هل حل اسم ‘داعش’ محل دولة الإسلام في العراق والشام؟

عمان – ‘القدس العربي’ يتساءل أحد كبار المسؤولين الأردنيين في مؤسسة معنية بالأمن أمام ‘القدس العربي’ عن ماهية الاسم الجديد ‘للقاعدة’، ويقول: هل غيروا اسم تنظيم ‘القاعدة’ إلى ‘داعش’؟.
السؤال بدا غريبا خصوصا وأن واو الجماعة تعود إلى جهة غير معلومة رغم أن محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات يصر وهو يتحدث ل ‘القدس العربي’ على أن ‘داعش’ إسم مدخل وإعلامي وغير صحيح مشيرا الى أن الإسم كان ولا زال هو’دولة الإسلام في العراق والشام ‘.
بالنسبة للعبدللات الإصرار على استعمال مفردة ‘داعش’ سلوك عدائي تجاه من يسميهم مقاتلي العقيدة والحرية في بلاد الشام الذين يقاومون نظام الطاغوت بشار الأسد ويقول: لا يوجد إسم من هذا النوع في الحقيقة.
المسؤول الأمني نفسه أشار عرضا لمراقبة أمنية لبؤر مجددة داخل الأردن يعتقد بأن التيارات المناصرة لداعش تتواجد فيها وبقوة على الأقل على مستوى الحماس التأييدي وليس على المستوى التنظيمي .
الحديث عن مدينة معان جنوبي البلاد وعن مناطق في البادية الجنوبية وفي منطقة البلقاء وكذلك الزرقاء.
صمت المسؤول الأمني لحظة وشرح: آخر التقارير الأمنية تتحدث عن تحول’داعش’ إلى فكرة تعبر الحدود في عدة أماكن بالتوازي مع اختفاء مفردة ‘القاعدة’..سأل الرجل’ هل يحصل ذلك صدفة أم بشكل مقصود؟.
تتحدث تلك التقارير عن ‘دواعش’ ليس في الأردن فقط بل في العراق ولبنان ومصر مؤخرا أيضا.
لكن في أكثر من سفارة غربية في العاصمة الأردنية عمان يراقب المشهد جيدا من قبل لجان متابعة أمنية تبدو منشغلة في التحدث عن التمهيد لمعركة مفتوحة تدشنها كل دول المنطقة بنفس التوقيت ودفعة واحدة ضد كل تعبيرات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق.
رئيس وزراء الأردن عبدلله النسور تحدث علنا عن المسألة عندما قال أن بلاده تشعر بالقلق سواء انتصر الجهاديون في سوريا أو لم ينتصروا.
عندما طلبت ‘القدس العربي’ في لقاء عام من النسور الشرح قال: إذا تمكنوا من الحكم في سوريا لن يكونوا ‘أصدقاء’ لنا وإذا هزموا سيتجهون نحونا في الأردن وهم يهربون وفي الحالتين لدينا ما يقلق.
لذلك تبحث عمان عن قراءة تفسر موقف السعودية الأخير الذي حظر الجهاد في سوريا وأي مكان لأن الولايات المتحدة في طريقها لصفقة مع النظام السوري قد تنتهي بإعلان الحرب على من يقاتلون بشار الأسد.
التقديرات أنه إذا حصل ذلك سيتحرك السلفيون في الأردن ..لذلك يشعر المراقبون بأن داعش تقترب من الأردن التي كانت دوما ساحة مناصرة وداعما لوجستيا ومن مخازن التوريد البشري وكلما حصل ذلك زادت فرصة الإحتكاك والإحتقان والصدام الذي يحذر منه المحامي العبدللات.
العبدللات مشغول بنقل وجهات نظر وفتاوى مشايخ التيار السلفي الجهادي الأردني المساند بقوة لجبهة النصرة في سوريا وتحديدا الشيخين أبو محمد المقدسي وأبو محمد الطحاوي المعنيان بالمصالحة بين المقاتلين الجهاديين في سوريا لأن أعداء الإسلام والمسلمين حاولوا بنشاط استثمار الخلاف الميداني ضد المعارضة الإسلامية المقاتلة في دمشق وحولها.
‘الداعشيون ‘ هو الإسم الذي يصرفه نخبة من المثقفين والسياسيين والإعلاميين في الأردن على أعضاء التيار السلفي بالتوازي مع الحملة المضادة التي تحاول إخافة المجتمع والتحريض على السلفيين .
المقدسي ومن خلف قضبان السجن في الأردن وجه عدة رسائل وعبر ‘القدس العربي’ ينصح فيها بوقف الإعدامات الميدانية التي تجري في سوريا ووقف عملية التسجيل أمام الكاميرا والعودة للصيغة التي توافق عليها السلف الصالح وهي إقامة محاكم شرعية .
موقف أقل حدة من المسألة نفسها إتخذه الشيخ الطحاوي أحد أبرز المسجونين في الأردن دون محاكمة كما يقول محاميه العبدللات لكن الطحاوي وفي رسالته الأخيرة يبشر مؤيدي التيار الجهادي السلفي بالنصر المؤزر والرسالة تخاطب جملة من الملاحظات الجدلية عندما تحدث عن الإنتقال في الجهاد قريبا نحو تحرير المسجد الأقصى ويافا وحيفا.
السلفي الجديد والمهم في سجون الأردن حاليا الشيخ أبو قتاده أثار الجدل مؤخرا عندما أفتى بعدم شرعية تصرفات يقوم بها تنظيم داعش ، الأمر الذي تسبب في خلافات وتصدعات بين أنصار التيار السلفي الجهادي في الأردن حيث حصلت مشاحنات في مدينة إربد وفي مخيم البقعة.
مع إيقاع مبادرة للمصالحة في سوريا بين المقاتلين الجهاديين إقترحها مرجع سعودي رصد إسترخاء مع أمل في معالجة الإشكال بين تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة حيث يتم تبادل الرسائل بين زعيم الدولة أبو بكر البغدادي ومساعده السابق زعيم النصرة الشيخ أبو محمد الجولاني .
بين أوساط السلفية الأردنية يتم تبادل التقديرات عن إمتناع الجولاني عن الخضوع ميدانيا لمسؤوله السابق البغدادي فيما يبدو السؤال حائرا في الساحة الأردنية حول آلية التعامل مع التيارات الجهادية السلفية التي توافقت مع السلطات في الماضي على الساحة المحلية لوجستيا دون إعلانها ساحة للجهاد .
نقطة التوافق المشار إليها تتعرض لضغط كبير هذه الأيام وسط تداول المعلومات عن إستعداد الأردن للمشاركة في مواجهة تنظيم النصرة على حدوده الشمالية جنوب سوريا وعن تنامي نفوذ وحضور التيارات السلفية في المجتمع الأردني وعدم وجود إستراتيجية راشدة وعقلانية في التعاطي معهم.
الناشط المقرب من السلفيين الشيخ محمد الحديد يرى بأن سجنهم وإستهداف مشايخهم خارج نظام القانون والعدالة والمضايقات التي يتعرضون لها مع عائلاتهم ..تصرفات لا تعبر عن حكمة وتزرع الحقد والكراهية في المجتمع مقترحا أن السلطة في الأردن تخطئ وهي تمارس الظلم على الإسلاميين بشكل عام.
مقاربة العبدللات مختلفة رغم أنها في السياق نفسه فالإسترسال في ‘مجاملة’ نظام بشار وحمايته في الأردن عبر مضايقة الجهاديين السلفيين تعني أن السلطة تقف في الوجه المقابل للشعبين الأردني والسوري وتقف ضد الحق والمنطق وتراهن على نظام بشار المتداعي وبصورة تؤذي الأردن والأردنيين. بدلا من سجن السلفيين وتحويلهم للمحاكم وظلمهم يقترح الحديد إقامة حوار معهم خصوصا بعدما أصبحوا قوة إجتماعية لا يمكن تجاهلها.
بالتوازي وفي مربع القرار لا يوجد إستراتيجية محددة في التعامل مع التيار السلفي الجهادي رغم محاولات الإتصال التي جرت مع بعض المشايخ والقيادات.
والأخبار التي تأتي من سوريا عن صراعات دموية بين المجاهدين أنفسهم تشوش المجتمع الأردني وتثير الكثير من القلق وتدفع كل الأوساط للبحث في السؤال الذي أثارته صحافة إسرائيل عندما تحدثت عن وصول ‘داعش’ للأردن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية