مصر: مجرد إجراء مقابلة مع ‘الاخوان’ خطر على الصحافيين الأجانب

حجم الخط
1

القاهرة ـ من مايكل جورجي: عندما كان الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في السلطة كان يمكن للصحافيين الأجانب قضاء ما يشاؤون من وقت مع أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين كانوا بشكل عام يوجهون انتقادات لاذعة له.
لكن مثل هذه المقابلات قد تؤدي بالصحافيين هذه الأيام إلى المثول أمام المحكمة بتهمة معاونة جماعة ارهابية في مؤشر على الوجهة التي تسير نحوها مصر بعد ثلاث سنوات من انتفاضة شعبية رفعت سقف الامال في مزيد من الحرية.
وقال النائب العام الاربعاء إن مصر ستحاكم أربعة صحافيين أجانب هم أسترالي وبريطانيان وهولندية يعملون لدى قناة االجزيرةب بتهمة مساعدة 16 مصريا ينتمون إلى اجماعة إرهابيةب في إشارة إلى الاخوان. مجرد تعاملهم مع الاخوان قد يؤدي إلى صدور أحكام بالسجن عليهم.
وقمعت مصر أصواتا معارضة منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
وقتلت قوات الامن المئات من الاسلاميين في الشوارع واعتقلت الالاف وتحاكم قيادات في الجماعة وأعلنت الاخوان جماعة ارهابية. وتقول جماعة الاخوان انها جماعة سلمية.
وأثارت الاجراءات ضد مراسلي االجزيرةب قلق دبلوماسيين غربيين وجماعات لحقوق الانسان.
وبالجزيرةب من المؤسسات الاخبارية العربية التي تنتقد الحكومة المصرية.
وقال متحدث باسم الجزيرة إن المزاعم ضد مراسلي االجزيرة’، ‘سخيفة ولا أساس لها وخاطئةب وتنتقص من حرية التعبير.
وردا على سؤال حول موضوع الصحافيين الاجانب في ضوء قضية مراسلي الجزيرة قال العقيد أحمد علي المتحدث باسم القوات المسلحة إن القضية لها علاقة بقناة انتهكت القانون وينظر فيها القضاء المصري لا القوات المسلحة.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية إن الولايات المتحدة اقلقة للغاية بشأن التراجع المستمر لحرية التعبير والصحافة في مصر.’ وأضافت ايجب ألا يصبح أي صحافي بغض النظر عن ميوله هدفا لأعمال عنف أو ترويع أو اجراءات قانونية مسيسة. يجب أن يحظوا بالحماية ويسمح لهم بممارسة عملهم بحرية في مصر.’
ويقول دبلوماسيون غربيون إن المثير للقلق هو أن مسؤولين كبارا في وزارة الداخلية وحتى في السلك القضائي يؤمنون بمقولة اإما معنا أو عليناب. ويصعب هذا الظروف التي يعمل بها الصحافيون الاجانب.
وبعد الاجراء الذي اتخذ مع مراسلي الجزيرة تساءل صحافيون أجانب عما اذا كان اجراء مقابلة مع اعضاء الجماعة قد أصبح الان جريمة.
وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إنها ستحمي حرية الصحافة وإن إجراء مقابلة مع أي جماعة ليس جريمة طالما لم يتضمن الأمر تحريضا.
وقال صحافي غربي تلقى تهديدات بالقتل على الهاتف من أشخاص اتهموه بالوقوف مع الاخوان ضد الشعب إن مستويات الحيطة سترتفع بعد قضية صحافيي االجزيرةب.
وقال النائب العام في بيان إن الصحافيين الأربعة نشروا اأكاذيبب أضرت بالمصالح الوطنية وقدموا أموالا ومعدات ومعلومات لستة عشر مصريا. كما وجهت لهم تهمة استخدام جهاز بث غير مرخص.
ومكاتب االجزيرةب في مصر مغلقة منذ الثالث من تموز/يوليو عندما اقتحمتها قوات الامن بعد عزل الجيش لمرسي. وتشير بعض وسائل الاعلام المصرية لمراسلي الجزيرة الاجانب بعبارات مثل اخلية الماريوتب في إشارة إلى الفندق الذي كانوا يعملون منه. وقالت سارة لي ويتسون من منظمة هيومن رايتس ووتش االامر واضح. قررت الحكومة المصرية أنه لا يمكنها ان تتحمل بعد الآن أي صحافة مستقلة تعرض محورا لا تريد أن تراه.’
وفي التسعينيات من القرن الماضي كانت هجمات الاسلاميين المتشددين أكثر عنفا لكن صحافيا أجنبيا عمل في مصر في تلك الايام قال إنه لم يظن أبدا أنه قد يكون عرضة للمحاكمة لاجرائه مقابلة مع الاخوان أو اسلاميين اخرين.
وقال اتش.يه. هلير الخبير في شؤون مصر والزميل في مؤسسة بروكينغز البحثية اكان من الممكن أن يتجول الصحافيون الاجانب بدون حتى تصريح رسمي. كان أقصى ما يتعرضون له هو التوبيخ من الشرطة التي تخبرهم بضرورة اصدار التصاريح. ‘ليس الان.. لا اوصي باجراء مقابلات مع أحد من الاخوان. فالصحافيون الاجانب مشتبه بهم إلى أن يثبت العكسب. (رويترز)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول روستم شواني:

    انها الديمقراطية التي بشرنا بها بني علمان و انه الإفلاس الأخلاقي والإنساني للعلمانين في الدول العربية والعلمانية في كل مكان والحمد لله على ذالك

إشترك في قائمتنا البريدية