قضية الكوميدي ‘ديودونيه’ في فرنسا: انتصار الشعبوية وهزيمة العقلانية

حجم الخط
4

مرة أخرى يتصدر المسرحي الساخر ديودونيه Dieudonn’ عناوين الأخبار، ويغدو الموضوع الأول في الحوارات المتلفزة وأعمدة الصحف، متحولاً إلى قضية رأي عام في فرنسا. الممثل الذي تلاحق تهمة معاداة السامية أعمالَه وتصريحاته منذ تشخيصه لدور مستوطن إسرائيلي في أحد عروضه قبل أكثر من عشر سنوات، يواجه من جديد غضباً سياسياً وإعلامياً وثقافياً.
الصخب الذي خلفته قضية ديودونيه في جميع وسائل الإعلام الفرنسي في الأسابيع الأخيرة، ومشاهد المئات وأحياناً الآلاف من معجبيه يهتفون في وجه الشرطة التي منعتهم من دخول صالات العرض بعد حظر مسرحيته، تُظهر قدرة هذا الفنان المسرحي المستمرة على إثارة مواقف متناقضة بين الإعجاب والاستياء. استياء بلغ حد الهلع لدى الطبقة السياسية بأعلى مستوياتها، ما جعل وزير الداخلية مانويل فالس يبذل المستحيل لإيقاف عرض ‘الجدار’ (Le Mur) في اللحظات الأخيرة بقرار من محكمة مجلس الدولة الإدارية، في سابقة نادرة لجهة منع عمل فني مسبقاً، وهو ما يوازي دور الرقابة التي ألغيت في فرنسا قبل أكثر من قرن، ولجهة دراسة وإصدار المحكمة لقرارها بسرعة قياسية لا تتجاوز الساعتين، وكأننا أمام لحظات إثارة في فيلم بوليسي لإيقاف انفجار قنبلة في اللحظات الأخيرة!
معاداة السامية أم معاداة العقلانية
لا شك أن الممثل الفرنسي ـ الكاميروني أطلق في عروضه، بل وفي بعض تصريحاته، عبارات معادية لليهود، وساهم في تعزيز الصورة النمطية عن مؤامرة تحكم العالم مالياً وسياسياً بإرادة يهودية، وهي الأفكار الأساسية لمعاداة السامية تاريخياً، إلا أن تمرير هذه المقولات في فقرات ساخرة ينزع عنها صفة الموقف ويجعلها جزءاً من سياق إبداعي فني، ما يترك لديودونيه هامش مناورة، ويجعل أي مطالبة بمنع أعماله تدخلا في مواجهة صريحة مع حق حرية التعبير. لذلك بدا أن وزير الداخلية الفرنسي استبق القضاء، أو أملى عليه، لاتخاذ موقف صارم، لتتجاوز الأزمة قضية المساس بحرية التعبير إلى أزمة مؤسساتية تطال مبدأ فصل السلطات.
في هذه الهوامش القلقة يصنع ديودونيه مملكته. معتمداً في الأساس على جرأته في تجاوز المقبول سياسياً (politically correct)، واستثمار المسكوت عنه إلى الحد الأقصى، دون الانصياع إلى معايير العقلانية، أو الالتزام بالمصداقية، تماماً كحال الأحزاب الشعبوية بشقيها اليميني واليساري.
يغازل ديودونيه الغضب الشعبي ضد المتنفذين والنظام المصرفي والطبقة السياسية، ويقدم نفسه باعتباره الصوت المكتوم للشرائح المهمشة ثقافياً واقتصادياً. يضرب ديودونيه إذن في نقاط ضعف النظام السياسي والاقتصادي والإعلامي، يساعده في ذلك هروب النخبة المستمر من مواجهة تصاعد حس المظلومية لدى شرائح واسعة في المجتمع.
لكن ديودونيه الذي كان يسخر وينتقد التطرف في جميع الديانات كما في عمله ‘طلاق باتريك’ 2003 (Le Divorce de Patrick)، والذي كان قد شارك في ندوة بحث عن ‘كنيسة للملحدين’، كان يتجه شيئاً فشيئاً إلى الانغلاق على موضوع ‘تحكم اليهود بالعالم’، جاعلاً من هذا العنوان جامعاً لطروحاته السابقة، دون أن يكترث باختزاله اللاعقلاني لقضايا العالم بخرافة (سيطرة العنصر اليهودي). فالفساد وطغيان الاستهلاك والسطوة الأمريكية الإمبريالية الصهيونية، ليست محصلة لسلسلة عوامل وعلاقات اقتصادية وسياسية وجغرافية وثقافية، بل تعود جميعها إلى سبب وحيد هو اللوبيات اليهودية التي تقرر وتحكم وتأمر جاعلة من البشر عبيدها اقتصادياً ومن السياسيين دمى طيعة تنفذ مآربها. هذا الانزياح في توجهات ديودونيه حقق له من جهة استنفار النخبة الفرنسية، وهو ما بات يمثل دعاية صارخة للكوميدي، ومن جهة أخرى اتساعاً واضحاً في الشعبية مع دخول اليمين المتطرف في صف مؤيديه، خاصة بعد لقاءات ديودونيه الودية العلنية مع رموز ‘الجبهة الوطنية’ FN، هذا اليمين الذي عادة ما يرتاح لتبرير مشاكل ‘الوطن’ بدخول وتدخل الغريب، بينما مازالت العنصرية، ومعاداة السامية، تمثل مرجعيات محفزة في خطابه.
استثمار التهميش.. استغلال الذاكرة
لم يكن من الصعب على شخصية باتت تمثل أحد رموز ‘معاداة النظام’ anti system أن تثير غضب النخبة، وإعجاب المهمشين، في بلد تتسع فيه رقعة الفقر والبطالة، وتهتز فيه ثقة الطبقة الوسطى بنفسها وبمستقبلها، وسط انهيار في ثقة المواطن بالطبقة السياسية التي تضمحل الفوارق بين يمينها ويسارها، بينما تتسم الأوساط الإعلامية والثقافية بالنمطية والمهادنة والمحسوبية، مع تصاعد مشاعر الحنق لدى المهمشين من أبناء المهاجرين من شمال إفريقيا وإفريقيا السوداء، خاصة وأن الأخيرين يشعرون بنقص العدل وازدواجية المعايير (وهي التعابير الأكثر استخداماً من قبل ديودونيه) طالما أن التاريخ المأساوي للاستعباد والاستعمار يبقى مهمشاً في الذاكرة الفرنسية، بينما يُجرّم نقاش المحرقة اليهودية (الهولوكوست) قانونياً باعتباره حدثاً تاريخياً غير قابل للمراجعة. ما يجعل هذه الشرائح تشعر بمظلومية مضاعفة أمام ما تعتبره احتكار ‘اليهود’ للمظلومية التاريخية، رغم أن مظلوميتهم تاريخية ومعاصرة في آن معاً.
صراع الذاكرة هذا، يمثل واحداً من أعمدة خطاب ديودونيه، فالمنتصر في الحرب العالمية الثانية هو من قرر أي ذاكرة يجب الاحتفاظ بها، والعمل على تنشيطها جماهيرياً، بينما تُترك ذاكرة الاستعباد والعنصرية والاستعمار مهمشة كحال أبناء ضحاياها. هذه الفكرة التي تبدو رصينة للنقاش، يسقطها ديودونيه في استثماره الشعبوي مقدماً صورة مزورة تخلط بين معطيات التاريخ لتجعل مشكلة الضحايا وأبنائهم واحدة من المسؤوليات التاريخية للوبي اليهودي!
ربما كان من الممكن تقليص الاحتقان ببحث الفوارق بين ذاكرة المحرقة وذاكرتي الاستعباد والاستعمار لو أن النخبة الفرنسية لديها ما يكفي من المسؤولية، والوضوح، لنقاش التاريخ الفرنسي، وعلى الأقل تلك المراحل التي مازالت تترك أزمات في المجتمع الفرنسي المعاصر، فذاكرة المحرقة هي ذاكرة داخلية في فرنسا من حيث المشاركة والمساهمة في جريمة اعتقال ونقل وإبادة يهود فرنسيين وأجانب، ومن حيث تعلقها باليهود الفرنسيين أنفسهم، وهي إلى ذلك ترتبط بمرحلة ‘إذلال فرنسا’ من قبل ألمانيا النازية. بينما تبدو ذاكرتا الاستعباد والاستعمار خارجيتين جغرافياً، وأبناؤهما مازالوا في مساحة سؤال الانتماء إلى فرنسا، ناهيك عن أن الذاكرتين ترتبطان بما لا يزال يعتبر من قبل أغلب الفرنسيين ‘أمجاد فرنسا’.
لا يعني ذلك إنكار دور مجموعات الضغط اليهودية القوية، كما كان دور مجموعات الضغط الأرمنية بخصوص تجريم إنكار الإبادة بحق الأرمن من قبل الأتراك، لكن هذا الواقع يستدعي بالأحرى أن يسعى أبناء ضحايا الذاكرتين، ضمن عمل جمعياتي مؤسساتي، إلى تشكيل مجموعة ضغط في هذا الإطار لدفع النخبة إلى مراجعة تاريخ الدولة الفرنسية، وشرح أهمية ذلك بالنسبة إلى الفرنسيين عموماً، وصورة فرنسا ومستقبلها، وليس فقط بالنسبة إلى الفرنسيين من أبناء الضحايا. غير أن ما يحدث واقعياً هو أن هذه الشرائح غالباً ما يمنعها الغضب، والشعور الحاد بالتهميش والإهمال، من بناء استراتيجية عمل، وغالباً ما تكون سهلة الاصطياد والاستثمار من قبل الطروحات اللاعقلانية سواء ارتبطت بالتطرف الإسلامي أو بالعداء للسامية، وكلاهما يصبان في غير مصلحتهم. ولعل موقف إنكار المحرقة، والذي يتمتع بشعبية واسعة في الأوساط العربية والإسلامية، يبدو مثالاً صارخاً على العبثية وهدر الطاقات في غير مكانها. فالمحرقة التي اعترف بها مرتكبوها وضحاياها ومعاصروها، مازال ينكرها البريء من دمائها تماماً، ليضع نفسه في موقف الدفاع عن هتلر الذي كان لجرائمه دور هائل في نصرة الصهيونية، وتمكينها من التسلط على الصوت اليهودي. ناهيك عن أن العنصرية التي وفرت الغطاء النظري للمحرقة ولمعاداة السامية، كانت قد وفرت قبل ذلك غطاء لتبرير الاستعباد والاستعمار، لذا يجدر بضحايا تلك الممارسات أن يكونوا أول المناضلين ضد الفكر العنصري في جميع تجلياته. لكن ديودونيه لا يعنيه من نقاش العنصرية إلا مقدار ما يمنحه من شعبية وضجيج، ويوفر له فرصة للدخول إلى ساحته المفضلة المعادية لليهود، والخالطة أساساً بين اليهودية والصهيونية.
هذا الخلط بين المعتقد الديني وبين الجهة التي تدعي تمثيله السياسي كثيراً ما يشكل فخاً للطرف الخصم. الأكيد أن مدعي التمثيل يمارس الخلط بوعي لاحتكار صوت الجماعة واستثمارها في مشروعه، لكن المفارقة هي أن الخلط نفسه يمارسه بجهل الطرف الخصم! الصهيونية وفق هذا المثال صاحبة مصلحة في تقديم نفسها باعتبارها الصوت السياسي لليهود في العالم، لكن الكارثة هي أن ضحايا الصهيونية من فلسطينيين وعرب ومن يتضامن معهم، كثيراً ما يعملون في الاتجاه ذاته برفضهم التمييز بين اليهودية والصهيونية، رغم أن مصلحتهم تقتضي أن يعملوا في الاتجاه المعاكس تماماً. فلو أن يهودياً واحداً في العالم ضد الصهيونية فمن الواجب ألا يُحارب في يهوديته باسم محاربة صهيونيةٍ هو رافض لها في الأساس. من هنا يبدو الخلط الذي يطيب لديودونيه أن يتلاعب به يمثل إهانة، ليس فقط لليهود غير الصهاينة، بل للقضايا التي يدعي أنه يعادي الصهيونية من أجلها. لكن ما يسعى إليه ديودونيه كما يبدو يبقى خارج تلك الحسابات، لذلك يفضل الاستمرار في اللعب على وتر الأحقاد المجانية، والتي تمثل في المحصلة نبع شعبيته، ومصدر دخله (وهو بملايين اليوروهات).
غير أن الإشكالية لا تتوقف هنا، فما يساعد ديودونيه وأمثاله على تثبيت هذه الفكرة الخاطئة في ذهن الكثيرين، هو تردد، وربما خوف، غالبية الإعلاميين والمثقفين (ناهيك عن السياسيين الذين يتجنبون أي قضايا جدية قد تؤثر سلباً على مستقبلهم السياسي) من طرح هذه الموضوعات على طاولة النقاش. الواقع هو أنهم يتجنبون الخوض في التمييز بين الصهيونية واليهودية باستثناء التلفظ بهذا العنوان عند الضرورة دون تعمق، وربما يعود ذلك إلى التهرب من ربط ما يبدو لاسامية لدى أبناء المهاجرين بجرائم إسرائيل وأوجاع القضية الفلسطينية، وهو ما يقود من جانب آخر إلى جدارة البحث عن الفوارق النوعية بين لاسامية غربية ولاسامية شرقية بالمستويات التاريخية والثقافية والسياسية.
انتصاراً للحرية.. لا لعاشق الاستبداد
لا تتوقف التباسات خطاب ديودونيه عند هذا الحد، بل تتجاوز ذلك باتجاه الغرق في التناقضات. فـالمناضل الناقد لفساد الطبقة السياسية في فرنسا لا يتردد في زيارة معمر القذافي في مملكته كلية الفساد بعيد انطلاق الثورة الليبية، وهو إذ يشتكي تهميش الإعلام له، لا يجد ما يمنعه من زيارة أحمدي نجاد الذي كتم ونظامه أنفاس الإيرانيين بالحديد والنار، بل إن الفنان الذي يقدم نفسه سلمياً ورافضاً للحرب يصرح بتأييده لمستبد استثنائي في إجرامه وحربه ضد شعبه كبشار الأسد، ولا غرابة في نهاية المطاف أن يهتف هذا الباحث عن كنيسة للملحدين باسم حزب الله، وأن يرتدي مرافقوه قمصاناً تحمل شعارات الحزب. فديودونيه لا يزعجه أن يبلغ من التناقض حد البكاء على تعثرات حرية التعبير في فرنسا، في الوقت الذي يهلل للنماذج الاكثر استبداداً في العالم!
غير أن فساد خطاب ديودونيه لا يعني بأي حال تبرير السقطة الحقوقية التي وقع فيها القضاء الفرنسي بدعم سياسي وحملة إعلامية غير مسبوقة، فأن يُمنع عرض بشكل مسبق يمثل ممارسة صريحة لرقابة كاتمة لحرية التعبير. وإذا كان البعض يجد في الهجمة الشرسة التي توافقت عليها أغلب وسائل الإعلام الفرنسية ضد ديودونيه مسوغاً لوقف عمل يثير هذا القدر من الاستفزاز، فإننا نرى في هذا التوافق، وما تلاه من أحكام استثنائية، صورة معبرة عن الخلل الذي يعيشه المجتمع والدولة الفرنسيان حيث تنتصر الكثرة والضوضاء على قواعد العقلانية. وليس صحيحاً وفق هذه الرؤية أن الدولة انتصرت في هذه الجولة كما عبّر كل من الرئيس الفرنسي ووزير الداخلية، بل إن ديودونيه هو من سجّل نقطة لصالحه حين تمكن من جر الدولة والنخبة إلى ساحة خطابه اللاعقلاني، قبل أن يتخلى ببساطة عن عرض ‘الجدار’، منتقلاً إلى عرضه الجديد ‘وجه الفيل’ (Asu zoa)، طالما أن المهم بالنسبة إليه هو تأمين سياق فني ما، ليدس فيه خطابه الثابت، بعد أن ضمن اتساع جمهوره، وإضافة حكايات جديدة على خطابه الشعبوي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. زين بركات / باريس:

    كل من عاش لفترة ما في فرنسا و تعرف على صالونات النخبة يدرك قطعا مدى تغلو اللوبي اليهودي الداعم لإسرائيل ، زد عليه الشعور بالذنب لما فعلته حكومة فيشي الموالية للنازي حق اليهود إبان الحرب العالمية جعلت اليهود خطا احمرا تتوقف عنده حرية التعبير و الإبداع التي أشهرت إبان الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة و السلام ، المجتمع الفرنسي يعيش حالت احتقان منذ بدأ الأزمة الاقتصادية فاقمتها غياب حلول حقيقية من طرف نخبة سياسة تعيش في ترف الجمهورية الخامسة ، أضف لها تنامي التيار اليميني المتطرف الذي تحول الى كيان مقبول يعتد به بعد سنوات من النبذ
    ديودوني ليس اكثر من فنان متمرد صدم من هول كذبة كبرى هي الحرية و العدالة عندما احترقت أجنحته مع اول نكته ضد الصهاينة و كلما زاد ضغط
    الدولة و الاعلام زاد تحديه لها من خلال تمجيد كل ما يزعجهم من نجاد الى القذافي، مأساة الغرب هي في هذا النفاق و الكذب حول دولة الحريات و القانون التي تختفي عند اول خط مصالح و مكاسب.

  2. يقول موسى صوان // باريس // فرنسا:

    ***********

    ابدعت يا صادق ، وتحياتي لك

    صالونات النخبة ستبقى موالية لإسرائيل ومرتبطة بها ، ارتباط توأمين سياميين

    في القلب والدماغ ، وبالتالي لا يمكن فصلهما دون وفاة احدهما ………

    **************

    موسى صوان هلسه // باريس // فرنسا

  3. يقول حميد قدور، الجزائر:

    ديودوني حقيقة صاحب شعبوية، لكن شعبويته اجابية ،بنقده لإزدواجية المعاييرالفرنسيةمن خلال اعماله الفنية، والاحتفاء بالمسكوت عنه والاحتفاءبالهامش

  4. يقول دليلة. الجزائر:

    برأيي و برأي كل من يقدر الابداع ،ديودونيه يعتبر اعظم كوميدي ساخر ليس بفرنسا فقط بل بأوروبا كلها. ذكاء خارق و معالجة ذكية لقضايا في غاية الحساسية و الخطورة بأسلوب محبب يصعب عليك ان تمسك نفسك امامه عن الضحك ملء قلبك. رجل عرض حياته و حياة اسرته للتصفية الجسدية من اجل تعرية نظام منافق كاذب يكيل بمكيالين. برافو ديودونيه. فلتعلو كلمة الحق وليكشف الصهاينة و من اتبعهم على مرآى العالم. شكرا على المقال الرائع.

إشترك في قائمتنا البريدية