‘العودة الى حمص’ للسوري طلال ديركي ينال جائزة لجنة التحكيم الكبرى لمهرجان ‘صندانس’ السينمائي

حجم الخط
0

سندانس ‘القدس العربي’ – من حسام عاصي: حصد الفيلم الوثائقي ‘العودة الى حمص’، للمخرج السوري طلال ديركي جائزة لجنة التحكيم الكبرى في فئة الافلام الوثائقية العالمية في مهرجان ‘صندانس’.
الفيلم يجسد الثورة السورية بشخصية الشاب ابن التاسعة عشرة، عبد الباسط الساروت، حامي مرمى كرة القدم، الذي يبدأ ثورته ضد الحكم الاستبدادي في سوريا كمطرب شعبي للجماهير المتظاهرة سلميا في حمص، ثم يحمل السلاح ضد الجيش النظامي بعد ان دُمر بيته وقُتل اقاربه.
وصُور الفيلم على مدار عامين، حيث يبدأ من بداية الثورة في المدينة، ‘التي تُدمر أمام اعيننا’، وينتهي بمجموعة عبد الباسط تحاول العودة للمدينة المحاصرة.
وقبل أن عُرض ‘العودة الى حمص’ في مهرجان ‘صندانس’، كان أول فيلم عربي يفتتح مهرجان الافلام الوثائقية المرموق ‘ايدفا’.
وقد قال منتج الفيلم، عروة النيربي، إن نجاح الفيلم كان بفضل الثورة، التي رفعت مستوى الابداع في كل مجالات الفن في سوريا.
أما جائزة المشاهدين للافلام الوثائقية العالمية، فكانت من نصيب الفيلم الاسرائيلي ‘الامير الاخضر’، الذي يروي حكاية مصعب حسن يوسف، ابن أحد مؤسسي حماس، الذي يخون وطنه وأهله ويصبح جاسوسا للمخابرات الاسرائيلية لمدة عشر سنوات.
الغريب في شخصية مصعب أنه رغم شعوره بالعار حيال ما قام به لصالح عدو شعبه، فقد قام بالهجرة الى امريكا، حيث اعتنق المسيحية والف كتابا يتحامل فيه ضد حماس، ويترحم على ضحايا عمليات حماس الانتحارية في اسرائيل.
لا بد وان موقفه يجد تقديرا لدى مؤيدي اسرائيل، ولكن يصعب على الانسان العاقل أن يتعاطف مع شخص يتنكر لاصله ودينه ويعادي شعبه واهله من اجل المادة.
وكان فيلم الافتتاح ‘سوط’ للمخرج الجديد داميان شازيل، اكثر الافلام نجاحا هذه السنة في مهرجان ‘صندانس’، حيث حصل على جائزتي لجنة التحكيم الكبرى والمشاهدين في فئة الافلام الامريكية الروائية. ‘سوط’، الذي استقبل بحرارة عند عرضه قبل عشرة ايام، هو دراما حول طبال جاز شاب (مايلز تلر) يطمح للامتياز في مهنته الموسيقية، ولكن يستصعب التعامل مع مدرسه القاسي (ج. ك. سيمونز). والجدير بالذكر ان شازيل حصل على جائزة التحكيم في العام الماضي للقصة ذاتها كفيلم قصير.
ونال فيلم الانتقام التشويقي التشيلي ‘ليقتل رجلا’ للمخرج اليخاندرو فيرنانديز الميندراس علي جائزة لجنة التحكيم الكبرى في فئة الافلام الروائية العالمية. بينمنا ذهبت جائزة المشاهدين في هذه الفئة للفيلم الاثيوبي ‘ديفريت’ من المخرجة زيريسيني بيرهان ميهاري. ‘ديفريت’، الذي ساعدت الممثلة انجلينا جولي في انتاجه، يدور حول ظلم البنات في اثيوبيا.
وكانت جائزتا لجنة التحكيم الكبرى والمشاهدين في فئة الافلام الوثائقية الامريكية من نصيب فيلم ‘ريتش هيل’ للمخرجيّن تريسي ترتغوس وأندرو دورز باليرمو، وفيلم ‘حي في الداخل: قصة موسيقى وذاكرة’ للمخرج مايكل روساتو- بينيت بالتوالي.
وتم اعلان هذه الجوائز ليلة امس في مدينة بارك سيتي، حيث يعقد مهرجان ‘صندانس’ سنويا في شهر كانون الثاني/يناير. وقد عُرض 300 فيلم منذ افتتاح المهرجان قبل عشرة ايام.
ويعتبر مهرجان ‘صندانس’ اهم مهرجان سينما للافلام المستقلة في امريكا. فمنذ تأسيسه على يد الممثل والمخرج روبرت ردفورد قبل 30 عاما، لم يكن مجرد مكان لعرض الافلام وانما صانع نجوم، مثل كوانتين تارانتينو، الاخوين كووين، كريستوفر نولن، ستيفين سوديربرغ وبراد بيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية