للّحم رائحة

حجم الخط
0

حياتي تنهارُ مثلَ ألواح ذرَةٍ
في مقهى واسع بالغلابة
في الأفق بارودٌ وليسَ هواءٌ
الهواءُ انكبس في رئةِ آدميين
سقطوا من الدور الخامس،
البلاطُ تهشّم من جمجمة كانتْ صاحية

ليس ذنبكَ
أن لفَّ الرصيفُ لحمَكَ بجنازة
وبالبسملة

القفصُ الصدري للحياةِ
ينعاك.

***
الدقُّ على الباب يشبهُ صفارة البوليس
عمّتي أحنُّ من بالسوق
والفاكهةُ هيَ الجسرُ الذي حمَى القبيلةَ من التفسّخ
أخي نجَا من بدلة السجن
بمؤونةِ سنة
تزحزحتِ الأرضُ فضمّ السريرُ الكلّ
رأسي مركونٌ
في منتصف مخدة العمر
الساحةُ فارغة الآن لعظام الرقبة
ثلاثُ فقرات تفصلُ الرأس عن دفترِ البدن
كأن الوداع حان ..
كأنّي أقولُ في وصية:
يا بناياتِ الحكومة
لا تنسي من التحفوا تحت جلدكِ
مثل حقنِ الأنسولين
أعطِهم أيّ شيءٍ؛ كي ينسوا عكارة الشاي
شربتُ الشاي،
وملأتُ الزجاجة حتى البطنِ بال(جاز)
أحبُّ الجاز’
برمتُ كتاباً عن الحب في القارورة،
في رحمِها
لم يبق متسع للقلقة
تأخرتُ على ملائكة الله .
***
عندي عرَبة
وأتكلمُ عن أحذيةٍ حجّت للمخبزِ ثلاثين سنة
بدونِ الفُرن؛
كانتِ المعدةُ ستضمرُ وحدها
بدلاً من السرطان
أجهّزُ الأكل للأولاد ومفتاح الشقة
في الباب
الرغيفُ والجُبْنُ آمنان،
أُكملُ أمعائي من النيل.

الشِّعرُ بطحةٌ في الرأس،
في الضلوع غصّة،
في الصدر هواءٌ لتربةٍ قدّر أحدٌ حبّها
في الحلق بصقةٌ كبيرة
..
معجزتُكَ يا شاعرُ أنك أبْكم .

***
أعرفُ أنّي جبان وطلّةُ الشُرطيُّ قيامة
واليدُ سأفرط فيها مع أول لسعةِ كهرباء
جدرانُ البيت
نخَرها برنامجُ الحزب
ولولا عريشُ السطوح لمسكنا الموتُ بيديه .

الحناجرُ نشِفت
وبانَ منَ اللحم رائحة
فتحةُ النافذة تُذكرني بالأحياء
الفطرُ نبَت في إبطِ الشارع
الأنوف الآن خردة
الفمُ يتحركُ لجرِّ اللعاب
بعصا

زوجتي تزْرقُّ حياتها كلّ ساعة
أنتِ شجرة
لكن بدنكِ بلا فروع لترتاح عصافير الزرع
لا منفذ لكِ إلا من فوْق،
أهبط عليكِ من كوبريٍّ مزدحم، أرحمُ من مطرٍ حامض
خشنٍ كجرّافة
..

أطفئُ رئتي بسحابة . ‘بعدها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية