سيادة الرئيس… ونهاية النفق

حجم الخط
0

مسرحية جديدة تتمثل علينا بمشروع قوات الناتو على الحدود المجهــــولة المعالم والخارطة، في ظل تصريحات اسرائيلية متزايدة حول يهودية الدولة وعدم اعطاء الفلسطينيين أي حق وكل الأخبار التي تتعلــــق بفلسطين والفلسطينيين يتم التعامل فيها وكأننا لسنا على أي خارطة طبيعية أو سياسية. وليس هذا اسوأ ما في الأمر بقدر الشرعية التي تعطيـــــها المنظــــمة والسلطة لاسرائيل من خلال عملية المفاوضات.
يتضح تماماً في كل مشروع أو خطة أو تصرف يقوم به سيادة الرئيس ومن حوله أن ذخيرتهم نفدت ووصلوا إلى طريق مسدود، طرح فعلي لفشل متكرر، من إنهاء المقاومة حتى الدولة والامم المتحدة وأنت من قال يا سيادة الرئيس ان القضية ضاعت في اروقة الامم المتحدة – وخطة كيري وقبلها من المشاريع الكثيرة نذكر منها بيلين-عباس، وربما منها ‘بيع’ الاسمنت لبناء جدار الفصل العنصري – ربما حتى لا يكون في الأمر ايد خارجية! -، لم يعد لسيادة الرئيس محمود عباس خيارات إيجابية تخرجه من مأزقه، فهو كلما حاول أن يخرج من هذه الورطة ‘السلطوية’ بمشروع أو خطة أو اتفاقية سلام واستمرار المفاوضات، ازدادت الأمور تعقيداً فلا نيوليبرالية فياض أتت أُكلها ولا أي نوع سلام حقق أي نصر، هو تماماً يريد أن يخرج من هذه المعضلة لن اقول دون فشل، لكن بالصيت الطيب والذكرى الحسنة – آخرها التهديد الاسرائيلي وعودة دحلان والذي يبدو أنه الطرح لفصل قادم ، فهو يحاول إرضاء جميع الأطراف لكن هذا من سابع المستحيلات! أن ترضي شعبك، والإحتلال بنفس الوقت لأن ما يريده الإحتلال لن يُرضي شعبك وما يريده شعبك لن ينظر له الإحتلال بعين الإعتبار واستبعد تماماً أن يقلب محمود عباس نهجه رأساً على عقب! مخالفاً كل ما عمل لاجله طوال هذه السنين.
سيادة الرئيس محمود عباس… طريقك مسدود ولم يعد في أي من الخيارات ما يضمن مصلحة الشعب الفلسطيني فلا دولة ولا دويلة ولا مقاومة بل مفاوضات تعطي السلطة الفلسطينية والاحتلال شرعية للاشرعي، وليس هذا رأيا شخصيا أو هجوما لشخصك بقدر ما هو قراءة لأرض الواقع تحاول اقناعنا فيها أن المركبة التي تسير إلى الحلم الفلسطيني لا تنزلق في انحدار شديد، وأن كل شيء على ما يرام ونحن نستمر في نهج المفاوضات والحلول الدبلوماسية، وأنت من قال في كتابه القضية آفاق جديدة ‘ان الحديث مع الاسرائيليين يجب ان يكون فقط في ما يتضمن مصلحة الشعب الفلسطيني ومع من يؤمن بقضيتنا في الاطار الذي نحن نحدده من اجل غاية لنا’ فما هو الذي حققناه الا مزيداً من الخسائر للدولة العتيدة، وهل وصلنا الى أي غاية، الوقائع تتحدث بالنفي التام يا سيادة الرئيس.
سيادة الرئيـــــس: حتى الشيوعية كتطبيق ثَبُت فشلها في الاتحاد السوفييتي بقوته وعظمته، وارض الواقع تــــروي لنا فشل اطروحتك في حل القضية الفلسطينية.
وفي فلسطين من افراد قادرة على استثمار نقاط القوة لدينا كشعب يملك حقه في هذه الأرض لتلتقي مع نقطة ضعف الاحتلال. وفي هذه الحالة إن لم ننتصر الآن… لكن لن نخسر. وباسوأ الحالات… يكفي شرعنة اللاشرعي. وهنا نهاية النفق، نفق آخر.

صلاح الدين ابو حمدية
طالب علوم سياسية في جامعة بيرزيت – فلسطين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية