رغدة تحولت لعشماوي على طريقة فضل شاكر وقبل ولاية السيسي: إنقلاب أم حفلة تنكرية؟

لا أعرف ما هي أوجه الفرق بين الفنانة السورية رغدة – حصريا عندما تدعو لقتل وسحل كل أصحاب اللحى وكل الاخوان المسلمين – وبين من يقتل ويسحل ويقطع الرؤوس، بإسم الله والإسلام، أو يلقي البراميل المتفجرة لا على التعيين، بإسم دولة بشار الأسد؟!
التلفزيون السوري، الذي أصبح عبارة عن محطة تتعايش مع الدم، بل وتشربه، إحتفل بنشر الرسالة، التي قدمتها رغدة لتأييد بشار الأسد.. من حقها تأييد النظام السوري وتحديد موقفها مما يجري ببلدها، لكن أن تدعو تلك الفاتنة البيضاء إلى القتل والسحل فتلك قصة أخرى.
رغدة تحولت إلى ‘عشماوي’، وأذكر فيلما لها كانت تتهيأ فيه للإعدام وهي بريئة.. صدقا لا أجد سببا يدفع فنانا لمثل هذا الموقف التعميمي الجماعي، فالفن عدو للدم والعنف، ورغدة تتسابق مع المطرب فضل شاكر في إنتاج صدمة حضارية لأمة مفعمة بالصدمات الحضارية وغير الحضارية.
شاكر هو مطرب النعومة والرومانسية، قبل التحول إلى وحش سياسي كاسر يحمل الأسلحة الرشاشة ويتفاخر بالقتل، ورغدة إشتهرت بأدوار الإغراء، وكلاهما يدعو للقتل الآن، بل تقدم الأول وقتل بيديه.. هل يعني ذلك شيئا؟
كل هذا العنف فينا، نحن العرب ولم نكن نعلم؟!

قطر وقضاة مصر

هل أقرأ على مصر السلام؟ هذا السؤال تحديدا خطر في رأسي، وأنا أستمع لرئيس نادي القضاة في مصر أحمد الزند يشوه في وجداني كعربي محب لأرض الكنانة كل صورة القضاء المستقل في مصر، وهو يدعو في محطة ‘الحياة’ إلى إرسال القوات الخاصة المصرية لإحضار معارضين يقيمون في الدوحة.
الزند كان يمكنه أن يصبح مباشرا أكثر ويقترح تشكيل فرقة إغتيال على طريقة القذافي، رحمه الله، مهمتها مطاردة كل مصري في الخارج يقول ‘لا’ للإنقلاب العسكري أو لا للإستفتاء!
ألا يشرف الزند ورفاقه من كبار قضاة مصر على رعاية الإستفتاء.. إسمه إستفتاء ببساطة لإنه يحتمل الـ’نعم’ والـ’لا’؟
كيف ينزل رجل بمواصفات الرئاسة القضائية إلى هذا المنزلق السياسي الخطير ويهدد بالإعتداء على دولة شقيقة عسكريا، والأدهى أنه لا يطرح أسبابا لها علاقة بكرامة الأمة أو شر ف مصر أو تحرير فلسطين لتبرير هذا الإعتداء، بل يقترح حملة عسكرية عابرة للحدود وللقارات بهدف إسكات أصوات إعلامية، طالما كان القضاء المصري حارسا لحرياتها!
الرئيس المخلوع بتاع الفلول حسني مبارك كان يقول ‘الجيش المصري لحماية مصر’، وهي عبارة يرددها مبارك كلما طلب منه القوم الإنتصار عسكريا للأمن القومي المصري في حدود قطاع غزة.. إسمع يا زند الكلام ده.. مفيش مبرر يا أخي لإرسال الجيش للدوحة فتل أبيب في الجوار وعلى مرمى حجر!
سابقا روى لي صديق خليجي مهم أن أحد مساعدي الجنرال السيسي إقترح في أحد الإجتماعات قصف محطة ‘الجزيرة’ بالصواريخ.. إستعمال الصواريخ في الدفاع عن نهر النيل وحصة الشعب المصري فيه أقل كلفة وفيه شجاعة عسكرية ووجاهة وطنية ورسالة سياسية.
فقط بعد ما قاله الزند على الشاشة تيقنت من وجاهة مخاوف الأمن الإسرائيلي على مستقبل الإنقلاب في مصر، فالقوم يوفرون مسبقا أسباب الثورة عليهم لإن الشعب المصري فقد القدرة على ‘الخوف’.. هذا ما تقوله دراسات حلفاء الإنقلاب في إسرائيل.

إنقلاب أم حفلة تنكرية؟

أحد الأصدقاء إعتبر إستعجال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لإنتخابات الرئاسة دليلا مباشرا على تواضع الرجل وزهده بالمنصب فهو – أي الرئيس- يستعجل الخلاص من مسلسل الرئاسة الدرامي، حتى يتمكن من العودة لمنصبه المحبب وهو رئاسة المحكمة الدستورية العليا.
طبعا الزميل نفسه شدد – وأنا أخالفه الرأي – على أن رسالة منصور النبيلة هذه بمثابة الرد الأفضل على الإعلام التعبوي الموجه مثل ‘الجزيرة’.
شخصيا لا أعرف كيف تذكر الزميل أصلا إسم الرئيس المؤقت، فالصورة الأكثر تداولا له في الصحافة وهو يغط في سبات عميق.
عمليا لا مبرر للإحتفال بإستعجال عدلي منصور لإنتخابات الرئاسة، فالرجل ليس رئيسا فعليا بكل الأحوال، ومن الطبيعي أن يفضل العودة للكار الذي يناسبه.
فوق ذلك ‘أبصم’ على فكرة الصديق، وهو بالمناسبة حقوقي رفيع المستوى لو زودني بإيضاحات على ثلاث نقاط: إذا كانت ‘الجزيرة’ إعلاما تعبويا موجها، فماذا يسمي فضائيات الإنقلاب العسكري؟ وإذا كان الوضع سيستقر في مصر، فماذا يقول بالقرارات، التي تمس حقوق الإنسان المتخذة في عهد السيسي؟ النقطة الثالثة: ماذا يسمي الزميل ما حصل في مصر.. إنقلاب أم تحول ديمقراطي أم حفلة تنكرية؟

داعشيون للأبد يا بشار الأسد

توسعت محطة ‘إم بي سي’ في التحدث عن الجريمة التي هزت وجدان الرأي العام الأردني، حيث قتل أحد المجرمين فتاة في الصباح الباكر، وهي متوجهة إلى جامعتها وبدم بارد.
ردود فعل الشارع كانت غاضبة جدا على هذه الجريمة الغريبة عن المجتمع الأردني، لكن كاميرا ‘أم بي سي’ زارت عائلة المغدورة وإلتقت جدتها، التي عبرت عن رغبتها الغاضبة في تفريم لحم القاتل وشيه على النار قبل إلتهامه.
قد يستحق القاتل في هذه الجريمة تحديدا مصيرا أكثر بشاعة، لكن لفت نظري أن القسوة والعنف أو ‘الداعشية والبشارية’ – حسب أحد الزملاء – نسبة إلى داعش وبشار الأسد، تروج أكثر في محيط المواطنين العاديين.

* مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فلسطيني مقهور:

    اخي بسام لك كل الاحترام والتقدير
    أنني من المتابعين لكتاباتك ….. للتنويه فقط في مقابله الممثلة رغده اعتقد على فضائيه الجديد نفت ان يصدر منها هذا الكلام وقالت انني لا أدعو للعنف وهذا الكلام الذي نسب لها غير صحيح
    اما بالنسبه لمصر فعليها السلام فعلا لانه مجرد ان يعلن السيسي اعتبار حزب كالإخوان المسلمين منتشر في جميع أنحاء العالم حزب إرهابي فانه لا يريد الخير لمصر ويدعو الى حرب اهليه ودمار مصر ( لست اخوانياً ) وأرفض جميع الأحزاب الدينيه إنما اتبع كتاب الله وسنه نبيه محمد عليه وعلى آله وأصحابه الصلاه والسلام

  2. يقول سامح // الامارات:

    * إسمحلي يا كاتبنا الكبير والعزيز ( بسام ) .
    * مقارنتك بين ( رغدة وفضل شاكر ) ف غير محلها …؟؟؟
    لماذا …؟؟؟
    * أولا : فضل شاكر …ترك الفن من زمان والتحق بجماعة السلفي الأسير
    وعملوا له …غسيل دماغ وأصبح مثلهم تماما .
    * ثانيا : أماّ رغدة …ما زالت ف ميدان ( الفن ) ولكن …للأسف تأثرت
    بمنطق ( شبيحة بشار ) المجرمين …وفاقتهم تطرفا …وغلوا …!!!؟؟؟
    شكرا .

إشترك في قائمتنا البريدية