قتلى الجوع في مخيم اليرموك قاربوا 100… والمساعدات ذهبت إلى شارع يحتله ‘الشبّيحة’

حجم الخط
3

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ما يتم تداوله مؤخراً من تقارير وأنباء مرفقة بالصور ومقاطع الفيديو، والتي تصف الحالة الإنسانية المريعة التي وصل اليها أهالي مخيم اليرموك البالغ عددهم حاليّاً قرابة 7 آلاف نسمة، لم تستطع جميعها حتى اللحظة أن تجد طريقها لمنابر المجتمع الدولي ولا عبر مباحثات جنيف2 لتقدّم كدليل واضح على تعنّت النظام السوري في منهجيّته المتّبعة للحصار والتجويع لجنوب العاصمة دمشق عموماً و’مخيم اليرموك’ على وجه الخصوص، وإن تخلل بعض هذه الأنباء القليل من المبالغة بحسب ما أفاد به رامي السيد من المكتب الإعلامي لليرموك، إلا أنها لا تلغي حقيقة ما وصل إليه الحي من مأساة إنسانية راح ضحيتها 96 شخصاً حتى اللحظة بين أطفال وشيوخ نتيجة الجوع، وإن لم يتم الحديث عن ضحايا المعارك الدائرة هناك.
فمنذ أكثر من عام، قامت قوات النظام السوري بهجمة عسكرية محكمة على أحياء دمشق الجنوبية، وتحديداً بعد ان أغارت طائراته الحربية على حي اليرموك بتاريخ 26/12/2012، ومنذ ذلك التاريخ كانت قد قطعت عن الحي جميع سبل الحياة من ‘كهرباء، وماء، واتصالات’ كما منعت المواد الغذائية والأدوية من الدخول إليه، بحيث تمت محاصرة الأهالي والمدنيين في الحي الذين كانوا حينها قرابة المليون وثلاثمئة ألف شخص، من أبناء الحي الأصليين من سوريين وفلسطينيين إضافة للاجئين من الأحياء المنكوبة المجاورة.
وحسب رواية النظام السوري حينها فالعملية كانت لملاحقة ‘الإرهابيين’ المتواجدين في الحي ليستمر الأمر الى يومنا هذا دون أن يستطيع طرف من الأطراف إحراز تقدم على حساب الآخر، مضاعفين بذلك معاناة المدنيين من قاطني الحي ممن لم يستطع الخروج منه.

مساع لا تكتمل

وكانت جميع المساعي المحلية والدولية للضغط على حكومة الأسد لفك الحصار عن المخيم قد باءت بالفشل، والتي كان منها وليس آخرها قوافل ‘الأونروا’ للمساعدات المؤلفة من ‘1500 سلّة غذائية’ والتي كانت من المفترض أن تدخل الحي على ثلاث دفعات قبل أسبوعين تقريباً، إلا أنها فشلت أيضاً بعد أن تم إطلاق النار عليها ما تسبب بانسحابها في ظل تراشق للتهم بين الأطراف.
الأمر الذي أكّده المصدر، بأن ما تم إدخاله حينها هو ‘130’ سلّة غذائية فقط، نافياً بذلك وبشكل قطعي كلام نائب وزير خارجية الحكومة السورية ‘فيصل المقداد’ في جنيف حول دخول ‘600’ سلة غذائية ، ثم لتعاود الكرة بتاريخ 30/1/2014 عندما توقفت عمليات توزيع المعونات للحي، نتيجة لذات الأسباب بإطلاق الرصاص من قبل قناصين متمركزين في محيط المخيم صحبها اشتباكات بين مختلف الأطراف ما دفع بعاملي الإغاثة للإنسحاب بالسيارات التي كانت تحمل ما تبقى من مساعدات والتي تبلغ حوالي 150 طردا غذائيا ، على أن تبدأ في اليوم التالي عملية توزيع الدفعة الثالثة من المساعدات الغذائية على سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق الذي تحاصره قوات النظام السوري وحلفاؤه منذ أكثر من 250 يوماً.

خارج السيطرة

وأفاد الإعلامي ‘رامي السيد’ للمؤسسة أنه فضلاً عن السبب الرئيسي بانتهاج النظام السوري لسياسة الحصار والتجويع على الحي، للضغط على فصائل المعارضة المسلحة هناك من أجل الخروج منه، والرافضة للأمر حتى الآن، فإن من يقوم بالحصار هم عدّة فصائل حليفة للنظام السوري، من فصائل القيادة العامة لجبهة تحرير فلسطين بزعامة ‘أحمد جبريل’ والتي قامت بإطلاق النار على القافلة بحسب إفادة ‘السيد’ وعناصر من ‘حزب الله’ اللبناني ومن لواء ‘أبي فضل العباس’ العراقي، اللذان يتوليان بشكل كامل إدارة العمليات العسكرية هناك، وثبت ذلك بعد أن تم اختراق العديد من الأوامر المرسلة عبر أجهزة اللاسلكي للأفراد، والتي تبيّن أنها تصدر من قيادات تتكلم بنبرة الآمر العسكري باللهجتين اللبنانية والعراقية، وتصدر أوامرها للعناصر المختلفة من الفصيلين إضافة لعناصر القيادة العامة للجبهة، ولجيش الدفاع الوطني والمكوّنة عناصره هناك من شارع ‘نسرين’ الشهير، وهذا ما يؤكد العديد من التقارير التي وردت بخصوص تولية النظام السوري لأعماله العسكرية في جنوب دمشق لفصائل ذات طابع عقائدي معين أمثال ‘حزب الله’ و’أبي فضل العباس’ و’ذي الفقار’ العراقي أيضاً، بحجة حماية المقدسات الدينية.
كل ذلك في ظل غياب تام لدعم المجتمع الدولي لقضية محاصري الحي من سوريين وفلسطينين، والذي أشار لها ‘رامي’ بأن لا أحد على الصعيد الدولي قد أقدم على تقديم أي نوع من المساعدات، خاصّاً بالذكر السلطة الفلسطينية التي توجّهت لمساندة القضية عبر وسائل الإعلام فقط، والذي استفاد منها النظام السوري بشكل كامل، بعد أن وجه الرئيس الفلسطيني ‘محمود عباس’ رسالةً للأمم المتحدة لإرسال المساعدات والتي دخلت حقاً للحي، ولكنها لم توزّع على محتاجيها في الحي، بل ذهبت الى شارع ‘نسرين’ الأفضل حالاً بفضل دعمه للنظام السوري.
كما نوّه الإعلامي ‘رامي السيد’ أن لدى الأهالي كما الفصائل المقاتلة داخل الحي يقين الرأي بأنه في حال أبرمت أي صيغة هدنة بينهم وبين النظام السوري فإن هذه الفصائل الأجنبية لن تلتزم بأي من بنودها ، بعد أن قدم النظام جنوب العاصمة كجائزة طردية لهذه الفصائل لوقوفها معه في الحرب على الشعب السوري.
كما ويجدر الإشارة الى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ قد أعلنت يوم الأحد الفائت أن نقاط تفتيش حكومية قد قامت بعرقلة عملها في إيصال مساعدات إلى المخيم رغم تأكيد السلطات السورية العليا بأنها ستسمح بتوزيع المساعدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    مأساة مخيم اليرموك فى جنوب العاصمة السورية دمشق، مأساة تعتبر وصمة عار فى جبين الإنسانية والنظام السورى وحلفاؤه إبتداء من أحمد جبريل وحزب الله وفصائل عراقية شيعية. العديد من سكان المخيم: أطفال ونساء وشيوخ ماتوا جوعا. لم يبق فى المخيم الآن سوى الفقراء جدا الذين لم يستطيعوا المغادرة. منذ بدء الإنتفاضة السورية ووصولها الى جنوب العاصمة دمشق والنظام السورى المشهور بوحشيته يقوم بمحاصرة المخيم بعد أن قطع عنه كل أسباب الحياة من ماء وكهرباء ومنعت وصول المواد الغذائية والدواء. لقد باءت بالفشل كل محاولات تخفيف الحصار عن مخيم اليرموك بسبب تعنت النظام وجبروته. حاولت السلطة الفلسطينية تحت ضغط الجماهير الفلسطينية فى الضفة وغيرها أن ترفع العتب عنها بإرسال موفدين للنظام السورى وباءت مهمتهم بالفشل وهنا توقفت السلطة عن أى إجراء آخر لمساعدة الفلسطينيين داخل المخيم. لم تقم السلطة بطل بحث الموضوع فى مجلس الجامعة العربية، مع أنه لا يحل ولا يربط، ولم ترفع الأمر لمجلس الأمن الدولى. حاولت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وفشلت ولم تقم الوكالة أيضا بالشكوى للأمم المتحدة! لماذا سكتت الدول العظمى على مأساة مخيم اليرموك ولم تحرك ساكنا؟ هل كانت هذه الدول الكبرى سعيدة بالإنتهاكات التى ترتكبها عصابات الأسد فى مخيم اليرموك؟؟؟!!!

  2. يقول Hassan:

    إذا المساعدات أكلتها عصابة بشار وسكان مخيم اليرموك يموتون جوعا؟

  3. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    اذا كانت نوايا هذا النظام حسنه فليرسل لهم الغذاء عبر المروحيات من السماء بدلا من قذف براميل البارود عليهم.

إشترك في قائمتنا البريدية