الجلسة الختامية للدورة العشرون للجنة القدس: إدانة سياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف… ودعم لعملية السلام

حجم الخط
1

مراكش ـ ‘القدس العربي’: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس ان طريق السلام بالشرق الاوسط شاق وطويل، ويتطلب تضحيات جساما من جميع الأطراف. واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ‘ان عملية السلام تقتضي التحلي بروح التوافق والواقعية، وبالشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة وحاسمة، ينتصر فيها منطق العقل والحكمة والأمل والحياة، على نزوعات الحقد والتطرف واليأس والعدوان، لما فيه صالح شعوب المنطقة’.
وكان العاهل المغربي والرئيس الفلسطيني يتحدثان اول امس السبت هنا في مراكش بالجلسة الختامية للدورة الـ20 للجنة القدس الاسلامية التي عقدت للمرة الاولى منذ 12 عاما، وهو ما اثار اهتماما خاصا بها خاصة في هذه المرحلة التي تسعى فيها الولايات المتحدة للدفع بالطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لاتفاق لانهاء الصراع.
واشاد الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في خطاب ما طبع اجتماعاتها من مشاورات بناءة ومصارحة أخوية صادقة، مؤكدا التشبث بنصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.
وقال إن بلوغ هذا الهدف الأسمى، يتطلب وحدة الصف، والتحرك الفعال، مع التحلي بأعلى درجات التضامن والالتزام، ‘وهو ما نؤكد حرصنا على تجسيده، كرئيس للجنة القدس، وفاء لعهدنا لإخواننا الفلسطينيين، ولسلطتهم الوطنية الشرعية، برئاسة الأخ أبو مازن، على مواصلة الجهود لدعم صمودهم، والمضي قدما بعملية السلام، وجوهرها التسوية المنصفة لقضية القدس الشريف ‘.
وقال إن طريق السلام شاق وطويل، ويتطلب تضحيات جساما من جميع الأطراف كما يقتضي التحلي بروح التوافق والواقعية، وبالشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة وحاسمة، ينتصر فيها منطق العقل والحكمة والأمل والحياة، على نزوعات الحقد والتطرف واليأس والعدوان، لما فيه صالح شعوب المنطقة.
واعتبر العاهل المغربي ان اجتماع مراكش ‘رسالة للعالم، بأننا أمة متعلقة بالسلام، حريصة على تحالف الحضارات والثقافات ذلكم أن تشبثنا بهوية القدس، ليس فقط لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولكن أيضا لتظل كما كانت دوما، رمزا لوحدة الأديان السماوية، وفضاء للتعايش بين أهلها في جو من السلام والوئام.
وثمن الرئيس الفلسطيني محود عباس (ابو مازن) القرارات الصادرة عن اجتماع لجنة القدس، وأعرب عن يقينه التام بأن هذه القرارات ستسهم في دعم مدينة القدس التي هي درة فلسطين الخالدة ومفتاح السلام العادل والمنشود وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية.
واكد على تمسكه بـ’خيار السلام العادل، الذي يؤمن الحرية والسيادة والاستقلال الناجز لشعبنا ويخرج منطقتنا من دوامة العنف والنزاع نحو آفاق السلام الذي تريده شعوبنا، لتنعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء’.
وأدانت الدورة العشرون للجنة القدس ‘سياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف’، منددة في نفس الوقت بجميع ممارسات إسرائيل العدوانية وغير القانونية’، فيما اكدت دعمها لتنشيط عملية السلام التي يقودها وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وجاء في البيان الختامي ان اللجنة تؤكد ‘دعمها للموقف الفلسطيني في المفاوضات المستأنفة، وترحب بالدور الجاد للولايات المتحدة الأمريكية، راعية هذه المفاوضات التي يجب أن تحسم في جميع قضايا الحل النهائي، وعلى رأسها القدس الشريف، عاصمة لدولة فلسطين المستقلة، وفق جدول زمني محدد واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، كما تؤكد أهمية قيام دولة فلسطين بالتشاور مع رئاسة اللجنة ودعوتها إلى المساهمة فيما يتعلق بمستقبل القدس الشريف.’
وأفاد البيان الختامي للجنة الذي تضمن اضافة للديباجة 34 فقرة أن ‘سلطات الاحتلال تسعى إلى تغيير مركز القدس الشريف القانوني، وطابعها الحضاري وتركيبتها الديمغرافية، بالتضييق على سكانها الفلسطينيين من خلال العديد من الأساليب’ مشيرا الى ‘سحب هوياتهم، وهدم منازلهم، وإرغامهم على هجر مواطنهم إلى جانب مواصلة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وبناء الجدار العازل لتطويق القدس الشريف، وعزله عن محيطه الفلسطيني الطبيعي’.
وشددت اللجنة على رفض قرارات سلطات الاحتلال منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، والسماح للمتطرفين اليهود للدخول لساحاته، وتدنيسه، واستمرار الحفريات به وحوله، وإدخال أية تغييرات على الوضع القائم في المسجد الأقصى قبل الاحتلال’.
ودعت إلى ‘تنامي الوعي بالمسؤولية الجماعية الدولية تجاه القدس، باعتبار أن أية دولة أو مؤسسة أو منظمة أو جماعة أو فرد يسعى إلى الحفاظ على هوية القدس الشريف ورمزيتها، هو مساهم فعلي في بناء السلام، وتوفير شروط تحقيقه وتيسير أجندة الباحثين عنه’.
وحثت المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته كاملة في إنقاذ القدس، ورعاية الموروث الإنساني والحضاري والعالمي المتمثل فيها، وحماية الوضع التعليمي والسكاني والثقافي بها، والضغط على إسرائيل لوقف جميع الممارسات الاستعمارية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة’.
واعتبر البيان الختامي للجنة القدس ان المفاوضات المستأنفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ تموز/ يوليو 2013 ‘محطة حاسمة في الوصول إلى السلام، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عمليات السلام المتعددة’.
ودعت إلى إعلان القدس عاصمة للثقافة الإسلامية وطالبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي ‘بوضع إستراتيجية إعلامية تعمل على فضح المخططات والانتهاكات الإسرائيلية للقدس الشريف والمعلومات المغلوطة التي يتم ترويجها حول موقع القدس وتاريخها في بعض دوائر الإعلام، وتسهم في توعية الرأي العام الدولي بضرورة المحافظة على القدس كتراث عالمي للإنسانية وكرمز للسلام والتعايش ‘.
ولوحظ ان اللجنة ولاول مرة منذ تأسيسها دعت الدول الأعضاء في المنظمة إلى تنظيم زيارات على مختلف المستويات إلى القدس الشريف، وطلبت منها تشجيع رجال الأعمال العرب والمسلمين على المساهمة الفعلية في دعم مدينة القدس وهو ما ترفضه العديد من الدول والاحزاب والمنظمات العربية والاسلامية باعتباره شكلا من اشكال التطبيع مع اسرائيل.
وتضم اللجنة، التي تعقد تحت رئاسة العاهل المغربي وبحضور الرئيس الفلسطيني وعلى مستوى وزراء الخارجية، 16 دولة اسلامية (عربية وافريقية واسيوية) وكانت اخر دوراتها عقدت في مراكش ابان محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره برام الله 2002.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة خلال الاجتماع ان الممارسات والسلوكات الإسرائيلية هي إجراءات مدانة ومرفوضة تنتهك القانون الدولي والإنساني الدولي وقرارات الشرعية الدولية برمتها، وان اجتماع اللجنة ‘يأتي والقدس الشريف ومقدساتها تتعرض لتهديدات واعتداءات ممنهجة ومتصاعدة وغير مسبوقة، حيث تعمل السلطات الإسرائيلية على تغيير وضع القدس الشرقية كمدينة تقع تحت الاحتلال العسكري الاسرائيلي إسوة ببقية الأراضي الفلسطينية المحتلة’.
واشار وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الى أهمية مدينة القدس بالنسبة للمسيحيين والمسلمين على حد سواء وقال ان القدس، التي هي من أهم محاور الصراع العربي الإسرائيلي الذي امتد لعقود من الزمن، تتعرض اليوم لهجمة شرسة وإجراءات تعسفية تستهدف تهجير الفلسطينيين وطمس معالم وهوية هذه المدينة وتكثيف عمليات الحفر تحت أساسات المسجد الأقصى لإقرار واقع جديد في القدس.
وشدد مستشار الأمن القومي وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية الباكستاني على أن الوضع في القدس يمثل تحديا فعليا لضمير المجتمع الدولي، في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية. وحث المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فيما عبرت نائبة وزير خارجية النيجر مريما موسى عن دعم بلادها الكامل للقرارات، مؤكدة أن النيجر دعمت وكانت على الدوام متضامنة مع القضية الفلسطينية وتدعم العمل الذي تقوم به لجنة القدس وحقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واعتبر رئيس الوفد الموريتاني أن الظرفية الحالية التي تنعقد فيها اللجنة تستوجب إطلاق حوار ديناميكي لوضع استراتيجية عربية جديدة ترمي إلى حماية القدس الشريف. وأضاف أن التهديدات التي تواجهها مدينة القدس الشريف تستلزم مضاعفة الجهود للحفاظ على الطابع الثقافي والديني للمدينة المقدسة.
واكد ممثل اندونيسيا أن بلاده تدعم المبادرات التي اتخذتها لجنة القدس، ومنخرطة بشكل كامل في خطة العمل داعيا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى تعزيز تعاونها بغية تفعيل خطة العمل الرامية إلى وضع حد للسياسات الإسرائيلية غير الشرعية في فلسطين.
وعقدت لجنة وصاية بيت مال القدس الشريف والتي تضم المغرب وفلسطين والسعودية وايران والسنغال اجتماعها الرابع على مستوى وزراء الخارجية وقال صلاح الدين مزوار رئيس الدبلوماسية المغربية أن مخطط عمل وكالة بيت مال القدس للفترة ما بين 2014 و2018 طموح من شأنه تلبية الحاجيات الملحة للمقدسيين في مختلف المجالات. وقال ان الهدف العام يتمثل في ‘تكريس دور الوكالة الفعال والميداني في الاستجابة لانتظارات المقدسيين وتجذيرهم بالمدينة المقدسة، وكذا في إعطاء إشارة قوية لكل المحاولات اليائسة لتهويد القدس’.
من جهته شدد العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع المالية للجنة على ضرورة الرفع من وتيرة الدعم لفائدة هذه الوكالة لتتمكن من إنجاز الأوراش والمشاريع الكثيرة التي ينتظرها أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يعاني الاحتلال وضعف الإمكانيات وقررت اللجنة رفع ميزانية الوكالة الى 30 مليون دولار.
وقال المدغري إن وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها الذراع المادية للجنة القدس، في أمس الحاجة إلى الدعم المالي وليس إلى الوعود وقال ان وكالة بيت مال القدس الشريف ‘تفتح الأبواب لمساعدة كل من يريد إنجاز مشروع وتسميته بالتسمية التي يريدها، بل وأن يراقب يوميا صرف الأموال التي تبرع بها’.
وأوضح أن الوكالة تقوم بكفالة 500 يتيم مقدسي بما يضمن لهم الغذاء والكسوة والخدمة الصحية. وبنت عدة مدارس. ورممت وأصلحت 10 مدارس أخرى متآكلة. وتم إنشاء ملعبين رياضيين لكرة القدم معشوشبين، كما تم تجهيز عدة أندية رياضية داخل المدينة المقدسة. وأفاد أنه سيتم خلال هذه السنة الانتهاء من أشغال بناء وتجهيز كلية الحسن الثانية للزراعة وعلوم البيئة في غزة كما تشتغل على الجانب الثقافي أيضا، حيث تعمل على طبع مجلة شهرية (صدى لجنة القدس)، وطبع عدة كتب وتوزيعها بالمجان على أوسع نطاق، والتي كان آخرها ‘ديوان القدس’ الذي شارك فيه شعراء من عدد من الدول الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الامارات:

    * بارك الله ف كل من ساعد أهلنا ف ( القدس الشريف ) :
    ع البقاء والصمود .
    * هم بحاجة للمساعدات ( المادية ) …أولا …ثم المساعدات ( المعنوية ) ثانيا .
    شكرا .

إشترك في قائمتنا البريدية