في الدورة الثانية لملتقى الشعراء العرب بنابل: أدونيس ضيف شرف… وندوة عن الشعر والايديولوجيا

حجم الخط
1

تونس ـ من شمس الدين العوني: يحل الشاعر أدونيس ضيفا في لقاء مفتوح مع الشعراء والمثقفين ضمن فعاليات ملتقى الشعراء العرب بنابل في دورته الثانية أيام 7 و8 و9 شباط/فبراير .. علما أن هذه الدورة تستضيف أكثر من 30 شاعرا عربيا من 17 دولة شقيقة..كما تنتظم ندوة الدورة حول محور هام وهو: ‘الشعر والايديولوجيا’ وذلك بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين وتكون المداخلة الأولى للأستاذ ناجي الحجلاوي بعنوان ‘الشعر، الايديولوجيا : قطيعة أم تقاطع ‘ والمداخلة الثانية للأستاذ نور الدين الخبثاني بعنوان ‘الشعر والايديولوجيا الى أين’..أما المداخلة الثالثة فهي للدكتور محمد البدوي وضمن عنوان ‘الشعر من الحماسة الى الايديولوجيا’..في حين تكون المداخلة الرابعة للأستاذ محمد غبريس (من لبنان) حول ‘التأثيرات الإيديولوجية في تجارب الشعراء الشبان ‘..
عدد هام من الشعراء العرب يشاركون في اللقاءات الشعرية الى جانب الشعراء التونسيين من مختلف التجارب والرؤى والأجيال الشعرية حيث سيكون هناك حضور بارز لشعراء جهة نابل وبالخصوص الشاعر نورالدين صمود..
من الشعراء العرب نذكر قيس راهم وعلاوة كوسة وعارف الساعدي (الجزائر) وخالد درويش وأسامة الرياني (ليبيا) ودنيا الشدادي (المغرب) وعلي عمران والسيد يوسف وسارة علام شلتوت (مصر) ومحمد غبريس (لبنان) وجميل حمادة ومحمد زيدان (فلسطين) وقمر صبري الجاسم ) سوريا) وسميرة عبيد (قطر) وأحمد العواضي (اليمن) ومنى حسن الحاج (السودان) ومصعب الرويشد وهدى أشكناني (الكويت) وأحمد قران الزهراني وطلال الطويرقي وكوثر موسى (المملكة العربية السعودية) وماجد الخواجا (الأردن) وطلال سالم الصابري والهنوف محمد وعبد الله الهدية (الامارات العربية المتحدة) وفاطمة عبد العلي ورنوة العصامي (البحرين(.
ندوة شعرية وثقافية مع جولات سياحية للوطن القبلي ضمن برنامج حرصت مندوبية الثقافة بنابل على تنوعه وجمعه بين الابداع والامتاع والمؤانسة..
ضمن بيان الحداثة (1979-1992) يرى الشاعر أدونيس ‘… من الناحية الأولى يرى بعض الذين يمارسون كتابة الشعر نثرا أن الكتابة بالنثر، من حيث هي تماثل كامل مع الكتابة الشعرية الغربية، وتغاير كامل مع الكتابة الشعرية العربية، إنما هي ذروة الحداثة. ويذهبون في رأيهم إلى القول بنفي الوزن، ناظرين إليه كرمز لقديم يناقض الحديث.
إن هؤلاء لا يؤكدون على الشعر بقدر ما يؤكدون على الأداة. النثر، كالوزن، أداة، ولا يحقق استخدامه، بذاته، الشعر. فكما أننا نعرف كتابة بالوزن لا شعر فيها، فإننا نعرف أيضا كتابة بالنثر لا شعر فيها. بل إن معظم النثر الذي يكتب اليوم على أنه شعر لا يكشف عن رؤية تقليدية وحساسية تقليدية وحسب، وإنما يكشف أيضا عن بنية تعبيرية تقليدية. وهو لذلك ليس شعرا، ولا علاقة له بالحداثة. وهذا ما ينطبق أيضا على معظم الشعر الذي يكتب، اليوم، وزنا. ولعلنا نعرف جميعا أن قصيدة النثر، وهو مصطلح أطلقناه في مجلة’ شعر’ إنما هي، كنوع أدبي- شعري، نتيجة لتطور تعبيري في الكتابة الأدبية الأمريكية – الأوروبية.
ولهذا فإن كتابة قصيدة نثر عربية أصيلة يفترض، بل يحتم الانطلاق من فهم التراث العربي الكتابي، واستيعابه بشكل عميق وشامل، ويحتم من ثم، تجديد النظرة إليه وتأصيله في أعماق خبرتنا الكتابية- اللغوية، وفي ثقافتنا الحاضرة. وهذا ما لم يفعله إلا قلة. حتى أن ما يكتبه هؤلاء القلة لا يزال تجريبيا، فكيف يكون الأمر، والحالة هذه، مع الذين يقتنصون هذا التجريب، ويعرشون عليه، بانقطاع كامل عن لغة الكتابة الشعرية العربية، في عبقريتها الخاصة، وفي نشأتها ونموها وتطوراتها؟ أخيرا، يزعم بعضهم، انسياقا وراء وهم استحداث المضمون، أن كل نص شعري يتناول إنجازات العصر وقضاياه هو، بالضرورة نص حديث. وهذا زعم متهافت. فقد يتناول الشاعر هذه الإنجازات وهذه القضايا برؤيا تقليدية، ومقاربة فنية تقليدية، كما فعل الزهاوي والرصافي وشوقي، تمثيلا لا حصرا، وكما يفعل اليوم بعض الشعراء، باسم بعض النظرات المذهبية الإيديولوجية. فكما أن حداثة النص الشعري ليست في مجرد زمنيته، أو مجرد تشكيليته، فإنها كذلك ليست في مجرد مضمونيته….’
لقد ظل الشاعر أدونيس مثيرا للجدل ولعديد الرؤى والأفكار التي تمضي في السؤال الثقافي والابداعي والحضاري ضمن هاجس شعري عمل طيلة أكثر من ستة عقود على ابرازه وان اختلف حوله البعض واتفق معه البعض الآخر..تجربة تشير الى السؤال والبحث والدراسة ومنها طرحه الذي حواه كتابه الشهير ‘ الثابت والمتحول ‘…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حي يقظان:

    في معرض الحديث عن الشعر والإيديولوجيا، ليس ثمَّةَ ثقافةٌ بوسعنا أن نسمِّيها بـ«ثقافة عربية حديثة»، حقًّا، في المقام الأول. فأولاً بـ”فضل” ما فعلته الأنظمة الطغيانية والرجعية والفاشية والوحشية في الوطن العربي (على الأقل منذ ما يُدعى بـ«عصر النهضة»)، وثانيًا بـ”فضل” ما فعله تخدير العقل العربي، وبالتالي شلل الإرادة العربية، على أيِّما صعيد (إذا استثنينا ما تمكن تسميته بـ«عصر الثورة» منذ أكثر من ثلاثة أعوام)، لم يبقَ في حوزتنا سوى «اللغة العربية» التي قلَّما نجيدُها إجادةً مُشرِّفةً كلغةٍ أُمٍّ من الماء إلى الماء، ولم يبقَ في حوزتنا كذلك إلا «الدين الإسلامي» الذي ما زلنا نتوغَّل شططًا في تحريفه، بل في تشويهه وتمسيخه، ليتحوَّل، مثلما تحوَّل قولاً وفعلاً، إلى دين مُؤَدْلَج ومُسَيَّس ومُؤَسْأس، دينٍ لا يفيد إلا في استتباب تلك الأنظمة اللاإنسانية.

    حتى أدونيس نفسُهُ في واحدٍ من الحوارات المبثوثة على الهواء مؤخَّرًا أدلى بتصريح صريحٍ وخطيرٍ لم يُدلِ به من قبل، تصريح قال فيه، ما معناه، بأنه لو كان الأمر بيده فعلاً للجأ إلى حذف، ومن ثمَّ إلغاء، ثلاثة أرباع شعره! يعني ذلك أن ثلاثة أرباع الشعر الذي أنتجه أدونيس على مدى ستة عقود أو يزيد، إنما هو “شعرٌ” لا يتناول قضايا إنسانية محضة تعمل من أجل تحقيق الحرية والعدالة في الجوهر، أو هو “شعرٌ” مشكوكٌ في أمره من حيث القضايا “القومية” المزعومة –بل الملغومة– التي يخاطبها شعريًّا، أو هو “شعرٌ” لا يمكن أن يُسمَّى «شعرًا حقيقيًّا» يسعى إلى الارتقاء إلى مصافِّ «الشعر الصافي» أو «الشعر الكوني» في الأساس!

إشترك في قائمتنا البريدية