الدوحة ـ ‘القدس العربي’ ـ من سليمان حاج إبراهيم: تستعد شبكة الجزيرة الفضائية لإطلاق مشروع ضخم بعرض أول سلسلة وثائقية شاملة لجمهورها بلغة الإشارة على مدى أربعة أسابيع ابتداء من 30 يناير/كانون الثاني 2014. وهذا في خطوة منها لتقديم عمل متكامل لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة المتعطشة لمزيد من الدعم والاهتمام والتكفل باحتياجاتها.
السلسلة الوثائقية الجديدة التي ستعرض على شاشة الجزيرة هي ترجمة بلغة الإشارة لفيلم ‘النكبة’ من إنتاج شبكة الجزيرة للمخرجة الفلسطينية روان الضامن والذي سبق له أن ترجم أيضا إلى سبع لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية والإيطالية والإسبانية والصينية، ومتوفرة جميعا على اليوتيوب. وسبق للسلسة الوثائقية أن فازت بجائزة الجمهور في مهرجان ‘آمال’ الدولي التاسع للسينما العربية الأوروبية وجائزة أفضل فيلم وثائقي يعنى بالقضية الفلسطينية في مهرجان ‘الجزيرة الدولي الخامس للأفلام الوثائقية’.
وتعليقاً على ترجمة السلسلة إلى لغة الإشارة، تؤكد مخرجة الفيلم روان الضامن في تصريح للقدس العربي إلى أن: ‘وصول الفيلم إلى قلوب وعقول ذوي الاحتياجات الخاصة بلغة الإشارة شرف كبير لأي منتج، ودلالة على أن أفلام شبكة الجزيرة باللغة العربية تستطيع الوصول إلى العالمية متى ترجمت للغات المختلفة. كما أن المشروع يعد تأكيدا مباشرا على ريادة المؤسسة التي تمكنت من الوصول للمتخاطبين بلغة الإشارة، المتعطشين لأفلام وثائقية معلوماتية تقدم لهم التاريخ الموثق، وهو يعد نافذة جديدة لشريحة من الجمهور نحن مقصرون معه’.
وتشير الضامن وهي مخرجة ومنتجة مسؤولة عن فريق برنامج ‘تحت المجهر’ الأسبوعي منذ 2008، أن الذين ساهموا في إنجاز ترجمة سلسلة النكبة مذيعي لغة الإشارة في شبكة الجزيرة ناجي زكارنة وسمير سمرين، بإشراف أحمد العمادي المنتج في فريق برنامج تحت المجهر’.
وكان’فيلم ‘النكبة’ قد عرض على حلقات باللغة العربية على شاشة الجزيرة الإخبارية عام 2008 في الذكرى الستين لنكبة فلسطين، وعلى شاشة الجزيرة الدولية باللغة الإنجليزية عام 2013 في الذكرى الخامسة والستين للنكبة، وعرض في العديد من المهرجانات الدولية في الغرب والشرق. ‘
ويستعرض الفيلم تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني منذ 1799 وحتى اليوم، متضمنا وثائق وصور تعرض لأول مرة على شاشة تلفزيونية بعد أن تم الكشف عنها في الأرشيف البريطاني والأمريكي، كما تضمن مقابلات مع نخبة من المؤرخين الفلسطينيين والإسرائيليين والبريطانيين. ويتوصل الفيلم إلى حقائق مدوية حول نكبة فلسطين التي لم تبدأ بحسب المؤشرات المستعرضة عام 1948 وإنما تمتد جذورها إلى أكثر من مئتي عام، وأنها لم تنته عام 1948 لأن مخطط النكبة المستمرة ما زال يطبق حتى اليوم. وتوجه السلسة أصابع الاتهام ببيانات موثقة إلى إسرائيل التي قامت بتطهير عرقي بناء على خطة تمت دراستها وإقرارها في هرم الحركة الصهيونية لضمان تهجير أكثر من 850 ألف فلسطيني من منازلهم في أربعينات القرن الماضي لكنها ما زالت مستمرة في محور آثارهم وتاريخهم، ومستمرة في تطهير عرقي بطيء لكل فلسطيني في أرض فلسطين التاريخية سواء في الداخل الفلسطيني أو في الضفة والقطاع.