سوريا: أنباء عن حكومة وحدة لا تحظى فيها المعارضة بحقائب سيادية

حجم الخط
1

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: إنتهى مؤتمر جنيف 2 إذاً، لا اتفاق تحقق ولا تفاهم على أي بند من بنود مفاوضاته العسيرة، واتفق الطرفان المتفاوضان فقط على استمرار الخلاف وترحيله وتمديد عمره إلى أجل غير مسمى، وقد يكون في العاشر من شباط/فبراير وقد لا يكون.
وسيصل السبت الوفد السوري الرسمي الذي خاض مفاوضاته لسبعة أيام مضت برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم مع وفد الائتلاف الوطني المعارض الذي سيعود إلى قواعده في اسطنبول التركية والدوحة القطرية والرياض السعودية وغيرها.
في سوريا، مؤيدون ومعارضون تابعوا شكليات المؤتمر أكثر من متابعتهم لمضامينه التفاوضية، تعرّف السوريون على وجه رسمي جديد كان عمله دائماً في الظل هو وجه المستشارة في القصر الرئاسي لونا الشبل. أصغر أعضاء الوفد الرسمي سناً وأكثرهم جذباً لعدسات الكاميرات.
‘القدس العربي’ استقصت انطباعات العديد من السوريين حول مؤتمر جنيف 2، وأجمع كل مَن قابلتهم من مراقبين أو مواطنين عاديين على أن المفاوضات التي كانت ترصدها وسائل الإعلام متابَعة وتحليلاً وشرحاً ليست هي المفاوضات الحقيقية، ثمة مفاوضات من العيار الثقيل في أروقة بعيدة عن فضول مراسلي وسائل الإعلام في العاصمة السويسرية بيرن، لدى هؤلاء يقين بأن الوفد الرسمي السوري كان يتفاوض أيضاً بشكل مباشر أوغير مباشر مع ‘الكبار’، مَن هم الكبار؟، واشنطن في مقدمتهم ودول أخرى وموسكو وطهران ليست بعيدة عن ذلك.
الرياح المقبلة من جنيف إلى العاصمة دمشق والتي سبقت عودة الوفد الرسمي السوري رشحت عنها معلومات ‘غير ناضجة تماماً’ تتحدث عن مفاوضات لم تكتمل بعد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع أطيافاً من السلطة والمعارضة قد تحصل فيها المعارضة على سبعة عشر حقيبة ليس فيها حقائب الداخلية والخارجية والدفاع. تقول المعلومات أيضاً أن مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش والقطاع الأمني بجميع أشكاله مازالت خارج دائرة المفاوضات، وتُضيف المعلومات بأن الوفد السوري استطاع تكوين صورة دقيقة خلال مفاوضات جنيف2 عن أجزاء المعارضة التي يمكن التعايش معها في حكومة وحدة وطنية وهي واحدة من أهم النقاط التي حققها وفد دمشق الرسمي.
مصادر سورية في دمشق تقول نقلاً عن أروقة مفاوضات جنيف 2 أن الوفد الرسمي استطاع إحراج وفد المعارضة بخصوص الجانب الميداني في أكثر من زاوية من حيث أن الوفد الرسمي كان يُبلغ خصمه المعارض بأن السلطات يمكنها وقف عملياتها العسكرية في منطقة ما لكن وفد الائتلاف غير قادر على الإيعاز لأي فصيل مسلح لوقف هجماته المسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نمر ياسين حريري:

    كشتبانيات النظام في سوريا
    جاء في التسريب الصخفي : ” إنّ مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش والقطاع الامني بجميع اشكاله ما زالت خارج المفاوضات .”
    ولكن هذا هو النظام بكامله بالتمام والكمال .وحكومته الفعلية على الارض هو ” القطاع الامني بجميع اشكاله ؟؟؟
    هل يعرف احد ان هناك بسوريا جبهة وطنية ؟ مشكلة من عددة احزاب ولكن حتى مكاتبها خاوية ويصفر فيها الهواء وترشح المخابرات بعض الانتهازين من اصحاب السوابق الجزبية للنيابة لا يتعدوا اصابع اليج الواحدة .
    فهل الحكومة الوطنية ستكون شقيقة للجبهة الوطنية وستلحق بها .
    ليس من اجل هذا تحمّل الشعب السوري القتل والدمار والتعذيب حتى الموت في السجون على مدار ثلاث سنوات .

إشترك في قائمتنا البريدية