إدارة أوباما تفجر مفاجأة ‘اتفاق الإطار’: بقاء 80’من المستوطنات واعتراف بـ’يهودية إسرائيل’ ولا عودة للاجئين ولا حديث عن القدس العاصمة

حجم الخط
7

غزة ـ الناصرة ـ ‘القدس العربي’: بعد أسابيع من تعذر عقد لقاءات تفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب الإختلاف الكبير في الرؤى حول ملفات الخلاف، وفي أعقاب سلسلة من التكهنات والتسريبات عن خطة الإدارة الأمريكية للوصول إلى ‘اتفاق إطار’ يمنع العملية السلمية من الإنهيار، كشفت واشنطن عبر موفدها للشرق الأوسط مارتن إندك، للمرة الأولى تفاصيل خطة السلام المتوقع طرحها رسميا خلال أسابيع، وتشمل بقاء 80′ من مستوطنات الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية، وتشمل اعترافا فلسطينيا بـ’يهودية إسرائيل’.
وبعد أسابيع من العمل بجهود كبيرة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأخذ موافقة من طرفي المعادلة (الفلسطينيين والإسرائيليين) على خطة ‘اتفاق الإطار’ التي يريد من ورائها إطالة عمر المفاوضات لعام آخر، على أن يكون الإتفاق هو مرجعية التفاوض على ملفات الحل النهائي، كشف المبعوث الأمريكي مارتن إندك عن الخطوط العريضة لهذه الخطة، المنوي طرحها رسميا في غضون أسابيع قليلة، بعد تسريبات وتوقعات، في مجملها كانت لا تحظى بالقبول الفلسطيني.
ونقل رؤساء الجالية اليهودية الأمريكية عن إندك الذي روى لهم في اتصال هاتفي أن هذه الخطة التي يشرف عليها وزير الخارجية كيري تنص على إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 67 مع تبادل للأراضي وإبقاء ما بين 75 ‘ إلى 80 ‘ من المستوطنين تحت السيادة الإسرائيلية، دون أن تحدد نسبة التبادل.
كذلك تنص على أن يقوم الجانب الفلسطيني بموجب الوثيقة الإعتراف بـ ‘يهودية دولة إسرائيل’, كما ستعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وأن يقوم الجانبان بالإعلان عن إنهاء الصراع بينهما.
وستتطرق الوثيقة حسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن فحوى اتصال إندك بزعماء الجالية اليهودية إلى حق المواطنين اليهود الذين فروا من الدول العربية في الحصول على تعويضات، كما ستتناول حملة التحريض التي تشنها السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل.
كذلك لم تشر إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها، واستبدال ذلك بتعويضهم ماديا.
ولم تشر الوثيقة حسب ما روي عن إندك إلى ملف مدينة القدس بالتفصيل، وإنما اكتفت بذكر ‘مبادئ عامة وطموحات الطرفين بشأنها’.
ونقل عن المسؤول الأمريكي أنه أبقى موضوع القدس ‘عائما وشبه مغيب’، دون التطرق لما سيرد في هذه الإتفاقية بشكل واضح بخصوص المدينة.
واحتوت الإتفاقية على موضوع وضع ترتيبات أمنية في منطقة غور الأردن وعلى الحدود ما بين الدولة الفلسطينية المنشودة والأردن، وتشمل هذه الترتيبات العديد من الوسائل التكنولوجية المتطورة والتي ستكون بإشراف الولايات المتحدة.
زعماء الجالية اليهودية قالوا إن إندك أبلغهم بأن وثيقة الإطار ستتيح تمديد فترة المفاوضات حتى نهاية العام الحالي.
وتعارض الأفكار الموجودة في هذه الوثيقة التوجه الفلسطيني، خاصة وأنها لم تشر شيء عن ملف حدود الدولة الفلسطينية مع الأردن، وكذلك تعرض التوجه الفلسطيني الذي يرفض بقاء أي مستوطن إسرائيلي على أراضي الضفة الغربية، مع رفضه أيضا زيادة كمية أراضي المستوطنات المنوي تبادلها.
لكن الكشف عن هذه الأفكار يأتي بعد أن عقد جون كيري قبل أيام لقاءات منفصلة في واشنطن بين طواقم المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية، ناقش معهم ترتيبات خطة ‘اتفاق الإطار’ قبل طرحها مكتوبة على الطرفين.
وكان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أكد أن الفلسطينيين لا يمكنهم قبول أفكار كيري، حيث وصفها بـ’أفكار إسرائيلية’.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف إلكين إن وثيقة المبادئ المزمع أن يطرحها الجانب الأمريكي ‘قد لا تُحدث أي اضطراب في العملية التفاوضية إذا ما كانت غير ملزِمة’.
ورفض إلكين المحسوب على التيار اليميني في حزب ‘الليكود’ جعل حدود 67 مرجعية للمفاوضات، كما أنه أوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعلِن بنفسه قط استعداده للتخلي عن السيادة الإسرائيلية في غور الأردن.
ولم ينجح طرفا المفاوضات مع اقتراب موعد انتهاء مدة التسع شهور التي حددتها الإدارة الأمريكية في التوصل لأي حل حول ملفات الخلاف المتمثلة في قضايا الحـل النهائي وهي القدس واللاجئين والمياه والحدود.
ويعمل وزير الخارجية الأمريكي من وراء ‘اتفاق الإطار’ لوضع أساس لعملية التفاوض التي قد تستمر لأشهر أخرى، وتحدد الخطوط العريضة للحل الدائم.
ويقول نعوم تشومسكي (85 عامًا)، أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكيّ إضافة إلى أنّه عالم إدراكيّ وعالم بالمنطق، ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، حول نظرته للمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الدائرة حاليًا، إنّه يجب البدء بمفاوضات بين أمريكا والمجتمع الدولي لأنّها هي المفاوضات الحقيقية التي تؤدي إلى حل، فالخلاف الأساسي هو بين أمريكا والعالم، وليس بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأضاف: لقد دخل العرب والفلسطينيون السلام من الباب الخطأ وما يجري هو استسلام وليس سلامًا ولن تذعن إسرائيل للسلام ما دام المجتمع الدولي يساندها وأمريكا تقوم بدعمها، أمّا إذا باتت إسرائيل تُشكّل عبئًا على واشنطن، فيردّ تشومسكي بالإيجاب، ويُضيف: أمريكا تدرك ذلك، لكن غياب قوى الضغط العربيّ والإسلاميّ يعيق حركة الرأي العام الأمريكيّ، لافتًا إلى تصريح قائد قوات المنطقة الوسطى الأمريكيّة الأسبق، الجنرال بتريوس، الذي كان قد قال إنّ إسرائيل تُلحق الضرر بالمصالح الأمريكيّة وخصوصًا في أفغانستان والعراق، كما أنّ مسؤولاً سابقًا في السي آي ايه أكد ذلك لاحقًا في حديثه مع يهود أمريكيين.
ولفت الفيلسوف الأمريكيّ اليهوديّ، المعروف بمواقفه المُعادية للدولة العبريّة، لفت إلى أنّ المشكلة تكمن في الدول العربيّة الكبيرة المؤثرة التي لا تعارض السياسة الأمريكيّة، بل تدعمها، ناهيك بالضعف الدبلوماسيّ العربيّ في واشنطن، والعقلية العربيّة وهي العطاء بلا مقابل.
وأضاف: مطلوب من الشارع العربيّ القيام بحركة قوية ومستمرة للضغط على الأنظمة من جهة وعلى أمريكا من جهة أخرى، واعتماد سلاح المقاطعة وعدم تزويد الفعاليات العسكرية والإقتصادية والتجارية الأمريكيّة بالخدمات اللازمة في الموانئ والمطارات العربية.
وأعتقد أن حركة الشارع العربي سوف تؤخذ في الحسبان، ولذلك فإنّهم يقمعون هذا الشارع وينصبون نظمًا ديكتاتورية عليه للجمه، وعليه فإن أول مظاهر التحول العربي هو الديمقراطية، وشدّدّ على أنّ الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، لم يتمكّن من لجم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وهذا ربّما يُفسّر تصريحات المبعوث الأمريكي للمفاوضات السياسية في الشرق الأوسط مارتن إنديك الذي قال إنّ اتفاق الإطار الذي ستعرضه أمريكا للمفاوضات يسمح لنحو 80′ من المستوطنين بالبقاء تحت السيادة الإسرائيليّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو سامي د.حايك:

    تتردد في الكتابات و التعليقات كلمات “يجب فعل كذا و كذا” و “علينا أن …” و الكاتب يفترض أن هناك أحدا يفعل و لكن هذا يبقى مجهولا و لعلّه لا يقرأ و لا يسمع أو غير موجود أصلا و لكن الواقع يقول أنه غائب و حال الضغط العربي على أمريكا مثل ذلك و أمثله أخرى كثيره ل “يجب..” و “علينا أن..” و لهذا تشعر إسرائيل و معها أمريكا بأنّه لا حرج في الوقاحه إذا كان الجواب ” نعم سيدي..” و يشعر مؤيدوا العرب عن إخلاص بالإحراج و حتّى التذمّر و يقولون .. يجب و علينا و رحم الله “أبو تمّام” في “عمّوريته” (السيف أصدق إنباء..و أظن أن الكل يعرف التكمله.. و لكن في موضوعنا البيت الثاني أهمّ : ” بيض الصفائح لا سود الصحائف.. في متونهن جلاء الشك و الرّيب).. ألستم عرب ؟؟

  2. يقول Ismail Al Silwani- Jerusalem:

    البلد راحت من زمان والعالم العربي والاسلامي في سبات عميق.

  3. يقول محمد ألمانيا:

    حتي اليهود يعرفو ان المشكلة هي الدول العربية، اليهودي نعوم تشومسكي يضع النقط علي الحروف، العرب يعطو بلا مقابل و الاسواء انهم يعطو ما لا يملكون، الان الدول العربية تتآمر علي فلسطين، فقط لارداء أمريكا و اسرائيل ، اهم شيء هو الفياغرا او الفنكوش، ومن يحارب من اجل فلسطين فهو إرهابي، حسبي الله و نعم الوكيل

  4. يقول فلسطين من فلسطين:

    فلسطين راحت! رايحه من سنين ومحدا حاسس فيها ,سكان غزه الضفه وعرب ال48 راح حقهم بلاستقلال وتقرير المصير من 65 سنه وكل الدول ضدها والي مشضدها ساكت والساكت الي بدو يحكي بظل ساكت مشان ميصرش في زيها! رح يجي هاليوم البعيد وقدس المسلمين رح تبكا بس لاهلها لما الضمير العربي بصحا.ق

  5. يقول رائد من غزة:

    خذ وطالب

  6. يقول سويلم:

    الاعتراف ب اسرائيل وطن قومي لليهود وب فلسطين وطن قومي للفلسطينيين وليس بيهوديه اسرائيل هه هه هه

  7. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    وما هو الجديد في المقال ؟؟؟؟ منذ عملية “السلام” في أوسلو و لغاية اليوم لم يحصل الفلسطينيين على شئ يذكر… مقابل ذلك أسرائيل تأسست و رسخت و مدت جذورها في فلسطين و المنطقة بمباركة و مساعدة أمريكا و أوروبا وبعض النظم العربية….فلا عجب ولا عتب على أوباما فيما يتخذ من قرارات تجلب اليه “الرضى” من المجلس الصهيوني العالمي…وليذهب الفاسطينيين و العرب الى ” الجحيم ” !!!!!

إشترك في قائمتنا البريدية