تونس – من بسمة بن قمرة: أثارت ‘تغريدة صغيرة’ لرئيس الحكومة التونسية السابق علي العريض جدلا كبيرا كبيرا بين مستخدمي المواقع الاجتماعية في البلاد، حيث أشاد البعض بنزاهته وصدقه فيما اتهمه آخرون بالمسؤولية عن بعض الأحداث الدامية في البلاد.
وكتب العريض الخميس على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك ‘غادرت القصبة ولم أحمل معي الا القلم الذي وقعت به على الدستور’ (كناية عن نزاهته خلال فترة حكمه)، مرفقا هذا العبارة بصورة للقلم الذي وقع به على الدستور الجديد.
وكان العريض (قيادي في حركة النهضة الإسلامية) سلم الاربعاء الحكم رسميا الى حكومة مهدي جمعة غير الحزبية التي تسعى لقيادة البلاد الى الانتخابات القادمة.
وعلقت ‘تونسية حرة’ (إحدى مستخدمي تويتر) على تغريدة العريض بقولها ‘نختم الدستور ووزير داخلية الرش (قمع المتظاهرين في ولاية سليانة) يجلس في مقعد وثير في المجلس التأسيسي. جرحى سليانة يقرؤونك السلام يا علي العريض، صفق للديمقراطية’.
وأضاف مغرد آخر ‘يا معلّم، نسيت راك هزّيت زادا (أخذت أيضا) أرواح بلعيد والبراهمي’، في إشارة إلى النائبين شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذين تم اغتيالهما في 2013.
وكان العريض قدم استقالة حكومته في التاسع من شهر كانون الثاني/يناير، وفقا لخارطة الطريق، الى الرئيس التونسي منصف المرزوقي الذي كلف مهدي جمعة بتشكيل حكومة بديلة من المستقلين.
وكتب محمد شمخ على موقع فيسبوك ‘تحية إكبار وتقدير واعتزاز بأنك كنت في يوم من الأيام قائد هذه الدولة ولنا كل الفخر بان حكمنا رجل باتم معنى الكلمة ربي معاك ستبقى ذكراك راسخة في قلب كل مواطن شريف يحب هذه البلاد بصدق’.
وأضاف محمد برهومي ‘رجل دولة بامتياز، متواضع ويخاف الله، ان شاء الله قد يكون رئيس الجمهورية القادم، منذ أجيال لم تنجب تونس رجل مثله’.
وكان راشد الغنوشي (زعيم حركة النهضة) أكد قبل أيام أن العريض وحكومته ‘ضربا المثل الأعلى في الوطنية وإنكار الذات إذ وعدوا بوضع انفسهم على ذمة الحوار الوطني وأوفوا بالعهد، فكانت الاستقالة والتوصل إلى رئيس وفاقي’، مشيرا إلى أن ذلك أكد مدى جدية النهضة في مغادرة السلطة ‘رغم تمتعها بالكتلة الأكبر في البرلمان’.
وشكك أحد المستخدمين بنزاهة العريض متسائلا عن مصدر دخله، فيما كتب آخر ‘النهضة انتحرت لكنها هدت المعبد على أنصارها’، وأضاف المستخدم هيثم شلبي ‘ذلك القلم (قلم العريض) سيكون شاهدا على كفرك يا قاتل الشباب السلفي، دماؤهم الطاهرة ستكون في رقبتك يوم القيامة’.
وكتبت جريدة ‘المغرب’ المحلية في عددها الصادر الخميس ‘العريض الطموح حاول ان يُفهمنا بأنه خرج من الحكم كما دخل منه (بالقلم الذي أمضى به الدستور) لا غير، وبأن الحكم لم يغيره وانه حافظ وهو في اعلى هرم الحكم على صفة التواضع وعلى جذور الفلاح فيه وانه في الاخير لم يتغير ولم يغتر، والأمر مفهوم هنا ايضا باعتبار أن الرجل سيعود قريبا الى العمل الحزبي’.
وكان الرئيس منصف المرزوقي قلّد علي العريض أرفع وسام في تونس، مشيرا إلى أن حكومته المستقيلة ‘ستغادر الحكم منتصرة، لأنها أنقذت الوطن فى أصعب المراحل’.