‘دورة بوتين’ تنطلق اليوم بحضور 44 رئيس دولة وحكومة وبكلفة 51 مليار دولار

حجم الخط
0

سوتشي (روسيا) – وكالات: تنطلق اليوم في منتجع سوتشي الروسي على البحر الاسود دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وسط أجواء من الارتياح، والترقب في نفس الوقت.
فبعد أشهر طويلة من هيمنة الأحداث السياسية على جدول أعمال الدورة الأولمبية الشتوية، يتحول التركيز مجددا على الرياضات الجليدية والثلجية، عندما يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انطلاق الدورة خلال مراسم الافتتاح التي تقام في ملعب ‘فيشت ستاديوم’ اليوم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف انه خلال فترة الالعاب التي تنطلق في اليوم وتنتهي في 23 من الشهر الجاري، سيحضر حوالى 60 رئيس دولة وحكومة هذه الالعاب، بينهم 44 سيشاركون في حفل الافتتاح.
ورفض المتحدث الكشف عن اسماء رؤساء الدول والحكومات الذين سيحضرون الى سوتشي. وقالت اللجنة المنظمة للالعاب الاولمبية انها ليست مخولة الكشف عن اسماء القادة الذين سيحضرون هذه الالعاب. لكن المؤكد ان لا الرئيس الاميركي باراك اوباما ولا اي وزير في ادارته سيحضر هذه الالعاب، كما سبق وأعلن البيت الابيض. وبدورهما، اعلن الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواكيم غاوك انهما لن يحضرا هذه الالعاب. وقد فسر بعض المراقبين هذا الغياب كعلامات احتجاج على انتهاكات حقوق الانسان التي تحدث في روسيا وتندد بها باستمرار منظمات حقوقية غير حكومية.
ويرى كثيرون أن ‘سوتشي 2014’ هي ‘دورة بوتين’، وهو أمر لا يخلو من عنصر السخرية، وذلك في ظل دعوات بمقاطعة الاولمبياد، والمخاوف من وقوع أعمال ارهابية، وانتقادات بسبب ارتفاع تكاليف الانشاءات، والعديد من القضايا الأخرى السلبية التي تصدرت أخبارها عناوين الصحف. ويأمل الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الجديد في أن تعود الدورة إلى أحضان الرياضيين مرة أخرى، حيث قال: ‘ تقام دورة الألعاب الأولمبية من أجل الرياضيين، والأولمبياد الشتوي بات مستعدا لاستقبال أفضل رياضيي الألعاب الشتوية في العالم’.
وأوضح باخ أن إقامة أول أولمبياد شتوي في روسيا سيكون ‘علامة فارقة’، حيث يشارك عدد كبير من الدول، 87 دولة في المسابقات، وهو رقم قياسي جديد للأولمبياد الشتوي، وكذلك يتابعها أكثر من 200 دولة للدورة عبر شاشات التلفزة، وهو رقم قياسي آخر. لكن الدورة الشتوية تأتي أيضا كعمل موثق ودعاية تميزان رئاسة بوتين، فمنذ تولدت الفكرة لدى الرئيس الروسي في مقره الرئاسي الصيفي على ساحل البحر الأسود، وحتى بداية رحلة الشعلة التي قطعت مسافة 65 ألف كيلو متر، ومسافة أخرى في الفضاء، بدا واضحا أن بوتين يريد استغلال البطولة كعرض خاص له.
ويأمل الرئيس الروسي أن تمضي البطولة التي تستمر أسبوعين ونصف اسبوع دون يتعكر صفوها قبل أن يتم إطفاء الشعلة في 23 شباط/ فبراير الجاري وتسليم علم الدورة إلى مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية التي تستضيف الأولمبياد الشتوية عام 2018.
وأنفقت روسيا على استعدادات إقامة الدورة ما يقرب من 51 مليار دولار، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات ضد الحكومة الروسية من قبل بعض أعضاء في الحركة الأولمبية.
وأثارت قضايا حقوق المثليين والحملات التي تستهدف الناشطين الحقوقيين، والاضرار البيئية، والفساد المستشري، والظروف البائسة لعمال البناء الذين عملوا في تشييد الملاعب، والضوابط الأمنية المشددة، علامات استفهام على خلفية إقامة الاولمبياد في روسيا. وأسفر هذا كله عن غياب واضح لبعض الزعماء عن حفل افتتاح البطولة الذي يقام بملعب ‘فيشت ستاديوم’ الذي بلغت تكاليف إقامته حوالي 750 مليون دولار.
وأرسلت الولايات المتحدة بعثة ذات مستوى منخفض تتضمن رياضيين بارزين من مثليي الجنس مثل بطلة تنس السيدات بيلي جين كينغ وبراين بويتانو صاحب الميدالية الذهبية الأولمبية في رياضة التزلج على الجليد. وتزايدت حدة التوتر قبل إقامة البطولة بأسابيع، حيث وقعت هجمات إرهابية في مدينة فولغوغراد في كانون أول/ديسمبر الماضي، والتي نفذها متشددون من منطقة القوقاز، هددوا بتنفيذ مزيد منها خلال الفعاليات الاولمبية. ولدى روسيا حاليا قوة أمنية قوامها أربعون ألف رجل أمن منتشرون داخل الحديقة الأولمبية في سوتشي، وحولها وأيضا في جبال كراسيانا بوليانا. ودعمت الولايات المتحدة وفدها الرياضي المشارك في البطولة بسفينتين للبحرية الأمريكية في البحر الاسود على متنهما 600 بحار.
وتعتبر أولمبياد سوتشي أول دورة أولمبية تقام في عهد توماس باخ الذي خلف البلجيكي جاك روغ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي أعلن دعمه لاستضافة روسيا للاولمبياد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الاولمبياد تحتاج لدراسة لتأثيرها في المجتمع. وتبدو الظروف مثالية أمام الرياضيين للتألق حيث من المتوقع أن تكون حالة الطقس مستقرة نوعا ما، حيث تأمل سوتشي في عدم حدوث مشكلات متعلقة بالطقس والتي شابت أولمبياد فانكوفر عام 2010. وقد يكون منتجع سوتشي من أكثر الأماكن دفئا في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية الشتوية، لكن السلطات الروسية خططت لذلك أيضا ببرنامج ‘الثلج المضمون’ حيث قامت بتخزين ألواح ثلجية كافية لمواجهة أي نقص في الجليد.
ويأمل المسؤولون الأولمبيون في أن تأتي الدورة خالية من أي فضائح خاصة بتعاطي المنشطات، بعدما أعلن عن اجراء عدد قياسي من الاختبارات للكشف عن المنشطات، بلغ 2453 اختبارا قبل انطلاق الفعاليات واثناءها.
ويعتبر شون وايت رمز رياضة التزلج بلوح التزلج، والسلوفينية تينا ماز لاعبة التزلج المتعرج وزميلتها الألمانية ماريا هويفل-ريسيخ، وسيمون أمان البطل الأولمبي لرياضة القفز التزلجي و أولي أينار بيورندالين لاعب البياثلون من أبرز النجوم المشاركين في الاولمبياد. وتتطلع الدولة المضيفة إلى تصدر جدول ترتيب الميداليات وتحقيق نتائج أفضل من دورة فانكوفر، عندما اكتفت بالمركز الحادي عشر. ولا يعد شعار أولمبياد سوتشي قاصرا على أنها الأسرع، والأعلى، والأقوى، لكنها الأصغر سنا، وكذلك الأكثر تكلفة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية