رواية ‘شراك الهوى’ للكاتب والشاعر محسن أخريف

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’: صدرت مؤخّرا عن اتحاد كتاب المغرب، رواية ‘شراك الهوى’ للكاتب والشاعر المغربي محسن أخريف، وهي الرواية الفائزة في الدورة الأخيرة لجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب.
ترصد الرواية، التي تقع في 125 صفحة من القطع المتوسط، أثر تقنيات التواصل الحديثة على العلاقات الإنسانية، وذلك من خلال شخصية وفاء الْكنْدالِي، التي تقع في حب كَمال، فتحاصره بخلق هوِّيّات افتراضيّة مزيّفة، تتواصل معه من خلالها عبر الميسنجر، لتوهمه بمعرفة الكثير من النساء فتطفئ ظمأه للعلاقات الغرامية. جعلت وفاء كلّ الطّرق الإلكترونية تقود إليها كي تظفر بحب كمال، فصارت هي قطب رحى تلك العلاقات بفضل هذه الشراك الإلكترونية. لكن مرضها بالسّرطان قلَبَ كلّ حساباتها فآثرت الرّحيل والصّمت تاركة جراح قلب كمال مفتوحة.
وتجدر الإشارة أن لمحسن أخريف ثلاث مجموعات شعرية: ‘ترانيم للرحيل’2001. ‘حصانان خاسران’ 2009. ‘ترويض الأحلام الجامحة’ 2012.
من أجواء شراك الهوى نقرأ:
‘لم تكن علاقتكَ معها تعني لك شيئا كبيرا، لهذا لما نفّذت تهديدها بالفراق لم تكلِّمها، ولم تطلب منها التراجع عن قرارها. لم تطلب منها حتى أخذ وقت للتفكير في الأمر. هي طبعا لم تحتمل هذا؛ ولذلك لما التقيتما بعدها مصادفة ـ والتي تشكّ الآن أنها كانت كذلك ـ أخبرتك أنها لن تكترث بالأغاني العاطفية الغرامية الولهانة التي تسمعها إيّاها عبر هاتفك وأنت تخفي رقمه، وأنها لن تكترث خصوصا بأغنية كانت ذائعة الصيت في فترة صُحبتكما؛ في الحقيقة هي تكذب. لم تهاتفها أبدا بعد الفراق، حتى أنك لم تعد تتذكر ترتيب اسمها على ذاكرة هاتفك، ولا حتى الاسم أو الصفة التي سجّلتها بها؛ إذ أنك في الغالب تضيف تعليقا أو صفة على الأسماء التي تدوّنها على ذاكرة الهاتف، لكي لا تختلط عليك الأسماء (كان هذا قبل أن تشتري هاتفا يلحق الاسم بالصورة) وهذا دليل ملموس على أنك قد حذفتها نهائيا من ‘ريبرتوارك’ العاطفي.
لم تشأ أن تقول لها هذا الكلام، إذ أن إحساسها بأنها أخطأت في تقدير الأمور يكفيكَ لتشعر بالراحة ونشوة الانتصار، رغم أنك تريدها أن تحسّ بأنها هي الّتي بادرتْ بالفراق؛ فأنت إنسان عاطفيّ جدا، ولا تريد أن تجرح أية أنثى بتركها وحيدة، لا تجد أحدا يسألها: ‘هل مرت عادتك الشهرية بسلام؟’. ثم إنك لا تحب الشعور بأنك تركتَ أحدا في منتصف الطريق، أو في بدايته؛ أنت لا تحب أن تشعر بأنك نذل، رغم أنك أحيانا تتصرف على منواله، لكن العلاقات في المبتدأ تجريب محض، لا يعرف الإنسان هل سينفرط عقدها بسرعة أم لا’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية