آلان سيمبسون: الامم المتحدة سجن خاضع لاملاءات امريكا ويجب تحريرها من السجان

حجم الخط
0

آلان سيمبسون: الامم المتحدة سجن خاضع لاملاءات امريكا ويجب تحريرها من السجان

نائب في حزب العمال يتهم امريكا بمحاولة تعطيل عمل المنظمة الدولية ويدعو الي خروجها منهاآلان سيمبسون: الامم المتحدة سجن خاضع لاملاءات امريكا ويجب تحريرها من السجانلندن ـ القدس العربي من سمير ناصيف:دعا النائب البريطاني في حزب العمال، آلان سيمبسون منظمة الامم المتحدة الي اعادة احترام نفسها وعدم التصرف وكأنها سجن غوانتانامو تديره الولايات المتحدة الامريكية في نيويورك حسب مشيئتها واهوائها.ففي ندوة بعنوان هل يمكن للامم المتحدة تحقيق الامن الحقيقي في الشرق الاوسط نظمها مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني (كابو)، بالاشتراك مع منظمات اخري، وعقدت في احدي غرف مجلس العموم البريطاني في لندن قال سيبمبسون انه لا يكفي نقل المركز الرئيسي للمنظمة من نيويورك الي عاصمة او مدينة محايدة بل يجب ايضا التركيز علي تناول القضايا التي يعالجها مجلس الامن، ليس فقط من المنطلق الذي يناسب الامريكيين وحدهم. واعتبر ان مثل هذا الامر قد يدفع امريكا للانسحاب من المنظمة ووقف تمويلها الضخم لها، ولكنه اشار في الوقت عينه قائلا: لعل هذا هو الخيار الباقي لان كثيرا من الدول بدأت تشعر وكأن الوجود الامريكي في المنظمة في شكله الحالي هدفه تدمير فعاليتها كمنظمة دولية استخدامها لتحقيق المآرب والمشاريع الامريكية وخلق الدول الفاشلة في العالم الثالث وخصوصا في الشرق الاوسط واسيا وافريقيا .واعطي سيمبسون ما حدث في لبنان اخيرا وما يزال يحدث في فلسطين والعراق كأمثلة علي ما يقوله مضيفا: اذا انسحبت امريكا من المنظمة الدولية، فهذه المنظمة بامكانها الاستمرار في العمل عبر الدول التي تقرر البقاء فيها والخضوع لميثاقها الاساسي ألا وهو مكافحة الحروب ونشر السلام في العالم وليس العكس . واضاف قائلا: ان البنك العالمي كان من المفروض ان يكون مؤسسة تعمل باشارة وادارة المنظمة العالمية وسياساتها واصبح الان لديه جدول اعمال وادارة وبرامج مستقلة تخضع لمشيئة الدولة العظمي الوحيدة (امريكا) .وسيمبسون الذي احتل مناصب هامة في حزب العمال سابقا، ولكنه انتقل اخيرا الي الجناح اليساري في الحزب الحاكم وخصوصا بعد معارضته الشديدة لحرب امريكا وبريطانيا ضد العراق ووقوفه الي جانب وزير الخارجية الراحل روبن كوك عندما استقال بسبب هذه الحرب، دعا ايضا منظمة الامم المتحدة الي الانسحاب من اللجنة الرباعية المكلفة العثور علي سلام بين اسرائيل والفلسطينيين قائلا انه اذا اردنا اعادة بناء هذه المنظمة فيجب العودة الي الجذور وتغيير الهيكل الفاسد ثم اعادة انشائه . كما دعا القادة العرب الذين يقدمون الاموال والمساعدات لدعم عمليات قوات السلام التابعة للمنظمة الدولية الي اعادة النظر في تعاملهم مع المنظمة بانتظار عودتها الي هدفها الاصلي، وتوقفها عن خدمة نظام امريكي يرغب بتحطيمها ويمتنع ليس فقط عن ادانة قتل الابرياء اللبنانيين والفلسطينيين باسوأ انواع السلاح بل يتخاذل في ادانة اسرائيل لقتل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية يقومون بمهمتهم لحفظ السلام . واشار سيمبسون الي ان معظم حروب الشرق الاوسط دفعت ثمنها الانظمة العربية الغنية بشكل او بآخر. ودعاها الي فرض استخدام عملة اليورو بدلا من الدولار في تعاملها النفطي مع امريكا لعل الشعب الامريكي يدرك معني ان يدفع ثمن بتروله الرخيص من الضرائب التي تجبي منه. ولدي سؤاله عن وجود او عدم وجود آلية لمثل هذا التطور (خروج امريكا من الامم المتحدة) وهل بامكان الجمعية العامة للمنظمة حسب المادة 123 من الميثاق تسلم هذه المبادرة بنفسها، في حال فشل مجلس الامن بفعل ذلك بسبب حق الفيتو، لم يستطع سيمبسون الرد بالتفصيل وقال ان الموضوع يتطلب دراسة.وفي كلمة بروس كنت، مؤسس حركة معارضة الانتشار النووي (CND) ونائب رئيسها الحالي نبه كنت الي خطورة ما يحدث حاليا في الامم المتحدة، حيث اصبح مجلس الامن غير خاضع لمراقبة الجمعية العامة التي تشمل الـ192 دولة المنتسبة الي المنظمة الدولية، وصار يتخذ القرارات الشديدة الاهمية وكأنها قرارات اجماع فقط لان خمس دول من اعضائه تملك حق الفيتو. واشار الي ان جرائم حرب كبيرة ارتكبت في لبنان في حرب اسرائيل الاخيرة ضده، ولم تتخذ اي اجراءات لمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية ، مما قد يدفعهم لارتكاب جرائمهم مرات اخري، كما الغيت مؤسسات تابعة للمنظمة الدولية كانت تقوم بمهماتها لحماية الشعوب التي تتعرض للقتل والتطهير العرقي وجمدت مراكز الاعلام التابعة للمنظمة التي كانت تعرض هذه الجرائم علي العالم وتؤدي الي تحريك ضمائر الشعوب.وردت بيتي هنتر الامينة العامة للحملة للدفاع عن فلسطين علي السؤال اذ كانت المنظمة الدولية بامكانها تحقيق الامن الفعلي في الشرق الاوسط بقولها: لا ، فبعد حرب لبنان الاخيرة والهجمات المتواصلة علي الشعب الفلسطيني، اعتبرت هنتر انه علي مؤسسات المجتمع المدني في العالم ان تتعاون كما فعلت في لقاء عقد في جنيف ايلول (سبتمبر) الماضي وتضع خطة عمل تطلب من خلالها من الامم المتحدة القيام بالمبادرات والخطوات المطلوبة ومنها ارسال قوات دولية لحماية الفلسطينيين في اراضيهم ومحاكمة المسؤولين الاسرائيليين عن الجرائم المرتكبة ضد اللبنانيين والفلسطينيين واصدار عقوبات ضد اسرائيل وحكومتها وازالة العقوبات ورفع الحصار المفروض علي الشعب الفلسطيني. وتحدثت عن تقرير صدر في ايلول (سبتمبر) الماضي عن جون دوغارد، المكلف من قبل المنظمة الدولية لتحضيره، اشار الي الاوضاع المؤسفة والمزرية للفلسطينيين، ظل الحصار الذي فرضته المجموعة الرباعية علي غزة لتبديل سياسات حماس، ولكن المنظمة الدولية لم تفعل شيئا لتغيير هذه الاوضاع فكيف، برأيها بالامكان اعتبارها حكما نزيها؟ واشارت الي ان موقف المنظمة الدولية ازاء الجدار الفاصل والمستوطنات ايضا موقف ضعيف ومعطل مما دفع اسرائيل للتعاقد مع شركة فرنسية لبناء شبكة سكك جديد لربط المستوطنات ببعضها في الضفة وتسهيل التنقل فيما بينها امام اعين المنظمة الدولية.وطرح كريس دويل، المدير التنفيذي لكابو، تسع نقاط لتعزيز دور المنظمة الدولية وفعاليتها في تحقيق الامن في الشرق الاوسط اولها الاعتراف بفلسطين كالدولة رقم 193 في المنظمة الدولية، ثم اعطاء منظمة الاونروا انتدابا لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات عليه وارسال قوة حماية دولية تابعة للامم المتحدة لتنفيذ هذا الاجراء الدفاعي، ورابعا دفع حكومة سويسرا الي التركيز الي درجة اكبر علي تطبيق اتفاقيات جنيف، وخامسا اصدار التقارير والاحصاءات عن الاضرار الاقتصادية والانسانية التي نتجت عن انشاء الجدار الفاصل، وسادسا الدعوة الي مؤتمر سلام دولي علي اساس قراري مجلس الامن 242 و338، وسابعا قيام مسؤولي المنظمة بالحوار مع سورية للتوصل الي سلام معها اذا رفضت امريكا واوروبا فعل ذلك، وثامنا عودة الامم المتحدة الي القيام بالدور الرئيسي في حل ازمات المنطقة وليس دورا مرادفا لادوار الاخرين، واخيرا مساهمة المنظمة الدولية في محاولة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية