اسلاميو تونس يسلمون السلطة رسميا لحكومة انتقالية ووزيرة السياحة تستقيل بعد اتهامها بالتطبيع مع اسرائيل

حجم الخط
5

تونس – من طارق عمارة: سلم الاسلاميون في تونس أمس الاربعاء الحكم رسميا الى حكومة انتقالية غير حزبية لقيادة البلاد الى الانتخابات بعد اتفاق مع المعارضة العلمانية.
ووافقت حركة النهضة الاسلامية الشهر الماضي على التخلي عن الحكومة بعد اتفاق مع المعارضة انهى ازمة سياسية استمرت عدة أشهر وهزت البلاد عقب اغتيال معارضين بارزين العام الماضي.
وفي حضور اعضاء حكومة مهدي جمعة المستقلة سلم رئيس الوزراء المستقيل علي العريض السلطة لجمعة وهو يبتسم قائلا ان الثورة التونسية كرمته بان كان رئيسا لوزراء تونس داعيا الصحفيين للترفق بالحكومة الجديدة ومساعدتها كي تجتاز البلاد المرحلة الاخيرة من الانتقال الديمقراطي.
ويوم الثلاثاء منح المجلس التأسيسي ثقته لحكومة جمعة المؤلفة من وزراء تكنوقراط لتقود البلاد الى الانتخابات في 2014.
وقال جمعة ‘من الرائع ان تنتقل السلطة في تونس بهذا الشكل اللائق وبابتسامة صادقة.’
وأضاف جمعة وهو وزير سابق للصناعة في حكومة العريض انه تعلم من العريض الصبر والهدوء قائلا ان حكومته جاهزة لكل التحديات الصعبة منذ الان.
ويثير انتقال السلطة من الاسلاميين لمستقلين اعجاب الغرب بعد ان فشل الاسلاميون في مصر في الاحتفاظ بالحكم رغم فوزهم في الانتخابات. وفي يوليو تموز عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين بعد احتجاجات شعبية حاشدة تطالب بتنحيته.
وقال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة لرويترز عقب مراسم تسليم السلطة’نحن تنازلنا عن الحكومة لمصلحة تونس..هذا المشهد الجميل لا يتكرر كل يوم في منطقتنا..النهضة اثبتت انها تريد التوافق والديمقراطية’.
ويوم الاحد الماضي وافق المجلس التأسيسي في تونس على دستور جديد للبلاد وهي خطوة لاقت ترحيبا. ولكن رغم الخطوات الايجابية التي قطعتها تونس الا ان حكومة جمعة ستواجه عدة تحديات صعبة من بينها انعاش الاقتصاد الهش وتوفير الوظائف والتصدي للجماعات الدينية المتشددة التي زادت هجماتها في الاشهر الماضية.
وقدّمت آمال كربول، وزيرة السياحة في الحكومة التونسية الجديدة برئاسة مهدي جمعة، استقالتها من الحكومة عقب ساعات من أدائها اليمين الدستورية وقبل أن تُباشر مهامها، وذلك بعد اتهامها بـ’التطبيع مع إسرائيلـ’.
وقالت آمال كربول، وزيرة السياحة في الحكومة التونسية الجديدة، مباشرة بعد أن أدّت اليمين أمام الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، امس الأربعاء، إنها قدّمت لرئيس الحكومة استقالتها وله ‘سديد النظر في قبولها أو رفضها’.
ودعت في تغريدة نشرتها في صفحتها على شبكة التواصل الإجتماعي ‘فيسبوك’، رئيس الحكومة التونسية الجديد مهدي جمعة، إلى ‘قبول استقالتها إذا ثبت أن الاتهامات التي وُجّهت إليها بالتعامل مع الكيان الصهيوني صحيحة’.
وكان عدد من نواب المجلس التأسيسي قد وجهوا ليلة الثلاثاء – الأربعاء، اتهامات للوزيرة الجديدة بـ’التطبيع مع إسرائيلـ’ باعتبارها زارت إسرائيل في العام 2006، ودعوا رئيس الحكومة مهدي جمعة إلى ‘التخلّص منها’.
وتسبّبت هذه الاتهامات في إحراج مهدي جمعة، الذي اجتمع مع وزيرته الجديدة، ثم دافع عنها بالقول ‘تحدثت مع وزيرة السياحة، وقد تحولت بالفعل إلى إسرائيل سنة 2006 في إطار مشاركتها في برنامج تكوين تابع للأمم المتحدة لفائدة شباب فلسطينيين، وقد بقيت يوماً واحداً في إسرائيل وتعرّضت لتحقيقات دامت 6 ساعات بمطار تل أبيب لأنها عربية مسلمة، كما أنها رفضت مواصلة برنامج التكوين لهذا السبب، حتى وإن كان لفائدة فلسطينيين’.
ورغم هذا الدفاع، فإن العديد من نواب المجلس التأسيسي أعربوا عن رفضهم لهذه الوزيرة، حتى أن أحدهم لم يتردد في مخاطبة الوزيرة الجديدة بالقول ‘.. إذا ثبت أنك زرت إسرائيل، فما عليك سوى أن تحملي أغراضك وتغادري هذه الحكومة’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن سيداحمد:

    الاخوه الأعزاء بتونس
    اولا تهانينا بعبوركم فخ التأمرات بهدؤ ادعو الله ان يحذو اخوات تونس فى الثورات نفس النهج و خاصة المصرين الذين يدعون انهم يعلمون وهم لا يعلمون
    ثانيا بالنسبه للاخت الوزيره ليس هناك ما يمنع التعامل مع اليهود و رسولنا صلى الله عليه وسلم كان درعه مرهون عند يهودى

    1. يقول azaz belgique:

      صحيح ليس هناك مايمنع التعامل مع
      اليهود
      لكن مع العدو الاسرائيلي
      هناك ما يمنع

  2. يقول عدنان السامرائي من العراق:

    الف احترام وتحية لاخواننا في تونس. لقد اثبتم بان هناك امل….

  3. يقول علي تونس:

    المجد كل المجد لمن ساهم في ثورة تونس من تأطير وشحن و مواجهة النظام بصدور عارية من إسلاميين وعلمانيين.
    الشكر لمن أحسن التصرف ونادى بالوحدة والتوافق ومضى فيها قدما.
    صحيح لقد ضاع بعض الوقت أقنع كل القوم بضرورة التوافق.
    نجحت بحمد الله تونس إلى السنة الثانية ديمقراطية بشهادة ……
     

  4. يقول Hassan:

    لقد سجل التاريخ المدرسة الحديثة في الديمقراطية بفضل الله أولا وبفضل العقلاء ثانيا وبفضل صبر السواد الأعظم من ذاك البلد الطيب الجميل. ” … أفنوا العمر … فلولا سعيكم أمست …”

إشترك في قائمتنا البريدية