دغان يتكلم: ديمقراطية محدودة الضمان

حجم الخط
0

اعتاد مئير دغان، رئيس الموساد السابق، أن يعرض مذهبه فوق منصات مختلفة. إن الحديث احيانا عن لقاءات ‘مغلقة’، كما حدث هذا الاسبوع في يوم الاثنين في تل ابيب في منتدى يسمى ‘الصالون الدولي لتل ابيب’. وتناول دغان موضوعات مختلفة تتعلق بأمن دولة اسرائيل في القريب وفي الأمد البعيد ايضا، بيد أن تحليل كلامه يظهر صورة معوجة تحول اطار محاضرته من غرفة محاضرات في 150 انسانا الى تعري أمام 150 دولة في العالم.
أكد دغان أنه عمل بصورة ممتازة مع شارون واولمرت. وقال: ‘لا أتذكر أنني اقترحت شيئا ما لم يقبله’. أي أن دغان يتحدث عن ملاءمة كاملة بين آراء رئيس الموساد وآراء رئيس الوزراء. إنه يؤكد في الحقيقة أن علاقات العمل بنتنياهو رئيس الوزراء كانت جيدة جدا، لكنه لم يقبل كل وجهات نظره. فما هي وجهات النظر؟ هي أن نتنياهو جعل القضية الذرية الإيرانية مشكلة اسرائيلية في حين أن هذه القضية تُصدع رأس دول الخليج أكثر من أن تكون تهديدا وجوديا لاسرائيل.
يوجد هنا في الحقيقة فكرة أخرى، وهي إن وجود قنبلة ذرية في ايران سيفضي الى تأثير حاسم في دول الخليج لكن في اتجاه يعاكس قصد دغان. فدول الخليج قد تقع في يد ايران ومن هنا يقوى طلب أنه ينبغي منع حصولها على القدرة الذرية بكل ثمن.
لنعد لحظة الى قضية مشابهة جدا واجهت متخذي القرارات. في أواخر سنة 1980 تمت محاولة عسكرية غير ناجحة من ايران للهجوم على المفاعل الذري في العراق. ولم تنجح محاولات دبلوماسية، لإيقاف هذه المفاعل، فتقرر في اسرائيل قصفه. واليكم قائمة المعارضين: وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء ورئيس الموساد ورئيس أمان ورئيس لجنة الطاقة الذرية وشمعون بيرس. ومع كل ذلك بت رئيس الوزراء القرار كما هي العادة في دولة ديمقراطية. ويخيل إلي أن رسالة بيرس الى بيغن عقب تسريب نبأ وجود استعدادات للهجوم التي جاء فيها قوله ‘سنكون كالعرارة في السهل’، كانت في الحقيقة محاولة مشابهة لمنع الهجوم بتلاعب ‘ديمقراطي’ كما يحاول دغان أن يفعل.
يخطيء مئير دغان فهم بنية السلطة. إن تحول دغان من قمة هرم عسكري واضح إذ كان جنرالا في هيئة القيادة العامة، الى الحياة المدنية الحرة اجتاز مباديء الديمقراطية التي تحدد صلاحيات رئيس الوزراء وسائر المؤسسات. إن المسؤولية العامة ملقاة على رئيس الوزراء. وفي حال دغان فان هوية رئيس الوزراء أهم من المباديء الديمقراطية.

اسرائيل اليوم 13/2/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية