‘بولنوار’ فيلم يستعيد مأساة عمال المناجم وبدايات العمل النقابي بالمغرب

حجم الخط
0

طنجة ـ من سعيدة شريف: يستعيد فيلم ‘بولنوار’ للمخرج المغربي حميد الزوغي، مرحلة مهمة من تاريخ مغرب القرن العشرين، حيث مأساة عمال المناجم، وبداية تشكل الوعي بالعمل النقابي والمغرب يرزح تحت نير الاستعمار.
فيلم ‘بولنوار’ مقتبس عن رواية للكاتب المغربي عثمان أشقرا، التي تحمل العنوان نفسه، أعد السيناريو الخاص به الكاتب’بلعيد اكريديس وهو أيضا ينحدر من نفس البلدة (بولنوار)، التي تبعد كيلومترات قليلة عن مدينة الفوسفاط خريبكة (جنوب الدارالبيضاء).
يسرد الفيلم قصة الفقيه ‘محماد’ طالب علوم الفقه والشريعة من جنوب المغرب، الذي استقر به المقام في قرية ‘بلنوار’ في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث كان يدرس بها القرآن الكريم بالمسجد، ويؤم المصلين به،’إلى أن ألقي عليه القبض من جانب السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1947 بتهمة التحريض على الشغب. وتحكي قصة الفيلم (ساعة و45 دقيقة) عن هجوم القوات الفرنسية على المدن والقرى المغربية من 1921 إلى 1950، واستغلالها لخيرات البلد، خاصة بعد اكتشافها لمعدن الفوسفاط في منطقة خريبكة، بحسب أحداث الفيلم.
كما تكشف عن معاناة سكان المنطقة، خاصة العمال المنجميين’من الاستغلال والتهميش، وبداية تشكل الوعي لديهم بأهمية مقاومة المستعمر، والدفاع عن حقوقهم من خلال انخراطهم في العمل النقابي، وخوضهم لإضرابات داخل المناجم، من أجل صون حقوقهم.
يقدم الفيلم، من خلال شاب من شباب القرية (ولد العزوزية)، كيف يمكن للظروف أن تساعد فلاحًا أميًا على التحول إلى عامل بمناجم الفوسفاط، وكيف يرتقي بمساعدة العمال الفرنسيين الشيوعيين إلى زعيم نقابي.
وقال المخرج حميد الزوغي في تصريح للأناضول، إن فيلم ‘بولنوار’ صور في تلك القرية، وبمشاركة أبناء البلدة، الذين ليسوا بممثلين محترفين.
وقال إن هذا الأمر كان مقصودا’لأنه أراد أن يكون ‘عنصر المفاجأة حاضرا بالنسبة للمتلقي، وأن تكون مصداقية في الأداء، ومشاعر حقيقية لا يمكن أن يقدمها إلا سكان المنطقة الذين عايشوا الفقر والحاجة وعذابات المناجم’.
وعن سبب استلهامه للتاريخ من خلال عمل إبداعي مغربي، قال إنه يحاول أن يغتنم هذه الفرصة التي فيها دعم مهم من الدولة للسينما، ليقدم عملا سينمائيا نابعا من معاناة مجتمعية، ومن تاريخ حقيقي للبلد.
وعن علاقة الرواية بالسينما في المغرب، ذكر الزوغي أن’منتهى سعادته هو أن يبحث من شاهد الفيلم عن رواية الكاتب المغربي عثمان أشقرا ‘بولنوار’ ليقرأها، لأن الرواية شيء، والسينما شيء آخر.
‘بولنوار”هو الفيلم السينمائي الثاني للمخرج حميد الزوغي بعد فيلم ‘خربوشة’، المستلهم أيضا من التاريخ المغربي. ويشارك في الدورة 15 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (أقصى الشمال الغربي)، 22 فيلما طويلا تعكس تجارب وأجيال إبداعية مختلفة في خريطة السينما المغربية، و21 فيلما قصيرا، أغلبها لمخرجين شباب من داخل وخارج المغرب.
وفضلا عن جوائز لجنتي التحكيم للأفلام الطويلة والقصيرة، هناك جائزة النقد في المهرجان، التي يعلن عنها قبل الإعلان الرسمي للجوائز الأخرى.
وتتواصل فعاليات الدورة الـ 15 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة حتى’15 شباط/فبراير الحالي. (الأناضول)’

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية