المعارضة السورية تهدد بمقاطعة جنيف 2 إذا شاركت فيه إيران… ولافروف يحذر من أن غيابها سيكون ‘خطأ لا يغتفر’

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات: هددت المعارضة السورية امس الاثنين بمقاطعة مؤتمر جنيف-2 في حال الابقاء على الدعوة الموجهة الى ايران للمشاركة فيه.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي الصافي في تغريدة على ‘تويتر’ ان ‘الائتلاف يعلن انه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف-2 طالما ان (الامين العام للامم المتحدة) بان كي مون لم يسحب دعوته لايران’ للمشاركة في مؤتمر السلام حول العملية الانتقالية السياسية في سوريا. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن قبل ذلك انه وجه دعوة لايران بعد محادثات مكثفة مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.
وقال ان ايران الحليف الرئيسي الاقليمي لدمشق، تعهدت بلعب ‘دور ايجابي وبناء’ من اجل انهاء النزاع السوري.
واذا سار كل شيء كما هو مقرر فإن جميع الدول الرئيسية المعنية بالنزاع ستحضر الاربعاء الى مونترو (سويسرا) عند افتتاح المؤتمر.
علاوة على ذلك، فإن المباحثات بين نظام بشار الاسد والمعارضة التي وافقت السبت في اسطنبول على المشاركة بعد اسابيع من التردد والضغوط الغربية، من المفترض ان تبدا الجمعة في جنيف.
وقال بان كي مون ‘لقد اتفقت مع الوزير ظريف على ان هدف المحادثات هو اقامة وبالتفاهم المتبادل حكومة انتقالية تتمتع بكامل السلطة التنفيذية’.
وكانت الولايات المتحدة والقوى الغربية عارضت مشاركة ايران ما لم توافق على البيان الذي تم تبنيه في مؤتمر جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012 والذي يدعو لاقامة حكومة انتقالية في سوريا.
وذكرت واشنطن بهذا الشرط مساء الاحد. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي ‘اذا لم تلتزم ايران كليا وعلنا ببيان جنيف فلا بد من سحب الدعوة’.
وشدد بان كي مون ‘اعتقد فعلا ان ايران يجب ان تكون طرفا في الحل للازمة السورية’.
الا ان اهداف الجانبين تبدو على طرفي نقيض اذ تصر المعارضة على ان هدفها الوحيد هو رحيل الاسد.
وكرر نظام الاسد مرارا انه لا يعتزم ‘تسليم السلطة الى اي كان’ خلال مؤتمر جنيف-2.
وعليه فإن الجانبين سيشاركان باهداف متضاربة في المؤتمر الذي سيقام بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا من اجل التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل خلال ثلاث سنوات تقريبا.
ووجه الامين العام للامم المتحدة هذه الدعوة بعد محادثات مكثفة مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي وافق على التوجه الى جنيف.
واوضح بان ان ‘الوزير ظريف وانا اتفقنا على ان هدف المفاوضات هو اقامة بالتفاهم المتبادل حكومة انتقالية تتمتع بكامل السلطة التنفيذية’.
واضاف ‘على هذا الاساس تعهد ظريف بان تلعب ايران دورا ايجابيا وبناء في مونترو’.
وقال بان ايضا ‘اعتقد جازما ان ايران ستكون طرفا في الحل للازمة السورية’.
واوضح ان الدول الاخرى المدعوة هي استراليا والبحرين وبلجيكا واليونان ولوكسمبورغ والمكسيك وهولندا وكوريا الجنوبية والفاتيكان.
واشار الى ان حضور هذه الدول سيكون ‘مظاهرة تضامن مهمة ومفيدة قبل العمل الصعب الذي سيقوم به وفدا الحكومة السورية والمعارضة’.
وشددت واشنطن وباريس ولندن الاثنين على ضرورة موافقة ايران على بيان جنيف الذي تم التوصل اليه في 30 حزيران/يونيو 2012 كشرط لحضور مؤتمر جنيف-2.
وقالت الولايات المتحدة ليل الأحد/الاثنين إنه يتعين سحب دعوة الأمم المتحدة إلى إيران للمشاركة في مؤتمر السلام الدولي المقرر بشأن سورية مالم تقبل طهران باتفاق جنيف الأول.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن ترى الدعوة ‘مشروطة بدعم إيران الواضح والعلني للتطبيق الكامل لبيان جنيف’ بما في ذلك هيئة حكم انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة.
وأضافت أن ‘هذا الأمر لم تفعله إيران علانية أبدا، وقد أوضحنا طويلا أن هذا الأمر مطلوب’.
وأضافت ‘لا نزال قلقين للغاية بشأن مساهمات إيران في الحملة الوحشية لنظام )الرئيس السوري بشار( الأسد ضد شعبه، والتي ساهمت في تزايد التطرف والاضطراب في المنطقة. إذا لم تقبل إيران بشكل كامل وعلني ببيان جنيف، فيجب سحب الدعوة’.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس الاثنين ان على ايران ان توافق صراحة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لتشارك في مؤتمر جنيف-2 من اجل السلام في سوريا المقرر عقده في سويسرا اعتبارا من الاربعاء.
وقال فابيوس في بيان ان ‘رسالة الدعوة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لحضور مؤتمر جنيف-2 تنص بوضوح على ان الهدف من المؤتمر هو اقامة حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بكامل السلطات التنفيذية’، وذلك بعد اعلان الامم المتحدة توجيه دعوة الى طهران لحضور المؤتمر الذي ستنطلق اعماله اعتبارا من الاربعاء في مونترو ثم في جنيف.
وختم بالقول ان ‘المشاركة في مؤتمر جنيف-2 مشروطة بالموافقة الصريحة على هذا التفويض. وفي هذه الشروط ومن اجل احلال السلام، من الواضح انه لا يمكن لاي بلد المشاركة في هذا المؤتمر ان لم يقبل صراحة بتفويضه’.
وطالبت وزارة الخارجية البريطانية الاثنين ايران بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية كشرط للمشاركة في مفاوضات السلام حول سوريا في مؤتمر جنيف-2.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس ان ‘دعوة (الامين العام للامم المتحدة بان كي مون) تنص صراحة على ان المشاركة في جنيف-2 رهن بالالتزام الصريح ببيان مؤتمر جنيف في حزيران/يونيو 2012’.
وشدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عند وصوله الى بروكسل لعقد اجتماع مع نظرائه الاوروبيين ‘من المهم ان يعلن الايرانيون التزامهم الصريح. لطالما قلت انهم وفي حال وافقوا على بيان مؤتمر جنيف الاول، سيكون بامكانهم المشاركة دون مشكلة في جنيف-2’.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين من ان بلاده تعتبر ان غياب ايران عن مؤتمر جنيف-2 حول سوريا سيكون ‘خطا لا يغتفر’.
وصرح لافروف ان ‘عدم ضمان مشاركة الاطراف التي بوسعها التاثير بشكل مباشر على الوضع في المؤتمر سيكون برايي خطا لا يغتفر’، وذلك في تعليق على تهديد المعارضة السورية بالانسحاب من المؤتمر في حال شاركت فيه ايران.
واضاف ‘بالتالي انا ادعم الموقف المسؤول الذي اتخذه الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) الذي وجه دعوة للدول التي لها تأثير على الوضع بما يشمل الجمهورية الاسلامية الايرانية’.
وتابع لافروف ان غياب ايران عن المؤتمر سيجعل المحادثات التي يرتقب ان تبدأ الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية ‘شكلية’.
لكن لافروف قال ان غياب المعارضة عن المحادثات سيعتبر مؤشرا على انها غير مهتمة بالتفاوض من اجل انهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.
واضاف ‘اذا كان طرف ما يشكك في ضرورة دعوة كل الاطراف التي لديها تاثير على الوضع الى جنيف-2 فإن هذا الطرف يكون غير مهتم بالتوصل الى تسوية عادلة للازمة السورية عبر المفاوضات’.
واعلنت ايران، ابرز حليف اقليمي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاثنين مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 حول سوريا لكنها رفضت الشرط المسبق بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم كما نقلت عنها وكالة الانباء الايرانية الرسمية ‘على اساس الدعوة الرسمية (من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون) ستشارك ايران في المؤتمر لكن بدون شرط مسبق’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية