حفلة ممجوجة لـ’البيت اليهودي’

حجم الخط
0

إن عرض الندب والظهور بمظهر الضحية الذي شوهد أمس (الاربعاء) في الكنيست زمن خطبة رئيس البرلمان الاوروبي حطم الارقام القياسية للسخافة والعار في مجلسنا النيابي الذي برهن مرة اخرى على أنه لا يساويه في صغره أي تحقير وإهانة.
إن السياسي الالماني الكبير مارتن شولتس المعروف بأنه مناصر لاسرائيل يعارض المقاطعة بقوة، تجرأ على أن يقتبس في خطبته من كلام شباب فلسطينيين احتجوا على مسامعه على التمييز في تقسيم حصص الماء بين المستوطنات والقرى في مناطق الضفة الغربية. وهي معطيات ظهرت في الماضي في تقرير البنك الدولي ، وقد قال في خطابه مثلا. ‘لم أتأكد’، قال وسأل في أسى: ‘أصحيح ما قالوه’؟.
في تلك اللحظة هُدر دم المتكلم. وثار غضب اعضاء الكنيست من البيت اليهودي الذي هو كتلة حزبية مهمة في الائتلاف الحكومي، وهم قادرون على أن يهضموا فقط اطراءات وكلاما آسرا من نوع ما قال رئيس حكومة كندا ستيفن هاربر.
فقد وقف عضو الكنيست موتي يوغاف في مشهد فكاهي غطى على المشاهد الكوميدية المشهورة في قاعة الكنيست وأعطى الرئيس درسا في الكتاب المقدس والتاريخ الحديث قائلا: ‘إن الرب أعطى ارض اسرائيل لشعب اسرائيل’، صرخ يوغاف، وحينما رأى أن عدسات التصوير موجهة اليه تمهل لحظة وأضاف قائلا: ‘إن الشعب الالماني يؤيد من يحرض على إبادة اليهود’!.
وبدأت صديقته أوريت ستروك تجري في قاعة الكنيست جريا محموما وتحث اعضاء كتلتها الحزبية على الخروج من القاعة، ومن لم يطعها وبخته بحركات عصبية من يديها. وقال أحد اعضاء الكنيست لها في همس: ‘نسيَت أن اليهودي لا يطرد اليهودي’.
خرج الجميع بالطبع وفيهم رئيس الحزب نفتالي بينيت الذي علا المنصة بعد ذلك وهاجم شولتس. إن وزير الاقتصاد الذي يكثر من السفر في العالم قائما باعمال وزارته ليدفع باقتصاد اسرائيل الى الأمام ويسافر الى اوروبا بالطبع ايضا، نسي مرة اخرى أنه وزير كبير في حكومة تُلزمه بمعايير وقواعد سلوك أساسية. وحينما طغى عليه غضبه عاد ليصبح عضوا متحمسا في حركة شباب. اضطر قبل اسبوعين فقط الى الاعتذار من إهانة شخصية وجهها الى نتنياهو. فمن المثير أن نعلم ماذا سيقول في المستقبل لنظرائه الاوروبيين حينما يسألون عن معنى سلوكه الصبياني المُهين في جلسة الكنيست.
لم ينته بذلك عرض الندب والبكاء والعويل أمس في الكنيست. فقد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضا باتا السؤال الذي صدر عن شولتس. وزعم أن الارقام الحقيقية ‘أقل كثيرا’، لكنه لم يقل ما هي. وشعرت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات (الليكود) بحاجة مُلحة الى جلد البرلماني الكبير فعلت منصة الخطباء وقالت ما يلي: ‘أعطيناه التكريم كله لكن حينما يقول كذبا فظا، وباللغة الالمانية ايضا، فلا عجب من أن يغضب اعضاء كنيست ووزراء’.
لم تذكر لفنات ما هي اللغة التي تكون مستعدة لأن تهضم الاكاذيب الفظة بها. وفضلت أن تنسى أن المساعدة الاقتصادية والامنية التي تمنحنا إياها المانيا، وهي صديقة كبيرة لاسرائيل، منذ عشرات السنين تُعطى ‘بالالمانية’ ايضا. سيصل الى اسرائيل في الاسبوع القادم وفد وزراء من المانيا برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل. وينبغي أن نفرض أنها ايضا ستخطب في الكنيست، وباللغة الالمانية ايضا. فربما يحسن بها أن تبدأ التدرب على لغتها الانجليزية أو أفضل من ذلك أن تتدرب على العبرية كي تتخلص من غضب لفنات.
لكن حبة الكرز في القشدة كانت بلا شك خطبة الوزير أوري اورباخ من البيت اليهودي ايضا. ‘إن جيل آباء الوزير الذي تحدث هنا’، وجه اورباخ كلامه الى رئيس البرلمان الاوروبي، ‘الذي ولد في سنة 1955 لا أعلم السيرة الذاتية الشخصية لعائلته وجيل عدد من اعضاء الكنيست العرب وعدد منكم كانت جهودهم في أصعب السنوات تنصب كي لا يوجد الشعب اليهودي هناك ولا يوجد هنا’.
إن اورباخ الذي بنى حياته المهنية على فكاهات سخيفة في برنامج راديو، يعتبر واحدا من المعتدلين في البيت اليهودي. فلا عجب من أن يجد قدماء البيت أنفسهم مشتاقين الى ساسة من نوع زبولون اورليف وشاؤول يهلوم واسحق ليفي، ولن نذكر سلفيهما زبولون هامر ويوسف بورغ.

هآرتس 13/2/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية