بحجة عدم دفعهم الديون: اسرائيل تقطع المياه عن الفلسطينيين المحيطين بالأقصى لتهجيرهم

حجم الخط
0

رام الله ‘القدس العربي’ من وليد عوض: لجأت سلطات الإحتلال الإسرائيلي الى أسلوب قطع المياه عن الفلسطينيين في البلدة القديمة من القدس، وذلك في إطار ممارسة المزيد من الضغط عليهم لدفعهم للهجرة عن المدينة وتركها فريسة سهلة أمام غول التهويد الإسرائيلي الذي يتواصل على مدار الساعة في المدينة المقدسة.
وأكدت مصادر فلسطينية في القدس الجمعة أن هناك عشرات العائلات التي تعيش بالبلدة القديمة بلا مياه منذ أيام جراء إقدام سلطات الإحتلال الإسرائيلي على قطعها عنهم.
وأوضحت، لـ’القدس العربي’، الجمعة بأن سلطات الإحتلال قطعت المياه عن عشرات المنازل بالبلدة القديمة من القدس خلال الأيام الماضية، وذلك ضمن خطة اسرائيلية للتضييق على المواطنين بهدف دفعهم للهجرة وتسهيل مهمة تهويد المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى التي يسكنها الفلسطينيون.
وقدرت المصادر أن أكثر من 30 ألف فلسطيني البلدة القديمة من القدس التي تحتضن المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، مشيرة الى أن قطع المياه عن الأهالي لن يدفعهم إلا للتمسك بوجودهم في المدينة المقدسة ومواجهة التهويد حتى لو ماتوا من العطش.
وحسب المصادر شرعت شركة المياه الإسرائيلية ‘جيحون’ منذ أيام بتفكيك عدادات تزود المياه لعشرات المنازل في البلدة القديمة بالقدس، خاصة في حارة الواد، وباب حطة، وحي الجالية الأفريقية، بذريعة ‘تراكم الديون’. وأوضحت المصادر أن العائلات فوجئت بعدم وجود مياه في الصنابير وبعد الفحص والتفقد وجدت أن عدادات مياه منازلها تم فكها دون سابق إنذار.
وأفاد ناصر قوس أحد سكان حي الجالية الأفريقية- أن طواقم شركة ‘جيحون’ برفقة عناصر من شرطة الإحتلال داهموا مساء الأربعاء حي الجالية الأفريقية الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، وخلعوا عدادات المياه عن عدد من المنازل، وأحدها لعائلة شريف المكونة من 15 فردا، وآخر لعائلة قلمبو المكونة من أكثر من 30 فردا ، موضحا أن بعض عدادات المياه التي نزعت تغذي عدة منازل بالمياه.
وأجمع عديد من المواطنين الذين نزعت عدادات مياههم بأنهم ملتزمون بدفع المستحقات المالية المترتبة عليهم في موعدها، رافضين المبرر الإسرائيلي بأن عليهم ديونا متراكمة لشركة المياه الإسرائيلية
وأكد قوس أن جمعية الجالية الأفريقية التي قُطعت المياه عنها تقوم بدفع فواتير المياه وتحرص على عدم تراكم الديون عليها، فيما قال المواطن أشرف الزربا بأن الفاتورة الأخيرة وصلته بالمبلغ المستحق عن الشهر الماضي، دون إنذار بقطع المياه، أو إبلاغه بالمبلغ المتراكم عليه.
وناشد الزربا الجهات الفلسطينية الرسمية والدول العربية تعزيز صمود المواطن المقدسي في منزله، فهو يواجه يوميا التهجير الصامت من قبل الإحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتهجير أهل القدس ضمن المخططات التي ينفذها لتهويد المدينة. هذا واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إقدام شركة المياه الإسرائيلية ‘جيحون’على تفيكيك عدادات المياه عن عشرات المنازل بالبلدة القديمة في القدس المحتلة بحجة ‘تراكم الديون’، أسلوب تهويدي ضد المدينة المحتلة وسكانها المقدسيين لزيادة معاناتهم في مدينتهم وإحالة حياتهم الى مستحيلة ليغادورا القدس بالنهاية.
وأشارت الهيئة الى أن اسلوب قطع المياه الى جانب العديد من الأساليب والإجراءات والممارسات التهويدية الإسرائيلية اليومية ضد المقدسيين، وعلى رأسها هدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، إضافة لفرض الضرائب الباهظة على المقدسيين، ناهيك عن سوء الخدمات المقدمة وانهيار قطاعات التعليم والإسكان والصحة وغيرها، جميعها أساليب تتضافر بالنهاية لإخراج المقدسي من مدينته القدس ليحقق الإحتلال مآربه وأطماعه في المدينة المحتلة.
وكان الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى، قال: ‘حكومة إسرائيل تهدف إلى تفريغ القدس المحتلة من سكانها وخلق الوقائع على الأرض بشتى الطرق والأساليب، حيث أن أصحاب القرار والمخططين الإستراتيجيين في إسرائيل سعوا ويسعون إلى خلق هيمنة ديمغرافية يهودية مطلقة في القدس وأنه يجب أن يكون في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل أغلبية يهودية، ناهيك عن طموحات إسرائيل من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل حول مدينة القدس الشرقية إلى استباق نتائج المفاوضات وتوطيد سيطرتها على البلدة القديمة وعلى معظم أحياء مدينة القدس الشرقية وبالتالي إحباط إمكانية أن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والتي من دونها سيكون حل الدولتين غير قابل للتطبيق’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية