الصورة تنافس اللوحة التشكيلية في مهرجان دولي للفوتوغرافيا في القاهرة

حجم الخط
0

القاهرة ـ الأناضول ـ من كوثر الخولي: عرض 28 مصورا محترفاً من 20 دولة حول العالم ما يقرب من 100 صورة ضوئية تتناول قضايا المجتمع والسياسة والثقافة وتهم الانسان في كل مكان.
جاء ذلك خلال الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولي للفوتوغرافيا المعاصرة، الذي انطلق، الأربعاء، في مقر مركز الجزيرة للفنون بمنطقة الزمالك بالقاهرة، ويستمر لمدة شهر، حيث بدت الصور الملتقطة وكأنها لوحات تشكيلية مرسومة بالريشة والألوان.
وفي تصريحات خاصة، قال أيمن لطفي مدير المهرجان ومنظمه إن المهرجان يعد ‘فرصة جيدة لتغيير نظرة العالم التقليدية عن الصورة الفوتوغرافية (الضوئية) من كونها مجرد وسيلة للرصد والتوثيق إلى آفاق أرحب يستطيع المبدع من خلالها تقديم رؤيته للعالم في القضايا والموضوعات المختلفة’.
ولفت إلى أن الكاميرا الحديثة ‘أصبحت تملك من الإمكانيات والتقنيات المتطورة ما تؤهلها لمنافسة أقرانها في مجالات التعبير الفني المختلفة مثل الفنون التشكيلية وغيرها’.
وحول اللوحات الفوتوغرافية الذي يضمها المهرجان، قال لطفي إن ‘اللوحات المعروضة لا تمثل أسلوبا فنيا واحدا، لكنها تعبر عن اتجاهات فنية متعددة في مجال الفوتوغرافية المعاصرة تتنوع بين التجريبي والسيريالي’.
واعتبر أن أهمية المهرجان تأتي في كونه استطاع دعوة 28 مصورا دوليا من بلدان مختلفة، مشيرا إلى أن المهرجان يقدم رسالة للعالم بأن الفنان وسيلته في التعبير هي الفن وليس إلقاء الحجارة.
ويشارك في المهرجان فنانون من: بولندا واليونان وأوكرانيا ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا ومالطا وأرمينيا وروسيا والبرتغال والبرازيل والأرجنتين وإندونيسيا، والإمارات وعمان والعراق ومصر.
من جانبه، قال الفنان صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، إن هذا المهرجان ‘يأتي في ظل اهتمام عالمي متزايد بالصورة الفوتوغرافية، ترجم ذلك في زيادة مساحة العروض والمسابقات والفعاليات المتخصصة دوليا’.
وأضاف المليجي أن ‘هذا الاهتمام انعكس ايجابيا على فن التصوير الفوتوغرافي الذي شهد طفرة كبيرة أثبتت من خلالها قدرة فناني هذا الفن على تحويل اللقطة الواحدة إلى كادر تتناغم فيه درجات الضوء والظلال مع زوايا التصوير، قادرة على اختزال ما يمكن أن تحمله صفحات وصفحات في كتاب’.
وقدم المصور العراقي أديب العاني عدد من اللوحات التي ترمز إلى رمال صحراء الخليج مستخدما تدرجاتها في الارتفاع والانخفاض وانعكاس ذلك مع الظل والضوء في تصوير لمعاني الوحدة والغربة للإنسان لا يرافقه سوى ظله وجمل الصحراء،فيما قدم المصور الفرنسي ايريك لافورج صورة لامرأة أفريقية سوداء تحمل صبيا أبيض بين ذراعيها وتضمه نحو صدرها في إشارة للعطاءات الأفريقية للغرب بشكل عام.
وقدم المصور البولندي ميشال جيدروتش عددا من الصور الفوتوغرافية شكلت المرأة والطفل نسبة كبيرة بينها، ولعل أبرز تلك الصور، صورة أم عاملة تحمل في يدها اليمنى ‘آلة حصاد زراعية’ بينما تمسلك بذيل فستانها طفلتها الباكية، بينما الأم تنظر الى الأمام بإصرار، في إشارة إلى طموح المرأة العاملة.
كما استضاف المهرجان معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان ‘المتخفي’ للفنان المصري أيمن لطفي، مدير المهرجان، ضم عددا من اللوحات التي تمثل لحظة ‘سقوط الأقنعة’ في حياتنا، بحسب وصف لطفي لوكالة الأناضول.
وكتب لطفي في اللوحة التقديمية لمعرضه: ‘المتخفي ذلك الذي يختبئ خلف جدار أو قناع أو قطعة من القماش، المتخفي الذي يختبئ خلف عالم من صناعته ويتلون بألوان زائفة ليس لها علاقة بالواقع الخاص بالانسان. يعتقد أننا لا نراه، ولكننا نراه بعد حين، وسوف يصبح بالفعل مختفيا، ولكن من الواقع والعالم الخاص بنا’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية