التلفزيون الإسرائيليّ: البطريرك ايرينوس الأوّل يعيش رهن الاعتقال المنزليّ وحيداً في شقة قديمة في القدس المحتلّة وينتظر الطعام من أخيه المُسلم

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: بثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ تقريراً عن البطريرك السابق للروم الأرثوذكس ايرينوس الأول وهو محبوس في شقة في البلدة القديمة في القدس، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً في الأوساط المسيحية، حيث جاء في التقرير ان البطريرك ايرينوس من وراء القضبان داخل بطريركية الروم الأرثوذكس والممنوع من مقابلة احد منذ سنة 2006 من قبل ثيوفيلوس والذي يتلقى طعامه من الأخ (المسلم) أبو عمار عبر الحبل إلى سطح عزله.
وكانت الحكومة اليونانية قررت عزل ايرينوس الأول، بعد التشاور مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية، وذلك بهدف إنهاء أزمة بيع العقارات الأرثوذكسية الفلسطينية في القدس الشرقية لمتطرفين يهود.
واجتمع حينها، نائب وزير الخارجية اليوناني بانايوثيس دالاكس مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، كما توجّه إلى الأردن، حيث التقى العديد من صنّاع القرار في عمّان. كما قالت المصادر الغربيّة والإسرائيليّة، بحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة أن بانايوثيس وصل إلى إسرائيل واجتمع مع وزير الخارجية آنذاك سيلفان شالوم، لتسليمه رسالة رسمية من الحكومة اليونانية تطالب بإقالة ايرينوس على اثر تسريب عقارات البطريركية إلى يهود متطرفين، ممّا أثار غضباً واسعاً في أوساط الفلسطينيين والأردنيين احتجاجاً على مساهمة البطريرك في تهويد مدينة القدس. وتوجه المسؤول اليوناني عقب لقاء شالوم إلى الأراضي الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني وإطلاعه على القرار اليوناني بضرورة إقالة ايرينوس، وذلك قبل أن يتوجه إلى الأردن لوضع المسؤولين الأردنيين في صورة التحقيق اليوناني في صفقة بيع عقارات الكنيسة الأرثوذكسية إلى مستثمرين يهود يسعون لتهويد مدينة القدس. وأوضحت مصادر للصحيفة العبريّة، طلبت عدم ذكر اسمها، أن الحكومة اليونانية توصلت من خلال تحقيقاتها في الصفقة إلى أن تصرفات البطريرك اليوناني ايرينوس الأول ألحقت إضراراً جسيمة بالمصالح الوطنية العليا لليونان وعلاقتها بالعالمين العربي والإسلامي.
وأكدت المصادر أن اليونان تعرضت لضغوط كبيرة من الدول العربية والإسلامية على اثر بيع عقارات الكنيسة الأرثوذكسية لمستثمرين يهود، ما دفع الحكومة اليونانية لاتخاذ القرار النهائي بالعمل على إقناع الجهات ذات الصلة بالموافقة علي إقالة البطريرك ايرينوس، وشدّدّت الرسالة التي حملها نائب وزير الخارجية اليوناني على أنّ حالة الفوضى التي تعصف بسجلات البطريركية وفقا للتحقيق اليوناني، ألحقت ضرراً جسيما بمصالح الطائفة العربية الأرثوذكسية في فلسطين والأردن. وجاء القرار اليوناني بإيفاد نائب وزير الخارجية اليوناني بعد رفض ايرينوس التعاون مع لجنة تقصي الحقائق اليونانية التي جاءت للأراضي المقدسة عقب تفجر الأزمة، هذا وقدّمت لجنة التحقيق اليونانية التي رفض ايرينوس التعاون معها تقريراً للحكومة اليونانية يؤكد تورط البطريرك في صفقات مشبوهة.
وتبينّ من التقرير أن ايرينوس متورط في صفقات مشبوهة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى منحه وكالات لأشخاص لا يستحقون الثقة، وذلك إلى جانب الفوضى العارمة في سجلات البطريركية في القدس. وشدد التقرير على عدم تعاون البطريرك ايرينوس مع لجنة التحقيق اليونانية، حيث رفض تسليمها أية وثائق مكتوبة ومنعها من تصوير مستندات متوفرة في البطريركية.
وقد ألغى ارينيوس الأول جميع أنواع توكيلات البيع والإيجار بعد أنْ ارتبط اسمه بفضيحة بيع وتسريب عقارات مملوكة للبطريركية إلى مستثمرين يهود، ما أثار غضباً شديداً بين الفلسطينيين والمسيحيين العرب. وقال ايرينوس في إعلان نشره: أنا الموقع أدناه، باسمي وباسم بطريركية الروم الأرثوذكس أعمم بهذا أن جميع الوكالات بأي نوع كانت وبدون أي استثناء والتي أعطيت مني أو من بطريركية القدس للروم الأرثوذكس قبل هذا التاريخ لأي كان، وبالأخص نيقولا باباذيماس حامل جواز سفر يوناني رقم ت 209570 هي باطلة وملغاة وكل من يستند عليها يتحمل المسؤولية.
ونشر الإعلان بأربع لغات هي العربية واليونانية والانكليزية والعبرية. وباباذيماس الذي ذكر اسمه في الإعلان هو وكيل البطريركية الذي كانت وكالات البيع والإيجار تحت تصرفه وتلاحقه الشرطة الدولية (الانتربول). يذكر أنّ البطريرك السابق للروم الأرثوذكس ايرينوس الأول تمّ عزله قبل 7 سنوات، وتحديداً في السابع من أيار/مايو 2006 حيث كان بطريركاً نافذاً لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ويقود رعية من 100 ألف من أتباع الكنيسة. واليوم، فإنّه، بحسب تقرير التلفزيون الإسرائيليّ، يجلس خلف أبواب مغلقة في شقته في البلدة القديمة، ويزعم أنّه حبيس من جانب خليفته الذي أطاح به.
ونفي المسؤولون عن الكنيسة أنْ يكون ايرينوس الأول رهن الاعتقال المنزلي. ومن المعروف أنّ خلافاً عميقاً وقع بين بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس ايرينوس والكنيسة في أعقاب الكشف عن صفقات تم بواسطتها بيع عقارات في القدس الشرقية تعود ملكيتها لكنيسة الروم الأرثوذكس لجهات يهودية.
وكشف النقاب في الصحافة العبريّة عن أنّ مجموعتين من المستثمرين اليهود من خارج البلاد استطاعتا سراً امتلاك فندق (امبريال) وفندق (بترا) وعدة محال تجارية في المنطقة الواقعة بين الكنيسة والبلدة القديمة قرب باب العامود والسوق.
وكانت هذه العقارات حتى ذلك الحين تدار من قبل جهات فلسطينية. وجردت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس البطريرك ايرينوس الأول من رتبة بطريرك وأعادته إلى رتبة راهب بعد إقالته من منصبه اثر هذه الفضيحة لبيع الممتلكات التي تعود للبطريركية.
واتخذ القرار في غياب ايرينوس الذي رفض حضور المحاكمة بالرغم من تبليغه ثلاث مرات حسب المصدر نفسه. واضاف البيان ‘نتمنى من البطريرك الذي جرد من رتبته ان ينعم بنور الله وان يعود الى طريق الحكمة والتوبة’.
وكان ايرينوس الاول عزل في السابع من ايار/مايو 2006 بأكثرية الثلثين خلال سينودوس عقد في القدس بعد اتهامه ببيع بنايتين تملكهما البطريركية بطريقة سرية الى رجال اعمال يهود.
كما قرر مجمع البطاركة الارثوذكس الذي عقد في اسطنبول في 24 ايار/مايو 2006 اقالة بطريرك القدس ايرينوس الاول اثر توجيه اتهامات له بالموافقة على بيع ممتلكات تابعة للكنيسة الى اسرائيليين.
وكان بطريرك القسطنطينية برتلماوس الاول دعا الى عقد مجمع في اسطنبول شارك فيه 42 ممثلا عن 14 كنيسة ارثوذكسية بينهم بطاركة الاسكندرية وانطاكية وموسكو وقبرص واليونان وصربيا وبولندا للنظر في اقالة البطريرك ايرينوس الاول.
ويتعين على من ينتخب لمنصب البطريرك ان يحصل وفق تقليد يعود الى القرن السادس عشر على الموافقة الرسمية من السلطات المحلية وهي اسرائيل والاردن والسلطة الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية