وزارة الاعلام ستموّل سفر ‘نسوان المعارضة الشريفة’ لتسويق صورة النظام في جنيف:

حجم الخط
0

دبي ـ ‘القدس العربي’ من محمد منصور: أفادت مصادر خاصة لـ’القدس العربي’ من داخل وزارة الإعلام السورية، ان وزير إعلام النظام عمران الزعبي أرسل في وقت سابق للصحافيين والمراسلين الذين يروجون روايات النظام، بعرض تقوم فيه وزارته بتأمين فيزا لكل من يرغب بتغطية مؤتمر جنيف 2، وأنه ما عليهم سوى تسجيل أسمائهم لديها لتتكفل هي بتأمين فيزا الدخول إلى الأراضي السويسرية.
وذكر المصدر المطلع الذي ينقل لنا كواليس ما يجري في وزارة الإعلام، أن النظام قام في وقت سابق بحملة في أوساط من يسمّيهن (نسوان المعارضة الشريفة في الداخل) من أجل تمثيل المرأة في جنيف 2 ولترشيحهن لعمل دورات هناك… ناهيك عن الدور الذي يفترض القيام به من خلالهن، لإظهار صورة ‘النظام العلماني’ في مواجهة الإرهاب الذي يلصقه بثورة الشعب السوري… والدور الذي يمكن القيام به للتشويش أثناء المؤتمرات الصحافية على المعارضة.
لكن وجه النظام العلماني المستنير، الذي يحاول تسويقه، يبدو محرجاً جداً حين يتذكر السوريون الفنانات اللواتي اعتقلهن في سجونه، ومنهن أمهات لأطفال، كن يمارسن عملهن الفني في دوبلاج أفلام الكارتون بدمشق، كالفنانة سمر كوكش ابنه المخرج علاء الدين كوكش… أو الفنانة ليلى عوض، التي اعتقلت عند نقطة الحدود السورية اللبنانية بعد عودتها من ألمانيا لمشاهدة ابنها وانتشرت شائعات حول استدراجها للعودة من قبل فنان شهير ما لبث أن نفاها بشدة!
وحصلت ‘القدس العربي’على معلومات خاصة حول اعتقال الفنانة سمر كوكش، الابنة الوحيدة للنجمة السورية الراحلة ملك سكر، والمخرج علاء الدين كوكش (مواليد دمشق 1971) فقد اعتقلت أثناء خروجها من المنطقة الحرة بدمشق، حيث تتواجد بعض استوديوهات الدوبلاج التي تعمل فيها سمر بدبلجة أفلام الكارتون، بتاريخ 12/ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 واقتيدت إلى فرع الأمن العسكري (215) قبل أن تحول إلى قسم الإرهاب في سجن عدرا، وتوجه لها تهمة دعم الإرهاب. ويرجح ناشطون أن سمر كانت تقوم بنشاطات إغاثية للسوريين المنكوبين أو المهجرين من مناطق القتال إلى دمشق، من دون أي صلة لها بأي شق عسكري أو تنظيمي في الثورة.
وفشلت كل وساطات والدها المخرج السبعيني علاء الدين كوكش في الإفراج عنها حتى اليوم، رغم أنه كان قد اتفق مع مؤسسة الإنتاج التلفزيوني التابعة للنظام بتصوير مسلسل تلفزيوني جديد يحمل اسم (القربان) بمشاركة حشد من الممثلين الموالين للنظام.
أما الفنانة السورية ليلى عوض ابنة مدينة حلب الشهباء، وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1992، فقد كانت تقيم في ألمانيا، بعد خروجها من دمشق وتوجهها إلى القاهرة والإمارات بحثاً عن عمل. ثم استقر بها المقام في ألمانيا بعد الموافقة على طلب لجوء. ومن هناك اقتصر نشاطها على تخصيص صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لنقل ومتابعة أخبار المعتقلين، والمطالبة بالإفراج عنهم، وقد نشرت لها صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالإفراج عن العديد من زملائها الفنانين كالكاتب عدنان زراعي والممثل زكي كورديللو وابنه ميهار، الذين كتبت أسماءهم على لوحة حملتها وعنونتها بعبارة ساخرة: (كمان الفنانين صاروا إرهابيين؟) قبل أن تصبح فريسة سهلة للاعتقال، بسبب رغبتها بالعودة إلى وطنها.
وكان ما يسمى (قاضي التحقيق في محكمة الإرهاب) قد استجوب يوم الأربعاء الماضي ( 15/1/2014) الفنانتين ليلى عوض وسمر كوكش، بعد أن وجهت نيابة محكمة الإرهاب لعوض تهماً عديدة أطرفها (الخروج من البلاد بطريق غير مشروع) ثم لقاءاتها مع قوى المعارضة في الخارج ولاسيما مع جماعة الإخوان المسلمين، والإساءة للنظام والدولة في كتاباتها على الفيس بوك.. وقرر تمديد توقيفها مع سمر كوكش أيضاً.
وللنظام تاريخ حافل مع اعتقال ومضايقة الفنانين الذين ساندوا ثورة الشعب السوري على قلتهم، فقد سبق له اعتقال الفنان جلال الطويل أثناء محاولته الخروج من البلاد عبر الأردن، واقتياده إلى فرع الأمن العسكري، وتهديده بقتل شقيقه إن لم يقبل الظهور على شاشة الفضائية السورية للحديث عن العصابات المسلحة في بداية الثورة، كما اعتقل الفنانة مي سكاف التي تقيم حالياً في عمان، واعتقل الفنان محمد آل رشي نجل الفنان عبد الرحمن آل رشي، الذي كان اول فنان يهتف بسقوط الأسد في حفل عزاء في دوما عام 2011… كما اعتقل الممثل والكاتب الكوميدي الشاب محمد عمر أوسو، والكاتبين الدراميين سامر رضوان وفؤاد حميرة (من الطائفة العلوية) وضيّق على الفنانين الذين وقعوا على بيان فك الحصار عن درعا في نيسان من عام 2011 والذي أسماه إعلام النظام (بيان الحليب) وأجبر الفنانتين يارا صبري ومنى واصف، اللتين كانتا من الموقعين على البيان المذكور، على الظهور بالقوة على شاشة الفضائية السورية وانتزع اعتذارا علنيا منهما على البيان… وما زالت الفنانة منى واصف تعاني من التضييق والمراقبة من قبل النظام، بسبب مواقف ابنها المعارض عمار عبد الحميد، ناهيك عن الحملات التي شنت ضدها لسحب وسام الاستحقاق منها بعد توقيعها على البيان الذي كان سقف مطالبه: قيام وزارة الصحة السورية بإيصال الحليب إلى أطفال درعا الذين كانوا يرزحون تحت حصار دبابات جيش النظام في نيسان من عام 2011، وقبل أن يكون هناك أي وجود لأي فصل مسلح أو جيش حر او قوى يتهمها النظام اليوم بـ (الإرهاب)!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية