الحكومة السورية تعرض خروج النساء والأطفال من حمص المحاصرة

حجم الخط
0

نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يتحدث في مؤتمر صحفي

جنيف- (رويترز): قالت الحكومة السورية الأحد إن بإمكان النساء والأطفال مغادرة مدينة حمص المحاصرة في الوقت الذي بحث فيه مفاوضون من جانبي الصراع مبادرات انسانية في ثاني يوم من المحادثات المباشرة في جنيف.

وبحث مفاوضو الحكومة والمعارضة ايضا مسألة الافراج عن السجناء وتسهيل وصول قوافل الإغاثة الانسانية إلى حمص. وأقر الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي بأن المحادثات تسير ببطء لكنه يأمل أن تؤدي إلى التطرق إلى القضية الرئيسية التي تتمثل في مستقبل الهياكل السياسية في سوريا والرئيس بشار الأسد.

وكانت حمص التي تحتل موقعا استراتيجيا في وسط شبكة الطرق الرئيسية في سوريا احدى ساحات القتال الكبرى. واستعادت قوات الأسد الكثير من البلدات والقرى المحيطة بها العام الماضي مما ترك مقاتلي المعارضة تحت الحصار في وسط حمص نفسها بالإضافة إلى الاف المدنيين.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحفي بعد اجتماعات الأحد إن الحكومة ستسمح للنساء والاطفال بمغادرة وسط المدينة إذا فتح مقاتلو المعارضة ممرا آمنا لهم. وقال وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إنه يدرك انه سيكون لهم مطلق الحرية لمغادرة حمص على الفور.

وقال مقداد “اؤكد لكم انه اذا سمح الارهابيون المسلحون في حمص للنساء والاطفال بمغادرة المدينة القديمة في حمص فسنسمح لهم بكل منفذ.. ليس ذلك فقط وانما سنمدهم بالمأوى والادوية وكل ما يلزم”.

واضاف “نحن مستعدون للسماح بأي مساعدة انسانية للدخول الى المدينة من خلال الاتفاقات والترتيبات مع الامم المتحدة”.

وفي حمص قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة يطالبون برفع كامل للحصار عن المدينة. وانتقد البعض المفاوضات في جنيف فيما يتعلق بالوقف المحدود لاطلاق النار للسماح للأشخاص بالمغادرة ولقوافل الاغاثة بدخولها. وأظهر تسجيل مصور بث على الانترنت متظاهرون يحملون رايات إسلامية وينددون بمحادثات جنيف بوصفها خيانة.

وبعد أن ترأس الإبراهيمي أول اجتماع مباشر بين الجانبين السبت التقى بالوفدين مجددا صباح الأحد ثم اجرى مناقشات مع كل جانب على حدة في الظهيرة لاستطلاع مواقفهما. ويهدف الإبراهيمي إلى عقد جلسة مشتركة اخرى الاثنين يأمل ان تبدأ ببحث خطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة انتقالية.

وسلم الإبراهيمي بالبداية البطيئة للمحادثات التي بدأت بمؤتمر دولي رسمي يوم الاربعاء وقال “هذا تفاوض سياسي… مفاوضاتنا ليست المكان الرئيسي الذي تناقش فيه القضايا الانسانية”.

وأضاف “لكنني اعتقد اننا شعرنا جميعا…انه لا يمكن البدء في عملية تفاوض بشأن سوريا بدون اجراء بعض النقاش عن الوضع الانساني السيء جدا جدا هناك”.

ولا توجد دلالة تذكر على مرونة في المواقف تجاه القضية الجوهرية المتعلقة بما اذا كان يتعين رحيل الأسد الان حيث تقول المعارضة ودول عربية وغربية داعمة لها ان هذا ماتم الاتفاق عليه خلال مؤتمر للامم المتحدة عقد في جنيف قبل 18 شهرا.

وقال المقداد إن رئيس الجمهورية العربية السورية سيظل في منصبه إلى ان يقول الشعب السوري شيئا مختلفا في تكرار لموقف الحكومة بأن الأسد قد يبقى ويفوز بانتخابات الرئاسة القادمة.

من جهته قال لؤي صافي المتحدث باسم المعارضة إن جلسة الاثنين مع الإبراهيمي ستكشف عما اذا كانت الحكومة مستعدة للتفاوض. وأضاف “سنبدأ غدا بالتحدث عن الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية. النظام…يماطل”.

وقال الإبراهيمي إن وفد المعارضة الذي طلب الافراج عن قرابة 50 الف معتقل وافق على طلب الحكومة تقديم قائمة بالمحتجزين لدى جماعات المعارضة المسلحة المختلفة رغم ان الكثير من هذه الجماعات التي تتقاتل فيما بينها لا تعترف بسلطة المفاوضين.

وقال المقداد إن الحكومة فحصت قائمة للمعارضة تضم 47 الف شخص يعتقد ان قوات الأسد اعتقلتهم ووجدت ان معظمهم لم يعتقل قط أو افرج عنهم الان. ونفى ايضا احتجاز اي اطفال.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى احراز تقدم بشأن المساعدات وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتبادل السجناء.

وقال في تعليقات نشرها موقع وزارة الخارجية على الانترنت “كل هذا سيعزز الثقة ويؤثر على اجواء المحادثات في جنيف. ومن الصعب للغاية توقع اكثر من ذلك.. فالموقف بالغ الخطورة وهناك استقطاب في المواقف والمشاعر ملتهبة”.

ومما يؤكد الصعوبة الكبيرة التي تواجه حتى تنفيذ الاتفاقات على الارض قالت وكالة تابعة للامم المتحدة تحاول تسليم مساعدات لحي محاصر في دمشق إن نقاط تفتيش حكومية اعاقت عملها برغم تأكيدات الحكومة انها ستسمح بعمليات التوزيع.

وقالت بثينة شعبان مستشارة الأسد إن ممثلي المعارضة يركزون على قضايا محلية وأضافت أن وثيقة الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة تعديل عملية الانتقال السياسي.

وأضافت أن الحكومة مستعدة لمناقشة بيان جنيف الذي اتفقت عليه القوى العالمية قبل 18 شهرا لكنها أضافت ان جنيف ليس قرآنا أو انجيلا وانه صدر في يونيو حزيران 2012 بينما الوضع على الارض تغير الان لذلك يتعين ان تتغير المواقف وفقا لما يقتضيه الواقع.

ففي صيف 2012 سيطرت قوات المعارضة على اغلب مناطق حلب كبرى المدن السورية وكانت تمثل تحديا لقوات الأسد على اطراف دمشق. ومنذ ذلك الحين أوقفت قوات الأسد بدعم من مقاتلي حزب الله وقادة عسكريين إايرانيين تقدم المعارضة وعززت سيطرتها على وسط البلاد غير انه لا توجد علامة تذكر على استعادتها للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشرق.

وقال وزير الاعلام عمران الزعبي انه لا سبيل إلى تخلي الأسد عن السلطة مضيفا ان من يعتقد ذلك فهو حالم.

وسيكون من الصعب للغاية احراز اي تقدم جوهي في ظل انعدام الثقة المتبادل بين الجانبين وغياب فصائل المعارضة الإسلامية القوية عن مؤتمر جنيف. وسبق ان توصل الجانبان لاتفاقات بشأن القضايا الانسانية ووقف اطلاق النار لكنها لم تصمد طويلا.

ويوجد الان المئات من جماعات المعارضة المسلحة في انحاء البلاد بينها متشددون على صلة بالقاعدة والذين تسبب ظهورهم في احجام حكومات غربية عن دعم المعارضة المسلحة بشكل اكثر فاعلية. ولا يذعن الكثير من المقاتلين لأوامر زعماء المعارضة في المنفى وتقول الجبهة الإسلامية القوية إنه اذا غادر المفاوضون جنيف بدون ضمان تخلي الأسد عن السلطة فسوف يعاملون على انهم خونة.

واندلعت المزيد من الاشتباكات اليوم الأحد بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة وبين مسلحين إسلاميين ومقاتلين أكراد شكلوا إدارة خاصة بهم في شمال شرق البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ما لا يقل عن 26 مقاتلا قتلوا في اشتباكات منذ امس السبت بين الأكراد والإسلاميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية