إسرائيل تنفذ عملية اغتيال فاشلة لمسؤول وحدة الصواريخ… والجهاد تنذر بـ’نسف التهدئة’… وحماس تحذر: أي تصعيد سيكون محفوفا بالمخاطر

حجم الخط
2

غزة ـ ‘القدس العربي’: تواصلت عملية التوتر الشديدة في قطاع غزة عقب مهاجمة الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة أهداف للمقاومة في قطاع غزة، وتنفيذ محاولة اغتيال فاشلة لمسؤول عسكري في حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما دعا الحركة إلى تحذير جيش الإحتلال من ‘نسف التهدئة’، في وقت كشف فيه عن قيام إسرائيل بتوجيه ‘رسالة تهديد شديدة’ لحركة حماس التي تدير القطاع عبر الوسيط المصري، بهدف وقف الهجمات الصاروخية.
وفي غارة استهدفت دراجة نارية خلال سيرها في أحد الشوارع الرئيسية شمال مدينة غزة، أصيب ناشط بارز في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد، كان يستقل الدراجة، إضافة إلى طفل كان يسير على مقربة منها.
وقال الطبيب أشرف القدوة إن الشاب الذي كان يقود الدراجة النارية أصيب بجراح خطرة، ونقل للعلاج في مشفى الشفاء، وأن الطفل يبلغ من العمر ’12 عاما’، تعرض لإصابة في منطقة القدم، ووصف جراحه بالمتوسطة.
ووقع الهجوم الإسرائيلي باستخدام طائرة استطلاع ‘بدون طيار’ أطلقت صاروخا على الدراجة النارية، فحولتها إلى ركام، لحظة سيرها في شارع يكتظ بالعربات والسكان.
وقالت إسرائيل إن إحدى طائراتها استهدفت دراجة نارية كان يستقلها أحمد سعد مسؤول الوحدة الصاروخية لحركة الجهاد الإسلامي.
واتهمت مصادر عسكرية في تل أبيب سعد بأنه كان المسؤول المباشر عن إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه مدينة أشكلون يوم الخميس الماضي، فضلا عن ضلوعه في عمليات مماثلة خلال العامين الأخيرين، مشيرة إلى انه خطط أيضا لتنفيذ اعتداءات أخرى ضد إسرائيل.
وجاءت عملية الإغتيال هذه بعد أن شنت مقاتلات حربية فجر الأحد غارات على بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وعلى موقع عسكري في مخيم النصيرات وسط القطاع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
واستهدفت الغارات مواقع يستخدمها نشطاء لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، ما ألحق أضرارا مادية في الأماكن المستهدفة.
وسبق الغارات أن قامت مدفعية جيش الإحتلال بإطلاق عدة قذائف مدفعية، تجاه أراض زراعية شرق حي الشجاعية.
وهدد بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي حركة حماس الحاكمة، وقال في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي أن بلاده سوف تقوم بـ’الرد بشدة’ على الهجمات الصاروخية ‘.
إلى ذلك فقد أكدت سرايا القدس عقب الغارة التي استهدفت المسؤول العسكري أن استمرار جيش الإحتلال في خروقاته ‘من شأنه أن يؤدي إلى نسف اتفاق التهدئة’.
وشددت على أن هذه الخروقات تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ‘سيتم الرد عليها في الوقت والزمان المناسبين’.
وحذرت سرايا القدس إسرائيل من مغبة ‘نفاذ صبرها’ إزاء هذه الخروقات، مؤكدة أن الإحتلال ‘سيدفع ثمناً باهظاً إذا فكر في الإقدام على أي عدوان كبير ضد قطاع غزة’.
وحذرت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة إسرائيل من مغبة تنفيذ عدوان جديد على القطاع، وقال طاهر النونو مستشار رئيس الحكومة المقالة أن أي تصعيد ‘سيكون محفوفا بالمخاطر’، مؤكدا أنه ‘لا يمكن تحقيق أي نصر على الشعب’، وحذر النونو إسرائيل مجددا من ‘الدخول في تجارب خاسرة’.
وجاءت الغارات عقب زعم إسرائيل بسقوط قذيفة أطلقت من قطاع غزة على النقب الغربي.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي إنه تم إصابة الهدفين من قبل الطائرات الحربية بدقة، محملا حركة حماس التي تحكم قطاع غزة المسؤولية عما يجري في قطاع غزة.
هذا وقال الناطق الإسرائيلي إن القذيفة التي أطلقها نشطاء من غزة سقطت في منطقة المجلس الإقليمي ‘ شاعر هنيغِف’ القريب من الحدود الشرقية للقطاع دون وقوع إصابات أو أضرار.
ووفق ما ذكر فإن القذيفة هذه سقطت على بعد من المناطق السكنية المأهولة بالسكان، وأن الجيش انتشر في المنطقة للبحث عن بقاياها.
ومنذ مطلع العام الحالي زادت حدة التوتر على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، وشهدت المناطق الحدودية هجمات متبادلة، نفذت إسرائيل خلالها العديد من الغارات فأوقعت شهداء وجرحى، وردت المقاومة باستهداف النقب الغربي.
وأنذرت الهجمات بوقوع مواجهات مسلحة على غرار الحربين السابقتين ‘الرصاص المصبوب’ نهاية 2008، و’عامود السحب’ في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012.
وفي هذا السياق قالت صحيفة ‘هآرتس’ إن إسرائيل نقلت إلى حماس عبر السلطات المصرية، التي توسطت في التهدئة الأخيرة التي أبرمت عقب انتهاء حرب ‘عامود الحسب’، نهاية الأسبوع تحذيرات صارمة في أعقاب تكاثر حوادث إطلاق القذائف الصاروخية.
وقالت إن الرسالة كان لها تأثير ايجابي في تهدئة الأوضاع حيث بدأ بأن حماس غير معنية بتدهور الأوضاع حاليا، وأضافت أن إطلاق الصواريخ الأخيرة ‘لم يكن مقبولاً من قيادة حماس وهنالك شك في أن أوامر إطلاقها صدرت عن قيادة الجهاد الإسلامي حيث يتضح أن غالبية الصواريخ تطلقها مجموعات محلية لنشطاء غير منضبطين ولا يخضعون لأوامر القيادة المركزية في تنظيماتهم’.
وقالت الصحيفة إنه قد حصل انطباع لدى المخابرات الإسرائيلية بأن التنظيمين الأكبر في القطاع (حماس والجهاد الإسلامي) غير معنيين حالياً بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل، أما مصر فتقوم بدور الوسيط بين الأطراف ولكنها ترفق للتحذيرات الإسرائيلية تهديداتها الذاتية وذلك لمنع تدهور الأمور.
ومع ذلك نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه بدون تدخل سريع لحماس ضد مطلقي الصواريخ فلا تستبعد أن يحدث ‘تدهور خطير’ في الأوضاع ، في الوقت الذي يواصل الجيش الإسرائيلي نشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية في جنوبي إسرائيل، للإستعداد لأي حدث قد يفجر الأوضاع.
ويوم أمس وضمن استعداداها لأي طارئ كشف في تل أبيب بأن سلطة تطوير الوسائل القتالية رفائيل ستعرض قريبا عن منظومة جديدة قامت بتطويرها لاعتراض القذائف الصاروخية التي تطلق لمسافات قصيرة جدا، وسيتم عرض منظومة ‘الشعاع الحديدي’ في الصالون الجوي الذي سيقام في سنغافورة بعد حوالي ثلاثة أسابيع.
ووفق الإذاعة الإسرائيلية فإن هذه المنظومة تعتمد على استخدام أشعة الليزر لاعتراض القذائف التي لا تتمكن منظومة ‘القبة الحديدية’ من اعتراضها بسبب إطلاقها من مسافات قصيرة.
استخدمت إسرائيل منظومة ‘القبة الحديدة’ في التصدي للصواريخ والقذائف التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يحي:

    الي متي ستستمر العنتريات الفارغة من حماس و قريناتها من تهدئة الي اطلاق صواريخ عبثية ثم قصف إسرائيلي عنيف يدفع ثمنه المواطن المحاصر و الأعزل من لقمة عيشه و كرامته ثم تدخل مصري يؤدي الي وقف اطلاق نار بشروط إسرائيلية مهينة مقابل خسائر لا تذكر وسط الاسراءيليين ! الم يحن الوقت للبناء و التعمير و العيش بكرامة ام نواصل استعراض العضلات بمسيرات شعبية و استعراضات عسكرية لميليشيات مسلحة بأسلحة سخيفة أمام القوة العسكرية الإسرائيلية الجبارة ؟!!!

    1. يقول ابو فارس**:

      اصبح الرجال ومن يحاولون استرداد شرف الامة هكذا!!

      ان الله معهم ونعم النصير

إشترك في قائمتنا البريدية