‘العيادة’ تفقد دورها الإنساني عند سلطات الإحتلال وتتحول إلى زنزانة من الإهمال الطبي

حجم الخط
0

رام الله ‘القدس العربي’ من وليد عوض: يعيش العديد من الأسرى الفلسطينيين المرضى الراقدين على سرير عيادة سجن الرملة حالة من الإنتظار ليس لتقديم العلاج اللازم لهم، بل ينتظرون الموت جراء سياسية الإهمال الطبي الذي يتعرضون له في تلك الزنزانة التي يطلق عليها اسم “عيادة”.
وفيما يشتكي الأسرى المرضى مما يتعرضون له من إهمال طبي في “عيادة سجن الرملة” التي لا تقدم لهم سوى بعض المسكنات ،أكد محاميا نادي الأسير عقب زيارتهما للعيادة الخميس بأنه يقبع فيها تسعة أسرى مرضى بشكل دائم، وأن وضعهم الصحي في غاية الخطورة وينتظرون الموت في أي لحظة.
وأوضحت مصادر حقوقية فلسطينية الجمعة بأن الأسرى التسعة القابعين فيما يسمى بعيادة الرملة لتلقي العلاج هم: ناهض الأقرع، منصور موقدة، خالد الشاويش، رياض العمور، معتصم رداد، سامر عويسات، صلاح الدين الطيطي، معتز عبيدو، ومراد أبو معيلق، وأنهم يتعرضون للإهمال الطبي بحيث بات الموت يتهدد حياتهم، وخاصة الأسير ناهض الأقرع الذي يعاني من التهابات حادة في رجليه المبتورتين.
ووفق محاميا نادي الأسير الفلسطيني فإن الأسير الأقرع يعاني من التهابات حادة عادت لرجليه المبتورتين، خلال الأسبوعين الماضيين،مشيرين الى أنه يأخذ مسكنات قوية تسبب له الإدمان.
وكان أطباء العيادة قد أخبروا الأسير الأقرع بضرورة زراعة أطراف صناعية له لوقف الإلتهابات، ولكنه تفاجأ بردّ الإدارة التي طالبته بدفع تكاليف زراعة تلك الأطراف الصناعية رغم أنه بالسجن، وذلك رغم أنه بحاجة ماسة لكرسي متحرك، خاصة وأن الكرسي الذي يجلس عليه بلا ظهر، وقد جرب خياطة ظهر له بنفسه لكنه لم يفلح.
وبشأن الأسير الشاويش أشار محاميا نادي الأسير الفلسطيني إلى أنه “أصبح يعاني من وضع صحي أكثر صعوبة، بسبب ضغط العمود الفقري على العصب، ولوجود شظايا في الظهر وبمختلف أنحاء جسده، وهو يشعر بآلام مستمرة في الظهر، ولا يستطيع الإستمرار بالجلوس أو التحرك للمشي، وهو مصاب بشلل تام في الجزء السفلي من جسمه، حيث تعرض للإصابة بإحدى عشر طلقة في عام 2004”.
أما الأسير العمور فإن علامات التعب والإرهاق تظهر على وجهه وجسده، خاصة وأنه خضع لزراعة جهاز منظم لدقات القلب قبل ثلاثة عشر عاماً، وكان من المفترض تغييره قبل ثلاث سنوات، ولكن لم يتم ذلك حتى اللحظة، بل إن الجهاز خرج من مكانه، كما أنه من المفترض تحويل الأسير للمشفى كل ستة شهور للتأكد من استقرار وضعه الصحي، ولكنه لم يحول منذ حوالي السنة.
وعن الوضع الصحي للأسير رداد، أوضح نادي الأسير الفلسطيني “أنه يعاني من تعطّل أكثر من 60′ من أمعائه، ومن نزيف يومي، وارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى قصور في عمل القلب”، مشيرا إلى “أنه كانت له مراجعة أخيرة لدى الأطباء قبل خضوعه لعملية استئصال الأمعاء بعد أسبوع تقريباً، والأطباء أخبروه بأن الألم لن يفارقه بعد إجرائه للعملية، وسيكون لها مضاعفات خطيرة”، الأمر الذي جعله يصمم على عدم إجرائها.
وعن الأسير عويسات، أوضح محامي نادي الأسير “أنه يعاني من مشاكل في الأعصاب، وأصبحت أدوية الأعصاب التي يتناولها الأسير جزء لا يتجزأ من حياته، وخضع قبل أيام لعملية إزالة لكيس البول والإخراج الذي كان يضعه بعد تعرضه لإصابة بالأمعاء لدى اعتقاله”.
وأشار محامي نادي الأسير الى وضع صحي مأساوي لأحد الأسرى في عياة سجن الرملة، وذلك في إشارة للأسير الطيطي، مشيرا إلى “أن جميع أعضاء الأسير الطيطي التي في بطنه في الخارج”، ناقلا المحامي عنه “أنه طالب في وقت سابق بنقله عند أخيه في سجن ريمون، ليموت هناك ، ولكن إدارة السجون الإسرائيلية رفضت بذريعة أن وضعه الصحي لا يسمح بمكوثه في سجن عادي”.
أما الأسير أبو معيلق فيعاني هو الآخر من التهابات حادة في الأمعاء الغليظة، نجم عنها خضوعه لثاني عمليات استئصال وتنظيف للأمعاء، وكان من المفترض إجراء العملية التاسعة للأسير قبل شهرين، ولكن لم تتم العملية حتى الآن.
وأفاد المحامي بأن مسلسل الآلام والمعاناة للأسير عبيدو لا زال مستمراً، فالأسير كان قد أصيب برصاصة “دمدم”، أثناء اعتقاله الأول عام 2011 أدت إلى تفجير معدته وأمعائه، ثم أطلقت النيران عليه أيضاً أثناء الإعتقال الأخير نيسان 2013، فأصيبت يده، ومنذ اعتقاله أُخبر بأنه سيجرى له ثلاث عمليات ولكن ذلك لم يتم حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية