشدهم لأنّ ما يدعون إليه سيدخل أبناءنا في متاهات وفي ضياع وفي تشتت نحن في غنى عنه. نحن عرب فلسطينيون شاء من شاء وأبى من أبى ولن يكون انتماؤنا إلا لشعبنا وقضايا شعبنا ولا توجد عندنا أزمة هوية كما يظن البعض فهويتنا واضحة المعالم لمن يرى وينظر، نحن مسيحيون وعرب فلسطينيون في آن. من واجبنا أنْ ننحاز لقضايا الأمّة وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني، وعلينا أنْ ندافع عن وجودنا وتاريخنا وتراثنا المسيحي المشرقي بالأساليب السلميّة وغير العنيفة، وقد جاءت كلمات المطران لدى استقباله عددا من الطلاب العرب المسيحيين في الجامعة العبرية في القدس لمناقشة موضوع تجنيد المسيحيين في الجيش الإسرائيليّ.
على صلة بما سلف، نشر موقع (WALLA) الإخباري العبريّ أمس، تقريرًا حصريًا لأول مرة كشف من خلاله أن عضو الكنيست المتطرّف من حزب الليكود ونائب وزير الأمن داني دانون يعمل منذ أشهر على تطوير فكرة تجنيد شباب من الطائفة المسيحية في صفوف الجيش الإسرائيلي. ووفقًا لما جاء في تقرير الموقع العبريّ فإنّ دانون، وبعد موافقة كبار رجال الطائفة المسيحية، على حدّ قوله، أجرى اتصالات عدة مع كبار الضباط والمسؤولين في الجيش وشعبة الأمن الإجتماعية، وفحص جاهزية جهاز الأمن لزيادة استيعاب الشباب المسيحيين في وحدات الجيش المختلفة. وقال داني دانون في سياق حديثه للموقع العبريّ إنّه سيقوم قريبًا بتقديم توصية للحكومة لتطبيق قانون الخدمة العسكرية الإلزامية لأبناء الطائفة المسيحية، مشدّدًا على أنّ هذه الخطوة ستساهم في ارتفاع نسبة المتجندين، وستساعد بشجب المتطرفين والمحرضين ضد التجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي. وأشار الموقع العبريّ في تقريره إلى أنّه تجند للجيش الإسرائيلي منذ بداية العام الحالي ما يقارب 90 شابًا مسيحيًا، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد ويتضاعف نسبة للسنة الفائتة ليصل إلى 200 مجند. ووفقًا للتقرير فإنّ دانون، المسؤول عن ملف تجنيد المسيحيين، عزز نشاطه في هذا الموضوع وأقام عددًا من المؤتمرات لأبناء الشبيبة المسيحيين، والذي تم من خلالهم عقد لقاءات بين ضباط من أبناء الطائفة وممثلين عن سلطة التجنيد، لتهدئة المخاوف التي قد تراودهم حول التجنيد ولعرض الفرص والمناصب الكثيرة التي تنتظرهم في الجيش. علاوة على ذلك، لفت نائب وزير الأمن الإسرائيليّ في تصريح له إلى أنّ أبناء الطائفة المسيحية يشغلون مناصب ويخدمون في الجيش لكن العدد قليل. وأضاف: الإمكانيات ضخمة وتجنيد الشباب المسيحيين في الجيش وفقا للقانون سيساعد في انخراطهم في المجتمع والسوق الإسرائيليّ. وقد تطرق تقرير الموقع العبريّ إلى الأب جبرائيل نداف، والذي يرأس أيضًا منتدى تجنيد الشباب المسيحيين، وأشار إلى المضايقات والتحريض التي يواجهها بسبب دعوته الشباب العربيّ المسيحيّ في مناطق الـ48 للتجنيد في الجيش الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
في السياق ذاته، أكّد مدير مركز المعلومات والمصادر للشباب العرب رجا زعاترة، أن مركزه بالتعاون مع الائتلاف الشبابي ضد الخدمة المدنية في صفوف جيش الإحتلال الإسرائيلي صمموا شعارات وصورا تحذر من الإنتساب للجيش الإسرائيلي وتكشف مؤامراته بحق المسيحيين من الداخل المحتل. وقال: محاولات تجنيد الشباب الفلسطيني المسيحي محاولات قذرة يجب أن يقف الجميع في وجهها، ويحولون دونَ استمرارها، مشيرا إلى عدد من الجولات الميدانية التي نظمت لعشرات الشباب من الناصرة لمعاقل جيش الإحتلال الإسرائيلي لإلحاقهم في الخدمة العسكرية.
وكانت مجموعة من جنود جيش الإحتلال قد نشروا على مواقع التواصل الإجتماعي واليوتيوب مقطعا لفتاة عربية من الداخل الفلسطينيّ تعمل مع جيش الإحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أنها تخدم (دولتها إسرائيل). أمّا وسائل الإعلام العبرية فقد نشرت أسماء بعض الطوائف والعائلات التي توافق على الحملة رغمَ أن هذه العائلات ترفض الإشتراك بها، وفق ما أكده أحد أبناء إحدى العائلات المسيحية من الناصرة. وكان ائتلاف من المؤسسات المحلية في الداخل المحتل هددَ عبرَ بيان نشره بفضح كل من تسول له نفسه التواطؤ مع المخطط الإسرائيلي القذر لسلخ الجماهير العربية عن تاريخ أجدادها وجذورها. وجاء في البيان: كلنا في خندق واحد في مواجهة هذا المشروع وليس أمامنا إلا الوحدة والتكاتف لنفشل هذه المؤامرات التي تُحاك ضد أبناء شعبنا ونؤكد على اعتزازنا بانتمائنا لشعبنا الفلسطيني ولن نرضى بنزع هذا الإنتماء عنا. وخلص إلى القول: نحن هنا باقون على أرض الآباء والأجداد ونحن حجارة الوادي ونتنفس هواء هذه البلاد ليس بمنة من أحد وإنما كحق مقدس من حقوقنا ونؤكد أن حمايتنا لن تأتي من أفراد أو جماعات، بل من انتمائنا لشعبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية