‘أردنة’ اللاجئين الفلسطينيين: ملفّ خطير على أجندة كيري

حجم الخط
13

عمان- ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: يدشن طاقم الديوان الملكي الأردني بقيادة الدكتور فايز الطراونة مرحلة في غاية التعقيد والارباك، وهو يلمح على هامش الجدل حول مشروع كيري للسلام والتسوية لقرب جلوس الأردن على طاولة المفاوضات النهائية كاستحقاق مرتقب يثير الجدل مبكرا، حتى قبل ولادته على أرض الواقع.
وزير الاتصال والإعلام الأردني الدكتور محمد مومني سبق ان تحدث لـ’القدس العربي’ عن وجود بلاده في ‘غرفة’ المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون الجلوس لطاولة الفرقاء حرصا على استقلالية المفاوض الفلسطيني وإسنادا له.
ما يستشف من مناقشات مرجعية جمعت الطراونة بنخبة من رؤساء التحرير وكتاب الصحف المحلية مساء السبت هو أن غرفة المفاوضات تضيق قليلا لكي تتسع للمراقب الأردني الذي يتهيأ بوضوح للجلوس على الطاولة.
وما قاله الشهر الماضي لـ’القدس العربي’ رئيس الوزراء عبدالله النسور أشار بدون لبس إلى أن عمان بصورة تفاصيل العملية التفاوضية، فيما تقدم طاقم القصر الملكي مساء السبت الماضي خطوة للأمام وهو يقر بأن ما يعرفه الإسرائيلي والفلسطيني في الغرف المغلقة مع الوزير الأمريكي جون كيري يعرفه تماما الأردن.
لمثل هذا الكلام الذي قيل على هامش جلسة للصحافيين قادها الطراونة نفسه سبب بالتأكيد فكرته السياسية والإعلامية ببساطة تمهيد الرأي العام للتحول المثير الذي قد تفرضه بصمات وتفصيلات خطة كيري، التي يرى الدبلوماسي والمؤرخ الفلسطيني البارز الدكتور ربحي حلوم أنها خطيرة على الأردن وفلسطين وليست سوى عملية تصفية متخاذلة للقضية الفلسطينية وقفز على الحقوق التاريخية.
الطراونة مثلا يؤشر على تلمسه الشخصي للحاجة إلى مبرر صلب يقنع الرأي العام الأردني قبل النخبة الفلسطينية بأسباب ومسوغات الجلوس الأردني الوشيك على طاولة كيري.
هذا المبرر متاح الأن وببساطة وهو المتعلق حصريا بملف اللاجئين باعتبار ‘حق العودة’ هو المنطلق الأساسي لأي تسوية للصراع أو للقضية كما يوضح سياسي مخضرم وغير متفائل بحل سياسي منصف من وزن طاهر المصري.
فكرة المرجعيات الأردنية مباشرة وعبر عنها الطراونة عندما وصف نحو مليوني لاجىء فلسطيني في الأردن بأنهم ‘مواطنون أردنيون’ وبالتالي دولتهم ستتولى إدارة مصالحهم الأساسية فيما يتعلق بالعودة والتعويض، وهو الملف الذي سيجلس المفاوض الأردني على الطاولة وفي أقوى المواقع.
لافت جدا هنا حصريا بأن سياسيا محافظا من وزن الطراونة يستطيع ‘أردنة’ كتلة اللاجئين الضخمة الموجودة في عمق الديمغرافيا الوطنية عندما يتعلق الأمر بأغراض تسويق مشروع كيري، الذي لا ينص إطلاقا حسب تقييم الدكتور حلوم على أي من أشكال حق العودة الحقيقية دون أن يوازي ذلك في المفاصل الداخلية الأردنية حماس مماثل لأي حق سياسي داخل الأردن للاجئين أنفسهم.
معنى ذلك أن اللاجئين في الأردن سيتحولون إلى ‘أردنيين’ حتى ترعى حكومتهم حقوقهم المغتصبة من الصديق الإسرائيلي لكنهم ليسوا كذلك في الواقع العملي في عمق المعادلة الأردنية.
هذه الإزدواجية ملموسة جدا في خطاب المسؤولين الأردنيين وستعيق تقدم ونمو اي مشروع أردني للتفاعل إيجابيا مع اتجاهات السلام العاصفة التي يحاول كيري فرضها.
وهي إزدواجية لم تستعد لها اجهزة الدولة الأردنية جيدا وان كانت محور النقاش اليوم وسط تفاعل موجة الخوف الوطنية الأردنية والوطنية الفلسطينية من بوصلة المشروع الأمريكي، فالدور الأردني برأي كثيرين سيغلب عليه الطابع الأمني حتى وان حاول بعض البيروقراطيين المحليين إلباسه رداء السياسة والكلام العاطفي عن رعاية حقوق ‘الشعب الأردني’.
جزء من خطورة التمثيل الأردني لحقوق اللاجئين الفلسطينيين انه سينتهي بإقرار حقوق سياسية لهم في الأردن ما دامت العودة الحقيقية مستحيلة، على حد تعبير السياسي البارز عدنان أبو عودة وما دام التوطين مقرا في البند الثامن لاتفاقية وادي عربة التي كان الطراونة نفسه من مهندسيها، على حد تعبير الصحافي المتابع محمد الخطايبة.
بكل الأحوال يفترض بعض الهواة في إدارة السياسة الأردنية بإمكانية العبث بهذا الملف الحساس والخطير بإجماع المراقبين عبر لعبة سياسية تبدل الأدوار وتجعل الشارع الفلسطيني في بلد كالأردن ليس أكثر من أداة في يدي متفاوض ما أطال الجلوس إلى مائدة كيري وسط معادلة تحرم اللاجئين من كل حقوق الكون السياسية في الأردن وفلسطين معا وتتفاوض باسمهم بنفس الوقت وبدون التشاور معهم عندما يتعلق الأمر بالمال والتنازل عن حق العودة.
بعيدا عن هذا الاعتبار يعرض مسؤولون بارزون مبررات اخرى للجلوس الأردني المفترض على طاولة التفاوض، وهو العامل المتعلق بالحدود وأمنها، فعمان مصرة تماما على أنها لن تقبل بأي مساس بحدودها تحت ضغط التفاوض، ولن تقبل بدوريات ‘غير أردنية’ بمحاذاة الأرض الأردنية، الامر الذي لا يمكن تجاهله إسرائيليا وأمريكيا وفلسطينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالله شويات:

    الى الاخ الكاتب بسام ،والمعلقين محمد والسيكاوي… ان هذا الموضوع الذي يثار بين الحين والاخر له ابعاد سياسيه معينه تقف ورائها بعض الدول وبعض الرموز المغرضه رغم ان الموقف الاردني الرسمي والشعبي -من كل المنابت والاصول- قد بت به وانتهى واتخذ قراره في قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وحق العوده للجميع ؟! ومن منكم يشك بذلك فعليه العوده الى التاريخ ومنذ فك الارتباط 1988 والذي كان قرارا وخيارا فلسطينيا شعبيا ورسميا بنسبة مثبته 92% ؟!. وردا على هذه المناورات التي اثيرت في الفتره الاخير( اقرأوا مقالة الكاتب ووزير الاعلام الاسبق سميح المعايطه في جريدة الرأي الرسميه اليوم بعنوان ((الأردن ليس الطرف الثالث)). اما الضريبه ومن يستفيد منها فهناك الاف الموظفين من البوادي والقرى يدفعون الضريبه ولا يعرفون شئ عن شبكة المياه والخدمات وما تزال الوان الشوار -تراب- ومعظمهم يعيش بالواح زينكو.. علما ان كل اموال ضريبتهم تذهب لخدمات عمان والزرقاء ؟!!!! واصبح ابناهم مكدسين في البيوت من قلة فرص العمل ؟؟؟؟. واذا كانت الاردن تعتاش على دخل الاخوه المنكوبين ولا تخدمهم اذن ما هو سبب مأسي المخيمات في الضفه وغزه ولبنان وسوريا ؟! لماذا تغلق وكالة الغوث والانوروا خدماتها بين الحين والاخر ؟! لماذا حضراتكوا لا تقرأون تقارير الامم المتحده وملفات اللاجئين منذ 1948 لتتعرفوا على حجم المساعدات والدول المانحه بالارقام والتواريخ حتى لا تظلموا وتجرحوا شعبا ووطنا قدم الغالي والنفيس من دعم وقوافل شهداء لوطنه وقضيته الذي يؤمن بها اكثر من غيره ؟!!. علما ان الكاتب قد اعترض في العديد من مقالاته وعلى هذا المنبر على اصرار الموقف الاردني على حق العوده وحل مشكلة اللاجئين بناءا على قرار فك الارتباط؟؟

  2. يقول عبدالله شويات:

    سميح المعايطة
    لا تخلو مرحلة من مراحل الحديث عن حلول أو تسويات للقضية الفلسطينية من زج للأردن في المسارات العسكرية والأمنية، سواء ممن يريدون إنهاء السلطة الفلسطينية وتجاوز فكرة الدولة الفلسطينية ويتحدثون عن حكم أردني للضفة الغربية، أو حتى في تفاصيل الحلول الأمنية ومنها ما تردد قبل فترة وجيزة عن قوات دولية تدير الحدود بين الأردن والضفة داخل الأراضي الفلسطينية، وقيل حينها أن الأردن سيكون جزءاً من تلك القوات الدولية، أي ستدخل القوات الأردنية داخل أراضي الضفة وتكون جزءاً من حالة عسكرية وإجراءات لتحقيق شروط الأمن الإسرائيلي.
    ولعل كل مدرك لأسس الموقف الأردني من القضية الفلسطينية يعلم أن الأردن لن يقبل أن يكون الطرف الثالث على الأراضي الفلسطينية مع إسرائيل والسلطة، وأن هذا الموقف يمتد إلى حدود أردنية راسخة بأن الأردن لن يكون بديلاً عن السلطة الفلسطينية، ولا يريد أن يكون الجيش أو الأمن الأردني عازلاً بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل.
    الأردن يريد دولة فلسطينية حقيقية، ومصالحه الكبرى أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه في الدولة والعودة والقدس، لأن هذا هو الفعل الذي يواجه كل أفكار الوطن البديل أو الدور الأردني–كما يسميه البعض -، أو إعادة الضفة لحكم الأردن كجزء من حل يخدم المصالح الإسرائيلية وليس كفكر وحدودي.
    الأردن لن يكون الطرف الثالث أو الثاني أو الوحيد في الضفة الغربية، لأننا جميعا ندرك أن إسرائيل تريد حلولاً لمشاكلها ولا تريد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وجزء من العقيدة السياسية الأردنية أن الدور العسكري والأمني الأردني على حدوده الدولية وداخل الأراضي الأردنية لحماية المصالح والأمن الأردني، وهذا لا يتعارض مع أي عون أردني للأشقاء في السلطة على صعيد تدريب وتأهيل كوادرها الأمنية أو تقديم استشارات لمؤسسات السلطة.
    الضفة الغربية أرض فلسطينية، و تحويلها إلى جغرافيا عليها دولة فلسطينية ثمن يجب أن يدفعه الاحتلال، والأردن يدرك تماما ما هي الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها، ولهذا فالأردن داعم للحق الفلسطيني، ومدافع عن مصالحه الأساسية في أي حل حقيقي للقضية، ولن يكون الطرف الثالث على الأرض الفلسطينية، ولا يسعى إلى استعادة الضفة الغربية، ولا يريد فدرالية أو كونفدرالية كجزء من تسوية، فالأولوية لدولة فلسطينية حقيقية ثم بعد ذلك يقرر الأردن والدولة الفلسطينية شكل العلاقة بينهما.
    كل ما سبق أصبح من البديهيات، لكن ما يظهر أحياناً من تسريبات وأسئلة ربما يجعلنا جميعاً نحاول العودة إلى أسس الموقف الأردني الذي أصبح معلوماً وراسخاً لكل متابع.
    [email protected]

  3. يقول عليان محمد خوالدة الاردن المفرق:

    الي الاخ محمد لقد اضحكتني من لا يشكر الناس لايشكر الله ان العائلة الهاشمية والشعب الاردني احتضن اهلنا الفلسطينيين عندما تخلى عنهم الجميع

    يجب ان تسأ ل والدك لاني اتوقع انك صغير في العمر

    لان كتابتك توحي لي بأنك صغير في العمر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية