من ثدي الرمل

حجم الخط
0

سأعصرُ زهرَ حليبٍ للفقراءْ
وأطحنُ كلّ حبوب الجوعِ
وأعجنُ منها وطناً لملايينِ الغـُرباءْ
ويتامى الاستجداءْ
للمُلتحفينَ بُرودَ الثلجِ
على أكتافِ حدود البلدان العربية
يستقرونَ مواقدَ جمرٍ
أو خبزٍ
أو نصف غطاءْ
أطفالٌ شبِعوا منْ مائدةِ الخـُطباءْ
وهذي الشعراءْ
وأتخمَهُم جودُ (الشرفاءْ)
لكنّ الموتَ الباردَ لا يردعهُ أيّ ُ عطاءْ
أطفالٌ ينتظرونَ على لائحةِ الموتى الاحياءْ
ويبدو انّ ضمائرنا وحضارتنا
تلتذ ّ ُ بموتٍ ثلجيّ
لكنْ لن تقبلَ ان يُقتلَ حيوانٌ بالكيمياءْ
هذا صوتٌ يلدغُ ذاكرة الخوف
ويُحضّرُها للاسترخاءْ
فيموتُ الطفلُ شجاعاً
ويعيشُ الجبناءْ !
**********
عند تخومِ الموتِ الباردِ
أسلابٌ وبقايا صوتٍ مكبوتْ
يتقافز ُ من بين رذاذِ الكلماتِ
صراخٌ يعلو
ثمّ يطاطي الراسَ طويلاً
ويمضي بِسكوتْ
ونساءٌ يركُضنَ وراء جنازة طفلٍ
لمْ يجد الدفئ ويغفو الا في بطن التابوتْ
في يده يمسكُ (كسرة) خبز
وفضالة (بسكوتْ)
وعلى أكتاف البلدان العربية
ليس جديدا ان يحيا طفلٌ ويموتْ

19-12-2013
شاعر عراقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية