المحكمة الدولية تعرض بدقة كيفية مراقبة الحريري وإستدعاء الشاحنة المفخخة من الضاحية

حجم الخط
1

بيروت ـ ‘القدس العربي’ كما اليوم الأول حفل اليوم الثاني من أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باهتمام خاص في بيروت، وافتتح رئيس غرفة الدرجة الأولى في المحكمة القاضي دايفيد راي الجلسة بحضور الرئيس سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، النائبين سامي الجميل ومروان حمادة، والنائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري، ونادر الحريري.
وحضر عن عائلات الشهداء كل من: توفيق أنطوان غانم، زاهر وليد عيدو، والد الرائد وسام عيد، نبيل حاوي شقيق جورج حاوي، زوجة اللواء وسام الحسن، زوجة سمير قصير جيزيل خوري ومي شدياق.
وتحدث المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي غرايم كاميرون مستكملاً موضوع شبكة الإتصالات والهواتف المستخدمة للتحضير لعملية اغتيال الرئيس الحريري وكيفية شراء سيارة الفان الميتسوبيشي والتنسيق بين المتهمين من حزب الله مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا.
ولفت الى أن حركة مراقبة الحريري ازدادت بشكل كبير في كانون الثاني/يناير 2005، وأنه تم شراء هواتف الشبكة الحمراء من طرابلس. لأن معظم سكان المدينة من السنة وكان هناك رغبة لترك خيط خاطئ في حال تم اكتشاف المؤامرة’.
وتحدث عن فترة ما بين مساء 13 شباط/فبراير وصباح 14 شباط، وقسّم مراحل تحركات الحريري إلى 5: في البرلمان، عندما خرج من مجلس النواب وقصد مقهى ساحة النجمة، دخوله مقهى ساحة النجمة، خروجه من المقهى، عودته إلى المقهى، خروجه من المقهى وانطلاق موكبه.
وتحدث عن الإتصالات التي تكثفت قبل الإعتداء وتحركات المتهمين، معتبراً أن ‘تحركاتهم جرت في فترة قصيرة من الوقت وتبين التنسيق بينهم تحضيراً للإعتداء. وعند الظهيرة كان الشركاء الستة يتنقلون بين مجلس النواب وجواره، بين المجلس وموقع الجريمة وفي موقع الجريمة.في الدقيقة التي خرج فيها الحريري من مجلس النواب اتصل الشخص 6 بالشخص 9، بعد 35 ثانية اتصل الشخص 9 بالشخص 8 الذي كان في مجلس النواب وبعد 17 ثانية اتصل الـ 6 بال 9، وأجريت الإتصالات بينما كان الحريري خارج المقهى.الساعة 57 ,11 اتصل الشخص 5 بعياش وكان آخر اتصال له. وعندما اتصل بعياش كان على مقربة من نفق سليمان فرنجية. ثم تم تسجيل مرور الشاحنة التي عبرت النفق المذكور التي تحدث عنها القاضي مين الخميس.
وقال كاميرون ‘في الساعات التي تلت زيارته ساحة الإعتداء أجرى عياش سلسلة اتصالات’، وقال: ‘في 14 شباط يوم الإغتيال، 9 هواتف زرقاء كانت ناشطة وهذه الهواتف كانت متورطة في المراقبة وتنسيق الإعتداء’.
وأضاف ‘غادر الحريري قريطم ووصل إلى مجلس النواب في 14 شباط/فبراير وبقي نحو ساعة، ويعكس النشاط الهاتفي أن 3 من مستخدمي الهواتف الحمراء كانوا في محيط قريطم’.
وتابع ‘أجرى عياش اتصالاً من محيط مجلس النواب بالشخص 6، ثم اتصل مجدداً بالشخص 5 الذي كان قد انتقل شمال مدينة بيروت وكان عياش انتقل إلى شمال شرق مجلس النواب’.
مؤكداً ‘أن كل التحركات بين الشركاء في المؤامرة تشير الى توزيع المهام بتنظيم’.
وقال ‘في الدقيقة نفسها التي خرج فيها الحريري من مجلس النواب حصل اتصال بين الشخص 8 والشخص 6. وحصلت إتصالات بين الشركاء عندما كان الحريري خارج المقهى الذي ذهب اليه بعد مغادرته مجلس النواب’.
ثم توقفت الجلسة لعشر دقائق للإستراحة. واستأنف القاضي كاميرون شرحه عن الإتصالات بين المتهمين قبل جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: ‘عندما اتصل عياش بالشخص 5 كان يستدعي الشاحنة لتأتي من جنوب بيروت الى ساحة الجريمة. وعند خروج الحريري من مجلس النواب كانت الشاحنة في موقع يسمح لها بالتقدم أمام الموكب، لكن الحريري خرج من المجلس الى المقهى، واتصل الشخص 9 بالشخص 8 وبعدها اتصل 5 بالشخص 6 الذي كان متواجداً بالقرب من موقع الجريمة’.
وأوضح أن 5 لم يأت وحيداً في الشاحنة المفخخة بل أتى معه 7. اتصل 9 مرة ثانية بـ 8 وكان موقعهما يسمح برؤية الحريري والتبليغ عن دخوله الى المقهى.
وأضاف الإدعاء العام للمحكمة الدولية كاميرون ‘سلسلة الإتصالات التي كانت متسارعة توقفت لمدة 17 دقيقة بين الهواتف الحمراء’. وتابع ‘الدقيقة التي خرج فيها الحريري من المقهى اتصل 9 الذي كان في محيط مجلس النواب بالشخص 8 وبعدها 8 أجرى سلسلة من 3 إتصالات’.
وقال ‘انتهى الإتصال الأخير بين 6 و 9 قبل وقوع الإنفجار وبعدها تقدمت الشاحنة باتجاه الغرب وكانت تتحرك ببطء. واستمرت الإتصالات، وبعد 30 ثانية على الإتصال بين 9 و8، أجريت سلسلة اتصالات في غضون مهلة 58 ثانية بين الـ7 الذي انتقل إلى موقع الجريمة وبعياش والشخص 9. ونستنتج أن هذه الإتصالات إشارة إلى أن الحريري خرج من مجلس النواب ليقترب من موقع الإنفجار. وكانت المرة الأخيرة التي استخدم عياش هاتفه الأحمر’.
وتابع ‘وفيما كانت شاحنة الفان البيضاء تقترب من موقع الجريمة، جرت 3 اتصالات بين 6 و 7 و 8 و9 الذين كانوا بالقرب من مجلس النواب. وكان الإتصال الأخير بين 9 و6 قبل 85 ثانية من حدوث الإنفجار. وتوفقت الهواتف الحمراء. تقدمت الشاحنة البيضاء ببطء باتجاه الغرب على بعد أمتار من موقع الإنفجار. وعند الساعة 12,55 وقع الإنفجار.
وهنا، سأل رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي: هل هذه صورة ثابتة، أو من كاميرا مراقبة؟
فأجاب كاميرون: صورة ثابتة من شريط كاميرا المراقبة.
وعرض كاميرون صورة الموكب الذي وصل إلى موقع الإنفجار وحصوله.
وقال ‘وصفت 5 مجالات من الأدلة: توقيت استقالة الحريري، التحركات المادية، أنشطة الهواتف الأرجوانية لاستدراج أبو عدس، شراء الميتسوبيشي، الخطوات التي تلت الإغتيال.
وتابع كاميرون ‘عقب الإنفجار نعتقد أنه جرت 4 اتصالات مع رويترز ومع الجزيرة من هواتف عمومية عبر تلكارت تم شراؤها في 10 شباط/فبراير. وتظهر الأدلة في الإتصال برويترز أعلن المتصل تبني جماعة النصرة في بلاد الشام للتفجير.الإتصال الثاني الذي تم عند الساعة الثانية و19 دقيقة تبنت التفجير جماعة النصرة، وبعد الإتصال بثت الجزيرة تصريحاً قصيراً، أعلن ‘مسؤولية النصرة عن إعدام الحريري باسم المقهورين’.
وعن شريط الفيديو والرسالة أوضح كاميرون ‘أن البيان كان ينقصه بعض المعلومات التي كان المتآمرون يريدون إضافتها فأتبعوها بالرسالة التي تنص على أن الإغتيال نفذه أبو عدس، وهو بدا أنحف من قبل ومرهقا’.مشيراً إلى أن ‘الفيديو كان خياليا’.وقال: ‘قصة خيالية جبانة ابتدعت لمصلحة المتآمرين’.
وتابع ‘عند الساعة الخامسة من بعد الظهر جرى اتصال أخير بقناة الجزيرة وسأل المتصل بنبرة تهديد لماذا لم يبث الشريط وبعدها بثته القناة.
وأكد أن ‘رسالة الشريط كانت واضحة وتنص صراحة على أن العملية نفذها أحمد أبو عدس، ويلاحظ في الفيديو أن صوت أبو عدس كان منخفضاً وكان وجهه أضعف’.
وقال: ‘شاحنة الفان كانت مسطحة وسائقها الى اليمين وتطلب نقلها الى الموقع الكثير من الثقة والمهارة، وأبو عدس لا يعرف أن يقودها’، مشيرا الى أن ‘شقيقة أبو عدس قالت عنه إنه كان بسيطا وكريما وساذجا بعض الشيء’.
وأكد ‘أن اغتيال الحريري عملية مخططة بدقة واستندت الى الفان المحمل بالمتفجرات لتسليمه في الوقت والموقع المحددين لمرور الحريري في موقع الإتفجار.ولفت الى أن عياش بدأ تشغيل الشبكة الصفراء ثم استخدم الزرقاء والخضراء والحمراء .وفي المرحلة الخامسة لمراقبة الحريري ظهر 6 متآمرين حيث سلم الفريق الأخير الدفة، ما يظهر انضباطاً في العملية وفي مراقبة التحركات’، وقال ‘تمت مراقبة الحريري على مدى 50 يوماً بمستوى عال من الإلتزام’.
ثم تحدث القاضي كاميرون عن المتهمين وعن سيرتهم الذاتية، مشيراً الى أن سامي عيسى هو مصطفى بدر الدين والأدلة على ذلك دامغة، وهو من وجّه عياش ومرعي في العملية.ثم تحدث عن عدد الإتصالات بين المتهمين منذ عام 2004.
وفي جلسة بعد الظهر تحدث محامو المتضررين باغتيال الرئيس رفيق الحريري في المحكمة الدولية في لاهاي وأدلوا بملاحظاتهم فيما محامو الدفاع عقدوا مؤتمراً صحافياً وأدلوا بوجهة نظرهم.
ومن بيروت، اعتبر سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن ‘عمل المحكمة الدولية يجب أن يكون في البحث عن العدالة الحقيقية وليس اللعب بالعدالة والمتاجرة بها’.
وقال بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ‘يكفي هذه المنطقة عبثاً بأمنها، أن الإسرائيلي وخلفه الاطماع الغربية هي التي كانت وراء هذه التفجيرات المنتقلة والتي ذهب ضحيتها الشهيد الحريري وبعده وقبله الكثيرون، لذلك يجب أن تقرأ الأمور قراءة منطقية عميقة مستندة الى حقائق والى مصالح من يفجر ومن يستثمر هذه التفجيرات ويفيد منها، ومن يخطط لما بعدها’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نبيل العلي:

    هواتف زرقاء وحمراء وصفراء وبنفسجية وكوكتيل اتصالات وكلام فارغ وهراء لا يدخل عقل أي إنسان لديه أدنى قدر من المعرفة. من يقول أن الذي يراقب الحريري هو أحد كوادر حزب الله؟ وهل توجد تسجيلات صوتية أو رسائل نصية لهذه الكوادر؟ وهل كوادر حزب الله من الصف الثاني أو حتى الثالث يسمح لهم بحمل هواتف نقالة؟؟ ولماذا لم تقدم الحكومة اللبنانية بيانات الاتصالات إلى فريق الدفاع؟ وألف سؤال وسؤال ، ناهيك عن حقيقة أن الاعتماد على اتصالات ظرفية (آنية) لا يشكل قرينة أو مستنداً يتم الحكم على أساسه على شخص بأنه مجرم. كل ما في الأمر وضع شكوك في عقول الناس حول حزب الله الذي لم يتمكنوا من تشويه صورته حتى بعد أن صرفت الولايات المتحدة الأمريكية 550 مليون دولار على شركات الإعلام وصناع الدعايات لهذا الغرض. ليس كل الناس مأخوذين بهذه العروض القضائية الإعلامية الفارغة ، يوجد من يعرف الحقائق أو على الأقل يفكر بمن له مصلحة بقتل الحريري ومن استفاد من جراء قتل الحريري؟ أعتقد أن قتل الحريري لم يكن بحاجة لكل هذا المهرجان: فرصاصة واحدة تكفيه من قناص ، فلا الحريري أحسن من جون كيندي ولا حماية الحريري مثل سي آي إيه و اف بي آي …! هذه الطريقة في التفجير منذ أن رأيتها عرفت أنها كانت لقتل مرحلة وتغيير أنظمة وتشويه مقاومة وإحياء لحرب (صفين) وما تلاها من حروب طائفية ، وقد فهم البعض هذه الحقيقة وبقي البعض الآخر يجادل في الخواء حتى اليوم.

إشترك في قائمتنا البريدية