شامبين المرشح لرئاسة الفيفا: أزمة مونديال قطر مشكلة أخلاقية!

حجم الخط
0

زيوريخ – د ب أ: أكد الفرنسي جيروم شامبين أن مواطنه ميشيل بلاتيني ‘يفتقد الشجاعة’ اللازمة للإقدام على الإصلاحات التي يحتاجها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وأعلن شامبين المسؤول السابق في الفيفا في العاصمة البريطانية لندن أنه يعتزم الترشح على رئاسة الفيفا في الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2015. وكان شامبين (55 عاما) الرجل الثالث في الفيفا والذراع الأيمن للسويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي وعمل في الفيفا على مدار 11 عاما قبل أن يترك الاتحاد في 2010 بشكل مفاجئ. ورغم عدم تأكيدهما، ينتظر أن يترشح بلاتر لفترة رئاسة جديدة في الفيفا كما ينتظر أن يترشح أمامه الفرنسي الآخر ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة حاليا.
وأصبح شامبين بهذا أول شخص يعلن بشكل واضح عن اعتزامه الترشح في الانتخابات القادمة على رئاسة واحدة من أهم المنظمات الرياضية في العالم ليقود الفيفا على مدار أربع سنوات. وقال شامبين: ‘لا أعلم رؤية بلاتيني لمستقبل كرة القدم’. واعتبر أن أزمة بطولة كأس العالم 2022 المقرر إقامتها في قطر تعتبر ‘مشكلة أخلاقية’.
ويريد شامبين للفيفا أن يكون اتحادا قويا وأن يعمل على ‘تصحيح عدم المساواة’ من خلال وجود رئيس قوي للفيفا وجمعية عمومية تستعيد قوة وهيمنة الاتحادات ولجنة تنفيذية تمنح ثقلا لكل الاتحادات القارية في أفريقيا وآسيا والكونكاكاف على غرار اتحادي أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ولدى سؤاله عن السبب في هذه الرؤية، قال شامبين: ‘لا يمكن أن نستمر هكذا، علينا أن نقرر بين البقاء متفرجين فقط أو أن نفعل شيئا. قررت أن أفعل شيئا ما. أعلم أنني سأواجه العديد من العقبات. نحن في مفترق طرق. إما أن نأخذ طريقا مثل كرة السلة التي يفرض فيها الدوري الأمريكي للمحترفين جدول اللعبة عالميا، وإما أن نحافظ على كرة القدم العالمية ونقدم العمل العولمي لمجتمع كرة القدم بأكمله. إذا كنا نريد كرة قدم عالمية تصحح عدم المساواة والمشاكل، فإننا نحتاج لفيفا أكثر قوة وفعالية’.
وعما يسعى إليه إذا تولى رئاسة الفيفا، قال شامبين: ‘أهدف إلى العمل الديموقراطي في الفيفا. في النظام الديموقراطي، الرئيس قد يختار الحكومة، لكن الفيفا مختلف. على سبيل المثال، كان بلاتر موجودا باللجنة التنفيذية مع السيد يوهانسون الذي تنافس معه في الانتخابات’.
وعما إذا كان يريد تغيير اللجنة التنفيذية، قال شامبين: ‘لا يمكننا أن نقبل أن يكون الجدل السياسي على اللجنة التنفيذية. يجب أن يدور الجدل في الجمعية العمومية (الكونغرس) لأنها برلمان الفيفا. الفيفا يضم 209 اتحادات أهلية. إنهم مركز كرة القدم. في العشرين سنة الماضية، انتقلت الهيمنة تدريجيا من الاتحادات الأهلية إلى الاتحادات القارية. ونحتاج أيضا إلى التأقلم مع العالم المتغير. الفيفا لديه الآن نظام يشهد تمثيلا أقل من المستحق لبعض القارات’.
وأوضح: ‘على سبيل المثال، القارة الأفريقية لها أربعة مناصب ولديها 54 اتحادا أهليا بينما تستحوذ أوروبا على ثمانية مناصب ولديها نفس العدد من الاتحادات الأهلية. نحتاج لإعادة التوازن. يجب إضافة مناصب لزيادة تمثيل القارات الأخرى. ويجب أن يكون في اللجنة التنفيذية ممثل للاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) وآخر للاتحاد العالمي للأندية، وليس للأندية الأوروبية الثرية فقط، وأن يكون هناك ممثل للاتحاد العالمي لروابط الدوري’. وعما إذا كان زمن بلاتر ولى وانتهى، قال شامبين: ‘أدى بلاتر وهافيلانغ دورا رائعا. عندما ترى ما كان عليه الفيفا في 1974 وما هو عليه الآن… اتخذ بلاتر وهافيلانغ (الرئيس الأسبق للفيفا) قرارات تاريخية مثل إقامة بطولات كأس العالم في كل مكان بالعالم. بشكل شخصي، أحترم بلاتر والأفكار التي ساندها مثل: كرة القدم العالمية مع فيفا قوية. أشاركه هذه الرؤية’.
وعن وجهة نظره في رؤية بلاتيني، قال شامبين: ‘لا أعرف ما هي رؤية بلاتيني، هل تعرفونها؟ العنصر الوحيد الذي أعلمه عن رؤيته هو فكرته بزيادة عدد مقاعد بطولة كأس العالم إلى 40 مقعدا. إنني أساند وأدعم تصحيح التمثيل المتواضع لقارات مثل أفريقيا وآسيا والكونكاكاف وكذلك التصحيح في اللجنة التنفيذية وبطولات كأس العالم. لكن لا أؤيد فكرة بلاتيني تمديد المونديال إلى 40 منتخبا وبالتالي زيادة عدد المباريات من 64 إلى 96 ومد فترة البطولة لأسبوع’. ويرى شامبين أن هذه الفكرة تمثل ‘حلا سهلا’ كما تمثل مؤشرا على ‘افتقاد الشجاعة’.
وعما إذا كان يساند تغيير حصص الاتحادات القارية من مقاعد المونديال، قال شامبين: ‘يجب أن نوزعها بشكل مختلف. العالم يتغير. في أمريكا الجنوبية، يتأهل منتخب من كل منتخبين يشاركان في التصفيات. وفي أوروبا يتأهل منتخب من كل اربعة منتخبات تشارك في التصفيات. وفي كل من الاتحادات القارية الأخرى، يتأهل منتخب من كل عشرة منتخبات في التصفيات’.
وعن مساندة بلاتيني لإقامة مونديال 2022 في قطر حيث أصبحت البطولة أزمة كبيرة للفيفا، وعما إذا كان سيغير مقر إقامة البطولة في حال فوزه برئاسة الفيفا، قال شامبين: ‘كل الخيارات مطروحة. إنها قضية جوهرية. من المهم أن نمنح استضافة بطولات كأس العالم للعالم العربي والإسلامي لأن كرة القدم للجميع. لكنني أرى أن العرض كان بوضوح لبطولة تنظم في حزيران/يونيو وتموز/يوليو. والآن علينا أن نغير هذا. إنها مشكلة فلسفية وأخلاقية’.
وأضاف أن هناك تحقيقات تجرى في ادعاءات بوجود فساد في عملية منح قطر حق استضافة مونديال 2022، وقال: ‘قيل إن نتيجة التحقيقات ستظهر نهاية هذا العام. علينا الانتظار. إذا لم يكن هناك شيء خاطئ ، نريد الذهاب إلى قطر بعقل هادئ. وإذا كان العكس، ستكون هناك قرارات’.
وعن رأيه الشخصي في إقامة البطولة شتاء، قال: ‘لا أعارض هذا، لكن كان يجب مناقشة هذا الأمر قبل التصويت على منح حق الاستضافة مع الشرح بطريقة واعية لعواقب التصويت لبلد واحد’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية