مصادر اسرائيلية: حماس طورّت من قدراتها العسكريّة في الفترة الأخيرة بصواريخ بعيدة المدى استعدادا للمواجهة القادمة

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: كشف مصدر أمني إسرائيليّ وُصف بأنّه رفيع المستوى في جيش الإحتلال للقناة السابعة الإسرائيلية صباح أمس الخميس، كشف النقاب عن أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007 قد طورت في الفترة الأخيرة من قدراتها العسكرية بصواريخ جديدة بعيدة المدى، ويأتي ذلك في إطار استعدادها للمواجهة القادمة مع الدولة العبريّة.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ عدم رد حركة حماس على القصف الإسرائيلي الذي شنته طائرات الإحتلال الثلاثاء الماضي على قطاع غزة، هو ليس بسبب عدم قدرتها على الرد، وإنما بسبب ما وصفه بالإستعدادات الشاملة التي تجريها الحركة في قطاع غزة، تحسباً لحدوث أي مواجهة مع إسرائيل، على حدّ تعبيره. وتابع المصدر العسكريّ الإسرائيليّ عينه قائلاً إنّ حركة حماس غير معنية الآن في إطلاق الصواريخ الجديدة أو حتى قذيفة هاون هنا وهناك، وإنما تبذل حماس كافة جهودها من أجل امتلاكها صواريخ جديدة بعيدة المدى لم يسبق لها مثيل، وهو ما تهدف إليه حركة حماس منذ سنوات، كما قال.
الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال قام منذ يوم أمس بنشر عدة بطاريات للقبة الحديدية في عدة مناطق في المنطقة الجنوبية وخاصة في بئر السبع وإيلات وغيرها من المناطق. من ناحيته، قال محلل الشؤون العربيّة في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، إيهود يعاري، أمس الخميس، إنّ الرجل الوحيد الذي سيتخذ القرار حول المواجهة القادمة مع الاحتلال الإسرائيليّ هو المسؤول العسكريّ الكبير لحركة حماس، محمد ضيف، لافتًا إلى أنّ المستوى السياسيّ في الحركة لا يُعارض القرارات التي يتخذها ضيف، وزاد قائلاً إنّ حركة حماس تُعاني من ضغوط جمّة بسبب الممارسات المصريّة ضدّها وإحكام الإغلاق والحصار ومواصلة هدم الأنفاق، وبرأيه، فإنّ حماس المرتبكة لن تجرؤ على مواجهة مصر، وبالتالي فإنّ قرارها هو مواجهة إسرائيل في محاولة لحلحلة الأمور والخروج من العزلة السياسيّة التي تُواجهها منذ أنّ قام العسكر في مصر بعزل الرئيس محمد مرسي من منصبه في الثالث من تموز/يوليو الفائت.
في السياق ذاته، وقال الموقع العبريّ، ‘WALLA’ نقلاً عن مصادر عسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إنّه في الفترة الأخيرة تمّ الكشف عن أنفاق استراتيجيّة تؤدّي إلى داخل العمق الإسرائيليّ، وشدّدّت المصادر عينها على أنّه بالرغم من أنّ منظمة حماس تخشى قوّة الردع الإسرائيليّة وتقوم بالعمل بشكلٍ يتناسب مع خشيتها من الردع الإسرائيليّ، فإنّ الدلائل والمؤشرات التي جمعتها الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة، تقطع الشكّ باليقين بأنّ حركة حماس تستعد بخطى واثقةٍ للمواجهة القادمة مع قوات الاحتلال، على حدّ قولها.
وتابع أنّ جيش الاحتلال يُدرك تمامًا بما لا يدع مجالاً للشك أنّ حركة حماس لا زالت تبني عشرات الأنفاق الممتدة من القطاع إلى ما وراء الحدود، وبالإمكان القول إنّ الجيش يتخبط في العتمة، ويضرب نفسه بالجدران، على حدّ وصفه.
علاوة على ذلك، نقل الموقع عن ضابط يخدم في شعبة في الإستخبارات العسكرية (أمان) قوله إنّ للنفق طبيعة مفاجئة ودراماتيكية، تشكل هذه الأنفاق تهديدًا استراتيجيًا لأمن إسرائيل، وإذا لم تساعدنا الصدف في كشف تلك الأنفاق كما حدث في نفق (عين هشلوشه)، الذي يبعد مئات الأمتار عن الشريط الحدوديّ مع غزّة فقط، فإنّ الجنود الإسرائيليين سيكونون عرضةً في أيّ لحظة للاختفاء المفاجئ، والإعلان بعد أيام عن اختطاف أحد الجنود قرب الحدود مع غزة.
وتطرق الضابط إلى ما أسماه بالسيناريو الثاني والذي اعتبره الأسوأ، وهو دخول عناصر من حماس عبر أحد الأنفاق إلى إحدى البلدات المحاذية للحدود والقيام بخطف وأسر العشرات من السكان واقتيادهم إلى مخابئ سرية، وزاد أنّ عروض حماس العسكريّة الأخيرة تدُل على أنها تعد العدة لعمل عسكري سيفاجئ الجيش الإسرائيليّ، وتوجه له ضربة من حيث لا يدري، على حدّ تعبيره.
وقالت المصادر أيضًا إنّ حركة هذه العوامل الضاغطة، بحسب وصفه، التي تمُرّ فيها الحركة من شأنها أنْ تدفع حماس للمواجهة القادمة مع الدولة العبريّة. وخلص إلى القول إنّ عناصر الجناح العسكريّ في حركة حماس لا يجلسون على الجدار وينتظرون، بل يُبادرون، إذ أنّهم يقومون أمام أعيننا ببناء منظومة جمع معلومات، والتي تشمل الكاميرات، والتي يقومون بنصب السواد الأعظم منها على عمدان يصل ارتفاعها إلى 45 مترًا، وبكلمات أخرى، لخّص الجنرال عاموس هكوهين، قائد الكتيبة الجنوبيّة في سرية غزّة، الوضع قائلاً إنّ حركة حماس تقوم بالإستعداد لعملية عسكريّة ضدّنا، إنّهم يجمعون عنّا المعلومات الحساسّة والمهمة، ولكن بالمقابل، نحن نقوم أيضًا بعمليات جمع المعلومات عنهم وعن تحركاتهم، وقد حدّدنا بنك الأهداف الذي سنستهدفه في المواجهة القادمة مع حماس، على حدّ قوله.
وقال الجنرال عاموس هكوهين، قائد الكتيبة الجنوبيّة في سرية غزّة للموقع الإسرائيليّ، إنّ حركة حماس تقوم في هذه الفترة بالذات بحفر الأنفاق، وإنتاج صواريخ وقاذفات متوسطة المدى وبعيدة المدى، علاوة على ذلك، قال الجنرال هكوهين، إنّ الحركة أقامت شبكة كاملة ومتكاملة تحت الأرض في قطاع غزّة، بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أنّ حماس قامت بتطوير التقنيات الهجوميّة وتغيير سلوكها في المعارك، وذلك في إطار استخلاص الحركة للعبر والنتائج من عملية (عامود السحاب)، العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية