سعيد الإمام: على وزارة الثقافة احتضان التجارب الفنية الشابة لا اغتيالها!

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’ ـ من الطاهر الطويل: سعيد الإمام إعلامي وفنان وأحد أبرز مهندسي الفن الموسيقي والغنائي المعاصر بالمغرب، أثرى الخزانة الغنائية المغربية بالعديد من الألحان والأشعار منذ فوزه بالمرتبة الأولى لمهرجان ‘أضواء المدينة’ في دورته الثانية، مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة على امتداد سنوات كثيرة.
لقد اختطّ لنفسه مسارا فنيا وإعلاميا متميزا ظل يتجدد منذ التحاقه بالقناة الثانية المغربية عام 2005، حيث عمل على إعداد مجموعة من البرامج الترفيهية الأسبوعية والسهرات الفنية. ويتولى حاليا إعداد برنامج ‘توحشناك’ الذي يشهد إقبالا معتبرا ونسبة مشاهدة مهمة من طرف الجمهور، كما يحظى بتقدير عشاق الفن الغنائي الأصيل.
التقته ‘القدس العربي’، فكان معه الحوار التالي:
ـ بداية، ما هو جديدك الفني؟
ـ هذا الموسم ـ والحمد لله – كان حافلا بتسجيل أعمال غنائية جديدة من ألحاني؛ فقد انتهيت من تسجيل أربع أغان جديدة في إطار فوزي باستحقاق مسابقة الدعم المخصص للأغنية المغربية من طرف وزارة الثقافة، بالإضافة طبعا للاغاني التي سجلتها مؤخرا بالقاهرة.

ـ وماذا عن مشروعك الغنائي، الذي تم قبوله بامتياز وحصل على أكبر مبلغ من الدعم الذي التزمت وزارة الثقافة بتقديمه للمبدعين بعد تقييم اللجنة المكلفة باختيار أجود الأغاني المرشحة؟
ـ فعلا، تم إبلاغي بواسطة مراسلة من وزارة الثقافة بأن مشروع الأربع أغاني الذي تقدمت به في إطار الدعم الممنوح من طرف الدولة قد تم قبوله. بعد ذلك، علمت أن المشروع الذي تقدمت به كان من أحسن المشاريع المقبولة للسنة الثانية على التوالي، وتمت دعوتي رسميا للوزرة حيث وقعت على العقد من اجل انجاز المشروع. وكم كانت خيبتي كبيرة حين علمت أن المشروع حصل فقط على 22 مليون سنتيم (حوالي 26690 دولار أمريكي) بدل 30 مليون سنتيم (39536 دولار) التي خصصتها الدولة لكل مشروع.
ـ علمنا أن وزارة الثقافة اكتفت بقبول ثمانية مشاريع غنائية وموسيقية، عوض 15 مشروعا الذي رصدت له وزارة المالية دعما ماليا. كيف حصل ذلك؟
ـ أكثر من ذلك أنه حتى المشاريع التي قُبلت لم تمنح لها المبالغ الخاصة بها، حيث تم خصم مبالغ هامة من تلك التي قدمتها الدولة للمبدعين بعد نضال طويل. أنا بدوري أتساءل: من سيستفيد من المبالغ التي قيل لنا إن وزارة الثقافة ‘أودعتها’ في ‘الصندوق الأسود، وهي مبالغ تفوق 800 مليون سنتيم (حوالي 970’556 دولار أمريكي)؟ مع العلم أنني قدمت مع المشروع ‘دفتر تحملات’ (كتاب التزامات) يتضمن جردا دقيقا لكل المصاريف المرتقبة التي تخص المشاريع الغنائية.
ـ هل صحيح أن الأعمال التي قدمت والتي فاق عددها 80 مشروعا لم تكن كلها في المستوى المطلوب، لذلك تم الاقتصار على قبول ثمانية مشاريع؟
ـ هذا ليس هو المشكل بالنسبة لي. قد تكون اللجنة مصيبة في أحكامها على بقية المشاريع، ولكن المشكل هو أن المبالغ التي صرفتها وزارة المالية لوزارة الثقافة كانت على أساس تمويل ودعم المشاريع الغنائية، وليس من المنطقي والمعقول أن تظل هذه المبالغ في صناديق مغلقة – دون حسيب أو رقيب – دون أن يستفيد منها بقية المبدعين الذين قدموا مشاريع قد تكون متوسطة أو ضعيفة شيئا ما في نظر اللجنة. وبصيغة أخرى، كان على ‘حكماء’ الوزارة أن يتعاملوا بمرونة مع أول التجارب الخاصة بالدعم، لا أن يغتالوها في المهد.
ـ طيب، وما هي الأصوات التي تعاملت معها في هذا المشروع؟
ـ كلها أصوات شابة من بينها: مريم بلمير ودنيا بطمة ومحسن صلاح الدين وسميرة.

ـ لماذا الرهان على الأصوات الشابة؟
ـ إنه اختيار راهنت عليه مند فترة طويلة، فكما تعلمون تعاملت مع المطربة جنات مهيد وعمرها لا يتجاوز 12 سنة، أي أن أول أغنية سجلتها في مسارها الفني كانت من ألحاني، وهاهي اليوم أصبحت بحمد الله من أكبر نجوم الأغنية العربية، كما تعاملت مع العديد من الأصوات التي كانت شابة كما هو الأمر بالنسبة لنادية أيوب ولغيرها… كما أنني تعاملت مع كبار الأصوات من أمثال عبد الهادي بلخياط الذي غنى آخر قطعة قبل اعتزاله للأغنية العاطفية من ألحاني، ونعيمة سميح وفؤاد الزبادي ونزهة الشعباوي ومحمد وعبد العالي الغاوي وغيرهم.
ـ تعمل حاليا على إعداد برنامج ‘توحشناك’، ما الهدف منه؟
ـ لكل برنامج تلفزيوني خصوصياته وظروف بثه الخاصة، وبالنسبة لـ’توحشناك’ فالفكرة تنبع من الرغبة في استرجاع ذاكرتنا المفقودة وإعادة الاعتبار للرواد المنسيين الذين أناروا الطريق للأجيال الحالية. فنحن نحاول كسر الجمود عن طريق عمل وفكر جماعي حداثي في إطار حركة إعلامية وفنية مغربية جادة ومتفاعلة مع الوجدان الفرجوي المغربي دون السقوط في الابتذال والاقتصار على التقليد الأعمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية