أجواء حرب على حدود غزة وإسرائيل يرافقها ضغط مصري على حماس

حجم الخط
5

الناصرة ـ غزة ـ ‘القدس العربي’: تنذر الأوضاع الميدانية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بانفجار قريب، من شأنه أن ينهي حالة التهدئة، خاصة بعد أن نقل الجيش الإسرائيلي ‘رسالة شديدة’ لحركة حماس التي تدير القطاع، تؤكد استعداده لتشديد الرد، حال استمرار إطلاق القذائف الصاروخية، فيما تحدثت تقارير عن بدء العد التنازلي لشن عملية عسكرية جديدة، وذلك في ظل رفض الوسيط المصري الضغط على حماس في ظل العلاقات المتردية بينهما.
وتشهد أجواء القطاع وجنوب إسرائيل توترا كبيرا، في أعقاب تبادل لهجمات صاروخية، تنذر بقرب اندلاع مواجهات دامية.
وعطلت مدينة عسقلان جنوب إسرائيل الجمعة الدراسة في المدارس ورياض الأطفال خشية من تساقط لصواريخ المقامة على المدينة القريبة نسبيا من الحدود الشمالية للقطاع.
وأعطى رئيس بلدية عسقلان أوامر بتعطيل الدراسة الجمعة، في المدارس غير المحصنة ضد الصواريخ بالمدينة، وذلك عقب تساقط عدد من الصواريخ التي أطلقت من القطاع على ساحل المدينة. وجاء القرار في ظل تصاعد وتيرة سقوط الصواريخ على المدينة والتجمعات المحيطة.
وأعلنت إسرائيل عن سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مناطق النقب الغربي، وذلك بعد يوم واحد على قيام مقاتلات نفاذة بشن سلسلة غارات متزامنة على عدة مناطق متفرقة في القطاع، أدت إلى إصابة أربعة أطفال وسيدة بجراح متفاوتة.
وقالت إسرائيل إنها استهدفت منصات صواريخ للمقاومة ومخازن أسلحة ومواقع لتدريب النشطاء.
وجاءت الهجمات المتبادلة في ظل تردي الأوضاع الميدانية على الحدود، وشن هجمات متبادلة بدأت منذ الأسبوع الماضي.
وفي غزة أصيب ثلاثة شبان الجمعة برصاص قوات الإحتلال خلال مسيرة نظمها ‘ائتلاف شباب الإنتفاضة’ على الحدود الشرقية لمدينة غزة، رفضا للمنطقة العازلة التي تقيمها قوات الإحتلال بعمق 300 متر داخل أراضي القطاع.
وأطلق الجيش الإسرائيلي النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المسيرة السلمية التي نظمها الائتلاف عند اقترابها من الحدود، وكان الشبان المشاركون يريدون أن يكسروا حاجز الـ 300 متر، وتمكين المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية.
وتمكن الشبان المشاركون من الوصول حتى سياج الحدود المحصن، ورفع الأعلام الفلسطينية.
ووجهّت الدولة العبريّة الجمعة تحذيرًا شديد اللهجة لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) من استمرار إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد، كما أفادت الإذاعة العبريّة الرسميّة ‘ريشيت بيت’.
وقال الناطق بلسان جيش الإحتلال الإسرائيلي، موتي ألموز، في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح الجمعة، إنّ حماس بصفتها الجهة المسيطرة على قطاع غزة، تتحمل المسؤولية عن أي نشاط أو هجمة تنطلق من القطاع على أهداف إسرائيليّّة، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، شدّدّ الناطق العسكريّ الإسرائيليّ على استعداد الجيش لتصعيد رده في حال استمرار إطلاق القذائف الصاورخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ومع ذلك، أعرب المتحدث الإسرائيلي عن اعتقاده بأنّ الهدوء النسبي في محيط قطاع غزة سيستمر في الفترة المقبلة.
وأوضح أن الغارات الجوية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي في قطاع غزة، الخميس، استهدفت عناصر حركة الجهاد الإسلامي، ومستودعات تابعة للحركة، لأنها تقف وراء الهجمات الصاورخية الأخيرة، جدير بالذكر أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ شنّ فجر الخميس، ثلاث غارات على قطاع غزة، أسفرت عن إصابة خمسة فلسطينيين بجراح طفيفة، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من إعلان إسرائيل إسقاط 5 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، في اليوم نفسه، على مدينة عسقلان، جنوبي إسرائيل، عبر المنظومة الدفاعية (القبة الحديدية)، دون البلاغ عن إصابات أو أضرار.
ويعتبر هذا العدد من الصواريخ الأكبر من نوعه خلال الشهور الماضية، ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق هذه الصواريخ، حتى امس الجمعة.
في السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة، عاموس هارئيل، الجمعة إنّ كميات الصواريخ التي تُطلق من القطاع باتجاه جنوب الدولة العبريّة تُعتبر كميّة كبيرة، ولا يُمكن التغاضي عن أنّ التصعيد على الجبهة الجنوبيّة في أوجه، لافتًا إلى أنّه من بداية الشهر الجاري كانون الثاني/يناير قامت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق 16 صاروخًا وقذيفةً من قطاع غزة، أيْ بمعدل صاروخ كلّ يوم. وأوضح هارئيل، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، أوضح أنّ المسؤولين عن عمليات إطلاق الصواريخ هم تنظيمات فلسطينيّة متطرّفة، وخصوصًا حركة الجهاد الإسلاميّ وحتى التنظيمات التي تتبنّى مبادئ وأفكار تنظيم القاعدة الإرهابيّ.
وأشار إلى أنّه منذ تنفيذ خطة الإرتباط أحادي الجانب عن قطاع غزة في آب/أغسطس من العام 2005 أُوجدت قاعدة بين الطرفين سمّاها المحلل (قاعدة الأصبع)، والتي تسمح مسبقًا من تقدير المواجهات بين إسرائيل وحماس بحسب عدد الصواريخ التي تُطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنات جنوب الدولة العبريّة، وزاد قائلاً إنّه في الفترة التي وصل فيها إطلاق الصواريخ إلى صاروخٍ في كلّ يومٍ، فإنّ العد العكسيّ للمواجهة العسكريّة القادمة بين الطرفين قد بدأ، ذلك أنّ إطلاق الصواريخ بهذه الكثافة يقض مضاجع سكان المستوطنات في ما يُسمى بغلاف غزة، ويرفع من سقف المطالبات من رؤساء مجالس هذه القرى التعاونيّة بضرورة الردّ بعملية عسكريّة، وبالتالي، أضاف المحلل، فإنّ انتهاج الدولة العبريّة سياسة الرد على كلّ إطلاق صاروخ، سيؤدّي بطبيعة الحال إلى مقتل مواطنين فلسطينيين عزّل، ومن هنا، يُمكن التوصّل إلى نتيجة بأنّ الحملة العسكريّة على قطاع غزة باتت وشيكة جدًا، على حدّ تعبيره.
ولفت المحلل إلى أنّ حركة حماس تُعاني الأمرين من ضغط الجيش المصريّ عليها بهدف منعها من القيام بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ السلطات المصريّة صعدّت في الأسبوع الأخير من لهجة التهديد الموجهة لحركة حماس قائلةً إنّها لن تتورّع عن معالجة الحركة، كما تُعالج حركة الإخوان المسلمين في مصر، ولكن على الرغم من ذلك، نقل المحلل عن مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها إنّه على الرغم من ذلك، فإنّ حماس لا تبذل جهودًا من أجل منع إطلاق الصواريخ من القطاع، وبالتالي، أضافت المصادر عينها، فإنّ الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة تُلاحظ بأنّ حماس معنية بالمواجهة العسكريّة مع إسرائيل، على حدّ قوله، ذلك أنّ هذا التصرّف من قبل حركة حماس في عدم وقف إطلاق الصواريخ سيؤدي إلى وقف التهدئة بين الطرفين والبدء بعملية عسكريّة إسرائيليّة، على حدّ قول المصادر عينها.
وكشف النقاب عن أنّ القياديتين المصريّة والإسرائيليّة مررتا رسائل حادّة اللهجة إلى حماس، بأنّهما لن تتحملان بعد الآن مواصلة إطلاق الصواريخ من القطاع، وخلص إلى القول أنّ إطلاق ستة صواريخ باتجاه مدينة عسقلان الجنوبيّة كان يُمكن أنْ يسبب في بدء العملية العسكريّة، لولا نجاح منظومة القبّة الحديديّة في إسقاط الصواريخ ومنع وقوع الضحايا، على حدّ قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يحي:

    ستدفع حماس الثمن ! أنها في مازق و ايس من صالحها ان تستطدم بالجانب الاسراءيلي لانه في هذه الحالة حماس بحاجة الي الجانب المصري لتوصيل المقاتلين و السلاح و العتاد و المواد الطبية عبر الانفاق التي يغلقها الجانب المصري ؟!! من الغباء ان تدفع حماس الأمور الي الانهيار بهذه السرعة و هي محاصرة من الجانبين الاسراءيلي و المصري و فقدت دعم حلفاءها التقليديين مثل ايران التي كانت ترسل لها سفن السلاح الي السودان ثم تحمل بقوافل الي العريش و رفح حتي غزة ! كذلك فقدت سوريا التي احتضنت حماس عندما كانت في أسواء ظروفها ؟!! و أجبرت علي الخروج من الاردن عام ١٩٩٩ و الذي وصف بعام الطلاق بين الاردن و حماس كذلك أخرجت حماس من الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت بسبب سياستها في سوريا . مقاتلين حماس لم و لن يكونوا بشجاعة مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية الذين صمدوا في بيروت ٨٨ يوماً و أوقعوا ٦٧٥ قتيلاً في الاسراءيليين !!

  2. يقول Hassan:

    الخوف من الموت الذي لا بد منه هو الذي جعل من حماس بوابة يلج منه الموت للغزاويين.

  3. يقول محمد ألمانيا:

    مصر تضغط علي حماس كي لا تطلق صواريخ علي اسرائيل ، نعم انها مصر العروبة،

  4. يقول محمد العربي:

    ولفت المحلل إلى أنّ حركة حماس تُعاني الأمرين من ضغط الجيش المصريّ عليها بهدف منعها من القيام بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ السلطات المصريّة صعدّت في الأسبوع الأخير من لهجة التهديد الموجهة لحركة حماس قائلةً إنّها لن تتورّع عن معالجة الحركة، كما تُعالج حركة الإخوان المسلمين في مصر،

    مصر النظام لم يكن يوما في صف المقاومه كما بقيه الانظمه العربيه

  5. يقول دريس-*-الجزائر:

    لحماس عقول تزن كل الانطمة ولها ركن متين تعتمد عليه

إشترك في قائمتنا البريدية