هولندا تضغط على المغرب للتخلي عن قوانين تجرم الإتصال بالكيان الإسرائيلي

حجم الخط
4

الرباط ـ ‘القدس العربي’: دعا فرانس تيمرمانز، وزير الخارجية الهولندي، العاهل المغربي محمد السادس إلى التخلي عن مشاريع القوانين المقدمة إلى البرلمان المغربي بتجريم الاتصالات مع الكيان الإسرائيلي، والتي تقدمت بها في وقت سابق مجموعة من الأحزاب السياسية المغربية.
وأوردت وكالة أنباء ‘نوفوم’ الهولندية أن تيمرمانز أدلى في بيان له الخميس الماضي بمجلس النواب الهولندي أن ‘العنوان الرئيسي للغاية من مشاريع القوانين هاته ينذر بالخطر’، مضيفا أن ‘على الملك والحكومة أن يعملوا على منعهم من إقرار القانون’، مبديا قلقه من مقترحات أحزاب سياسية برعاية مشتركة الصيف الماضي تجعل من التجارة مع الجهات الإسرائيلية غير قانونية، وصولا إلى منع الإسرائيليين من دخول المغرب.
وأشار الوزير الهولندي إلى أن ‘العائلة المالكة في المغرب رفضت بشكل روتيني عروضا لخفض العلاقات مع إسرائيل، والتي أنشئت في عام 1994’ بحسب تيمرمانز. والذي رد على سؤال لنائب هولندي حول الموضوع قائلا: ‘أنا أعتمد على حكمة المغرب، ولكن سوف نظل متيقظين بشأن هذه المسألة’.
ويذكر أن أربعة فرق نيابية بالبرلمان المغربي لأحزاب العدالة والتنمية الحاكم والتقدم والاشتراكية (شريك بالائتلاف الحكومي) والاتحاد الاشتراكي والاستقلال (معارضة)، تبنت مقترح قانون يقضي بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقامت الفرق ذاتها بتسجيل المقترح لدى مكتب مجلس النواب في 30 من تموز/يوليو 2013، ليكون الأول لقانون مغاربي يناهض التطبيع، وبمبادرة من المجتمع المدني يشق طريقه إلى التشريع المغربي، بينما سحب حزب الأصالة والمعاصرة (معارض) مقترحه، معللا ذلك على لسان ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، بأنه ‘كان يعتقد أنه صالح للمرحلة الحالية، ولكن بين الوقت الذي وضع فيه المقترح والوقت الذي تمت فيه برمجة المقترح، وقعت تغيرات كثيرة ليست مواتية لتقديم هذا المقترح، أخذ بعين الاعتبار كل ما يحصل في المنطقة الآن، بالإضافة أن هذا المقترح لم يخضع لنقاش داخل فريقنا النيابي، وذلك راجع ربما لضغط الوقت وبالتالي فهذا وحده سبب كاف لسحبه، وبالتالي أعتقد أن مقترح قانون التطبيع مع إسرائيل في هذا الشكل وفي هذه المرحلة لن يكون في صالح القضية الفلسطينية، ومن الأحسن أن نفكر في مبادرات تكون منتجة’.
ويحظى ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني باهتمام كبير من طرف الرأي العام المغربي الذي يرصد ازدواجية في الخطاب الرسمي فيما يتصل بهذا الموضوع. ففي الوقت الذي تروج فيه السلطات لخطاب عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودعم الحق الفلسطيني، تكشف الهيئات الحقوقية بين الحين والآخر عن وجود روابط اقتصادية وأخرى ثقافية وفنية بين المملكة والكيان. ومن بين أبرز الأمثلة التي يتم تداولها تلك المرتبطة باستيراد المغرب لبذور زراعية وتمور إسرائيلية، ووجود سلع تغزو الأسواق المغربية. كما يتم الحديث عن سفر خبراء مغاربة في التخطيط الاستراتيجي العسكري لتدريب ضباط إسرائيليين، وأن التكنولوجيا البيومترية المستخدمة في البطاقات الوطنية وجوازات السفر ورخص السياقة هي تكنولوجيا إسرائيلية. كما أن المواطنين يسجلون باستياء ما تعمد إليه السلطات من منع بعض الأنشطة المناهضة للتطبيع.
وتشدد الهيئات المدنية والحقوقية المناهضة للتطبيع بالمغرب على وجوب التعاطي الجاد للمؤسسة البرلمانية مع المقترحات حتى تأخذ مسارها التشريعي المطلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي الحيفاوي:

    هذه وقاحة من هولندا فعلاً وإهانة لسمو الملك محمد السادس وللحكومة والشعب المغربي وتدخل سافر بشؤون المغرب الداخلية وهذا مدان ومرفوض بشكل كامل. الأولى بهولندا أن تطالب إسرائيل بوقف عنصريتها وإحتلالها وعدوانها وتطهيرها العنصري، والسماح للاجئين الفلسطينيين للعودة إلى وطنهم وأملاكهم والتعويض لهم، لا أن تضغط على أصحاب الحق وتطالبهم إبداء الصداقة تجاه النازيين الجدد هذا المجرم الجزار الذي يعتدي عليهم وعلى مقدساتهم ويخرق جميع القوانين ومئآت القرارات الدولية.
    على هولندا التي تسمح للنازيين الجدد ضد العرب والمسلمين أن ينشطوا وينظموا ويصلوا إلى البرلمان أن تخجل من نفسها، وتغير من سياستها العنصرية هذه تجاه العرب والمسلمين وحقوقهم. إنهم للأسف لم يتعلموا من التاريخ القريب شيئاً وكأن شعار “أبداً لن يحصل مرةً أخرى” الذي رفع بعد الإنتصار على النازية، لا ينطبق سوى على اليهود. ولكن صعود النازية الجديدة في إسرائيل وفي أوروبا وأمريكا سوف يرتد عليهم، كما إرتد سابقاً ولكن بشكل أكبر وأقسى هذه المرة بعشرات المرات. إننا نعتز بمواقفنا ضد إسرائيل والعار كل العار عليكم وعلى نفاقكم وعنصريتكم.

  2. يقول nour eddine:

    الصورة خاطئة Uri Rosenthal الوزير السابق

  3. يقول حنظلة- عمان- الاردن:

    من حق هولندا ان تطلب ما تريد، اولا لنؤكد ان هولندا اكثر دولة في العالم مندمجة مع الصهاينة، وهذه الحقيقة قد لا يعرفها الكثيرين، هولندا ارسلت طواقم ادارية ومدنية ابان حرب اكتوبر 73 ليحلوا محل القوت الصهيونية على جبهات القتال ،صحيح ان بعض الافراد يتطوعوا لخدمة الصهاينة، لكن في هولندا الموضوع رسمي وجماعي ومؤسسي.
    المشكلة ليست في هولندا، المشكلة في المغرب، هل قال لهم المغرب لو سمحتوا هذا ليس شغلكم؟؟ او اسفين ولا نقبل احدا يتدخل في سياستنا؟؟ هم الهولنديين يعرفون ان كلماتهم ومطالبهم تنزل بردا وسلاما على المغرب، ويعرفوا ان هناك استجابة وترحيب بطلبهم، ولو شكوا باي نسبة منخفضة ان الرد سيكون عنيفا لما بادروا بالطلب، الخل منا وفينا والسلام.

  4. يقول مهتم بالوضع من بلجيكا:

    حنظلة من الاردن ، انا لا افهم كيف تحكم على وقائع ليس لك بها علم فكيف تقول بردا و سلامة واستجابة و و …لا تنسى ان المغرب تتربطه اتفاقيات و مخالطات مع الدول الاوربية و المغرب ليس له علاقات ديبلوماسية مع الكيان الصهيوني الوزير الهولندي تكلم في برلمان هولندي و هذا رايه لكن المغرب عنده برلمان و حكومة منتخبة من الشعب و يتخذ سياسات تخدم مصالحه خا صة مع تحديات يواجهها المغرب اولا حول علاقاته مع اوربا و من جهة مع العالم العربي و ما يخدم فعلا القضية الفلسكبنية و ثاثا قضبة الصحراء المغربية التي تتربص بها للاسف الشديد الجارة الجزائر و تنتظر اي زلة للمغرب .

إشترك في قائمتنا البريدية